مع/ ضد.. ما يجب أن تعرفه عن الانتخابات الرئاسية السورية التى انطلقت اليوم الأربعاء
كتبت: أسماء خليل
انطلقت صباح اليوم الأربعاء 26 مايو، الانتخابات الرئاسية السورية، وهي الانتخابات الثانية، التى تقام على أساس دستور 2012 وسط تشكيك دولي بشأن شرعية الانتخابات، ومقاطعة جزء كبير من المعارضة السورية، بينما ينقل الإعلام الرسمى لسوريا مشاهد المشاركة الكبيرة من قبل السوريين فى المناطق التى تخضع لسيطرة النظام، ويركز الإعلام بشكل أساسى على الجامعات السورية وأوساط الشباب فيها، الذين يعلنون تأييدهم بقوة للرئيس الحالى بشار الأسد، وشعارهم (الله وسورية وبشار).
ذات صلة.. بشار الأسد يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية السورية
عند فتح باب الترشح تقدم نحو 50 مرشحا محتملا، تم تصفيتهم إلى كلا من: عبدالله السلوم، ومحمود المرعي، وثالثهم الرئيس الحالى بشار الأسد، الذى تقام الانتخابات تحت إشراف نظامه الحاكم فى سوريا، حيث يسيطر نظام بشار على ثلثى البلاد الآن مقارنة بالوضع قبل 2011 وانطلاق ما سمى بالثورة السورية.
وتأسيسا على ما سبق لن تشارك في الانتخابات المناطق الخاضعة للاحتلال التركي ومرتزقته من السوريين، في شمال غرب البلاد، كإدلب وعفرين ورأس العين وجرابلس، والتي تقدر مساحتها بنحو 10 % من مساحة سوريا، يضاف إليها المناطق الشمالية الشرقية من البلاد الخاضعة للإدارة الذاتية، والتي تقدر بربع مساحة سوريا، وستنحصر المشاركة في بعض المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، فى حلب، وطرطوس، واللاذقية وأدلب، إضافة إلى ما يسمى بالمربعات الأمنية مثل القمشلى والحسكة.
مفردات المشهد السياسي
ويتجلى المشهد السياسي، السورى فى عدد من الحقائق التى تمخضت عنها سنوات الصراع خلال السنوات الإحدى عشر الماضية منها الآتى:
- خلَّفت الثورة السورية قتلى ولاجئين ومعاقين، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أن إجمالي عدد القتلى حوالي 387,118، وتلك التقديرات كانت بحلول ديسمبر 2020، من بينهم 116,911 مدني.. ولا تشمل هذه الحصيلة 205,300 شخصا آخرين، يقال إنهم مفقودون وفي عداد الموتى.
- ووثق المركز أيضًا في معلوماته التي رصدها نشطاء في أنحاء البلاد أن 226,374 حالة وفاة أثناء القتال، و135,634 حالة وفاة بين المدنيين حتى ديسمبر 2020، ويعاني أكثر من 2.1 مليون مدني من إصابات وإعاقات دائمة بسبب هذا الصراع، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
- بلغ تعداد ساكني سوريا قبل الصراع حوالي 22 مليون نسمة، فر أكثر من نصفهم من بيوتهم بعد الحرب. ويبلغ عدد المهجرين داخل البلاد حوالي 6.7 مليون شخص، يعيش كثير منهم في مخيمات، في حين سُجل 5.6 مليون آخرين كلاجئين في الخارج.
- بشار الأسد ورث الحكم عن والده عام 2000 ولم يكن قبل هذا التاريخ هناك تعددية سياسية بالنسبة لمنصب الرئيس، ولكن استفتاءات، وجاء دستور 2012 لينص على أنه يمكن لكل رئيس أن يحصل على مدتين رئاسيتين مدة كل منهما لسبع سنوات، وهذه القاعدة تطبق من الانتخابات الحالية التى إذا فاز فيها بشار، يمكنه أن يخوض اللانتخابات التالية فى 2018.
- وفي الحين الذي تصف فيه بعض الصحف السورية ما يحدث ضد سوريا بالمؤامرة “الصهيو – أمريكية”، تهتم بعض الصحف الأخرى بلفت الانتباه بمرور عشر سنوات على بداية الانتفاضة ضد نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد والتي انطلقت يوم 15 مارس ٢٠١١، ثم كانت نهايتها مؤسفة بتحولها إلى حرب أهلية.
- طُرِحت كثير من المبادرات الإقليمية لحل الأزمة السورية، ولكن حتى الآن مازالت المشكلة قائمة، طالما وُجِد المؤيدون والمعارضون.
- في حين ردد فيه كثير من السوريين أن “الانتخابات باطلة وليست شرعية”، مضي بشار في المضي قُدمًا نحو إجراء الانتخابات، وهو متأكد من النجاح فيها، واستقبال ولاية رئاسية رابعة من سبع سنوات.
من هو؟
وبإلقاء الضوء على جزء من سيرته الشخصية، فقد كان الأسد قد تدرج في السلك العسكري قبل أن يتتلمذ في الملفات السياسية على يد والده الذي وصل إلى سدة الحكم العام 1970، وتحول إلى رقم صعب في سياسة الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي. ومع وفاة والده العام 2000، خلفه وهو في الرابعة والثلاثين من العمر.
ويوضح صحفي أجنبى ممن التقوه قبل الحرب وخلالها، مكونات شخصية بشار، قائلا: “بشار الأسد شخصية فريدة ومركبة… في كل مرة التقيته، كان هادئا وغير متوتر، حتى في أشد لحظات الحرب الحرجة والقاسية، وهذه تماما صفات والده حافظ الأسد الذي حكم سوريا لمدة ثلاثين عاما”، متابعا: “استطاع أن يكون الرجل الذي لا يستطيع أن يستغني أحد عنه”، موضحا “قد يكون من السهل ترتيب الأوراق، لكن في السياسة يجب أن تعرف كيف تخلط الأوراق.. وبشار الأسد أتقن لعبة خلط الأوراق”.
وورث الأسد الابن عن والده الراحل، كما يكرر عارفوه، الطباع الباردة والشخصية الغامضة. تتلمذ على يده في الصبر واستثمار عامل الوقت لصالحه. ولعب ذلك دورا أساسيا في “صموده” في وجه “الثورة” والحرب التي تعددت جبهاتها ولاعبوها.
ويؤكد عارفو الأسد، وهو أب لابنين وابنة، أنه على المستوى الشخصي، لم يغير من عاداته اليومية كثيرا خلال الحرب وبعدها. ويقول الصحافي الذي التقاه مرات عدة إنه “يتابع أحيانا دروس أولاده بنفسه، ويصر أن تكون العلاقة مباشرة معهم دون الاستعانة بمربية أو من يخدمهم
المؤيد والمعارض
وتضاربت الآراء حول فكرة مشاركة الشعب بهذه الانتخابات الرئاسية، إذ أن هناك من هو خائف من عدم المشاركة إلى مشكك بجدوى المشاركة، وثالثة ترى أن بشار هو الصوت الفارق فى إعادة إعمار سوريا، ومواجهة المخطط الغربى، والإسرائيلى الذى يستهدف سوريا وشعارهم (الله وسوريا وبشار).
وخلال الأيام السابقة، قبل الانتخابات قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن الانتخابات “غير قانونية ومسرحية”. قالت الأمم المتحدة إن الانتخابات ليست جزءا من عملية السلام السورية وأنها لا تنخرط فيها.
وهناك دولًا مؤيدة لتلك الانتخابات وأخرى معارضة، حيث أشارت الولايات المتحدة إلى أنها لن تعترف بنتائج الانتخابات ما لم يكن التصويت “حراً، نزيهاً، تشرف عليه الأمم المتحدة، ويمثل كل المجتمع السوري، وهناك من يحالف ويوافق الرئيس الأسد في تلك الانتخابات ويؤازره بكل قوة مثل روسيا وإيران، حيث ترى تلك الدول أن الانتخابات الرئاسية السورية، تمثل إنجازا كبيرا،وقد انتقدت تلك الدول الموقف الرافض للانتخابات على المستوى الداخلي للدولة والمستوى الخارجي لبعض الدول مثل واشنطن، حيث ترى واشنطن أن الانتخابات لا تمثل السوريين.
