إسلام كمال يكتب: ڤيڤا سنغال !

صدمت من كم السوداوية في الخصومة، من قبل أغلب السنغاليين تجاه المصريين، لكن إجمالا صعد المنتخب الذي يستحق الصعود، والذي سيمثل إفريقيا بجدارة في كأس العالم، فتثميلنا لم يكن ليخرج عن دائرة تمثيل مونديال ٢٠١٨، لو كنا صعدنا!

لم أرى في عمرى كم أشعة الليزر التى غطت وجوه لاعبي مصر خلال أداءهم ركلات الترجيح، ولا أستطيع الجزم بإنها أثرت أم لا وتسببت في ضياع ثلاث ضربات جزاء، بما فيهم ضربة جزاء صلاح، التى كان مؤشرا لتطويح حلم المونديال بعيدا، حيث تندر البعض وقال إن كرته وصلت ليفربول قبله!

لكن الحق يقال، وبعيدا عن العواطف، صلاح ورفاقه لا يستحقون الصعود المونديالى، ولعل رفاق رياض محرز، وضعهم كان أكثر خيبة وألما، فكانوا عائدين بانتصار لبلادهم من ياوندى، لكن كان للكاميرونيين رأيا موجع آخر في البلس ١٢٠، وضحكت القرعة منذ البداية للتوانسة والمغاربة، حيث واجهوا المنافسين الأضعف!

مقالى ليس كرويا، لكنه حامل كل أوجاع المصريين والعرب أيضا، على خلفيته الكروية، بإسقاطاته العامة.. وأصارحكم إنى لم أشاهد المباراة، فلم أكن آمل الكثير منهم، وكنت أبحث عن مجد شخصي تزامن مع وقت المباراة، كما كانوا يبحثون لأنفسهم .. كنت فقط أنتزع بعض لقطات لا تتجاوز الثوانى، إن كانت هناك صيحات ما، أو مع مرور الوقت، وفرحت إننا تماسكنا بعد الهدف المبكر، فالسيناريو الأكثر واقعية في هذا الوقت هو الانهيار، وباغتنى الأمل للحظة، بعد ضياع ركلة الترجيح الأولى لهم، وصحوت منه مع تطويح صلاح لكرته بلا أى تركيز، وفرحت للحظة، بعد الخروج الدرامتيكى، حتى لا تختفي الأزمات التى نقاسيها وراء فرحة الصعود المخجل وقتها، فلم ينسي المصريون الزيادة المباغتة للوقود في أعقاب فوز مهم لهم في الأمم الإفريقية الأخيرة، وهم يترقبون الآن زيادة أخرى مقلقة، ترشحها بعض السيناريوهات للوصول لعشرة في المئة من سعر الوقود، هذه المرة، لو عاد البترول لصعوده المزعج، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

كلها أيام، وننسى الخيبة الجديدة، لكن الأهم من ذلك، كيفية معالجة الأخطاء، وتطوير المنظومة والعودة بعد خسارة، وإعادة البناء.. ونحن لا نجيد هذه الإدارة بشكل ما، فما حدث للمنتخب الوطنى لكرة القدم، هو إسقاط لحالة عامة في أغلب المجالات، لو صارحتم أنفسكم، فنحن نعانى كما يعانى المنتخب من تراجع المنتج، وندرة الجودة، وعدم وجود العنصر الصالح لتحقيق الربح، وبالتالى النتيجة واحدة، كما رأينا بالأمس!

هناك همة أحيانا بصورة ما، لدى البعض، لكن حماسة بلا إدارة، أو تنظيم، أو عنصر عالى الجودة..لا تحقق أى شئ، بل تتحول لفوضي، وبالتالى في المجمل لا شئ حقيقى، مما نطمحه ونستحقه، يتحقق، والحسرة تطاردنا، والخيبة تحاصرنا، إجمالا .. والأوضاع المحيطة لا ترحم، وكأنها تنقصها، فهناك قوى داخلية وخارجية على كل ذلك، تضع فى عيوننا كل هذا الكم من أشعة الليزر وأكثر، ونحن نحاول إحراز الهدف، لتعيقنا بأية طريقة، وكأنها لا تكفيها إعاقتنا نحن لأنفسنا، والتى نتفنن فيها أساسا!.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى