سعيد عبد الحافظ يكتب: الأمم المتحدة.. الفوضى المنظمة
ماذا لو بدأت مقالى بعبارة ” أن المجلس الدولى لحقوق الإنسان منظمة منافقة وأنانية وتستهزأ بحقوق الإنسان” ، هل سيغفر لى زملائى الحقوقيين ويتسامحوا مع حكمى هذا ؟!.
أعتقد أنهم لن يغفروا لى هذه السقطة، وماذا لو قولت لكم أن هذا التعبير جاء على لسان المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، “نيكي هيلي” في سياق إعلانها قرار الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب، بإنسحاب الولايات المتحدة من المجلس الدولى لحقوق الإنسان، بسبب ما أعلنته الولايات المتحدة بأنه ينتهج “الانحياز المعادي لإسرائيل وشن حملة ممنهجة ضدها” !!
ومناسبة هذا الحديث عن المجلس الدولى لحقوق الإنسان الذى تأسس في عام ٢٠٠٦ وكان ولازال يتعرض لانتقادات بسبب سياسة الكيل بمكيالين وازدواج المعايير.
وجاء قرار أمس الخميس الذى اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بأغلبية الثلثين، والذى قضي بتعلّيق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يؤكد تماما ما سلف.
وكانت 93 دولة صوتت لصالح القرار، فيما عارضته 24 دولة، وامتنعت عن التصويت 58 دولة، بينهم مصر الذى عبر مندوبها في الأمم المتحدة عن فهم سليم واستقامة مستمرة ومستقرة للدبلوماسية المصرية العريقة في رفضها لسياسة تسييس مؤسسات الهيئة الأممية حيث قال المندوب إنه يؤكد على عدم ارتياح بلاده (مصر) إزاء استمرار المعايير المزدوجة والكيل بأكثر من مكيال. “فكم من المرات تم الاكتفاء بقرارات أقل حسماً وأكثر تساهلاً إزاء انتهاكات لحقوق الإنسان واضحة في ماضٍ ليس بالبعيد”.
ولازالت الحرب الروسية الاوكرانيه وتداعياتها تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في إعادة مراجعة لمفاهيم حقوق الإنسان وبانتقال الصراع بين روسيا وأوروبا الى قنوات ومؤسسات الهيئة الأممية.
وأتوقع صدام قد ينبه العالم إلى أن الأمم المتحدة باتت في حاجه ملحة للإصلاح، وأولى خطوات الإصلاح هى تخطى عقبة ديكتاتورية الدول العظمى وصلاحياتها داخل الهيئة الأممية، حتى تتمكن من تحقيق التنمية الإنسانية لكل شعوب العالم دون تمييز.