رجب الشرنوبي يكتب: « عالم التيت تيت »
روسيا تواصل عملياتها العسكرية في أوكرانيا وبوتين ماضي في طريقة رغم الخسائر التي تتزايد يوماً بعد يوم، الولايات المتحدة برئاسة بايدن تزيد من تصريحاتها العدائية تجاة روسيا وتضاعف من عقوباتها الإقتصادية ضدها.
الأوربيون بإستثناء بريطانيا بدأت همتهم تفتر أمام حاجتهم الشديدة للطاقة الروسية بعد فشل أمريكا في تأمين هذه الإحتياجات بشكل سريع رغم كل الجهود الرئاسية والجولات المكوكية للخارجية الأمريكية، إضافة إلي إنشغال بعض الزعماء الأوربيين بتحديات بلدانهم الداخلية والمرتبطة سواء بهذه الظروف الطارئة أو بإستحقاقات دستورية مثل ماكرون والانتخابات الفرنسية.
الشعب الأوكراني يعود يوماً تلو الآخر إلي زمن القرون الوسطي، بعد فشل بطل الأفيشات السينمائية في إدارة جولات الخلاف مع الجار الروسي قبل وبعد الغزو والإعتماد فقط علي الدعم الوهمي من البيت الأبيض.. هذا هو خلاصة المشهد الدائر في أوكرانيا بعد مايقرب من شهرين علي بدء العمليات العسكرية هناك.
صرخات زلينسكي علي شاشات التلفاز وإستغاثته ليل نهار بكل زعماء وشعوب العالم وعلي رأسها الشعب الأمريكي،تؤكد علي حجم الدمار الذي تكبده الشعب الأوكراني وخطأه الفادح عندما إختار هذا الشاب الذي يفتقد لأدني درجات الحنكة والخبرة السياسية.
تولي زلينسكي قياده أوكرانيا والتعويل علي شعبيته الفنية كان خطأ جسيماً يدفع ثمنه الشعب الأوكراني الآن، خصوصاً وسط هذه المعطيات الصعبة التي توالت علي هذا البلد بعد سنوات من عدم الإستقرار تبعت ثورة الميدان، تلك الثورة التي خططت أمريكا والغرب لها بهدف تنفيذ أجندتهم الخاصة هناك.
بعد عدة جولات من المفاوضات والوساطات الدولية والتي بدأت من الحدود الأوكرانية البيلاروسية وعودتها إليها مرة أخري.. مروراً بأنقرة وجهود وساطة من باريس وبرلين وأطراف أخري، يبدو أن سيناريو التصعيد لازال مرشحاً للاستمرار حتي تحقق الأطراف الحقيقية للصراع مآربها التي سعت إليها وعملت علي السير في إتجاهها.
أول هذه الأطراف بالتأكيد هو الطرف الروسي الذي يبحث منذ عدة سنوات في جورجيا ثم القرم والآن شرق أوكرانيا عن محيط آمن، يقيه شر التدخل الأمريكي الغربي في شئونه الداخلية وتهديد أمنه القومي.
أما الطرف الآخر الحقيقي للصراع فهو الولايات المتحدة التي تبحث عن تموضع قانوني تحت غطاء شرعي كعادتها،تحقق به مصالحها الخاصة وتجعل الدب الروسي يسير في فلكها وتحت سيطرتها طوال الوقت،مع سعيها الدائم لإضعاف أي تحالف روسي صيني يمكن أن يهدد موقعها في قيادة العالم.
الحديث عن مذابح وجرائم حرب في بوتشا وماريوبيل وشرق أوكرانيا، وعزل روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
الدعم المحسوب الذي تقدمة أمريكا للقوات الأوكرانية والذي يمكنهم فقط من إطالة أمد الصراع وليس حسمه.
قدرة روسيا علي التعايش مع العقوبات بدعم من بعض أصدقائها والمحسوبين علي معسكرها ولو بشكل غير مباشر.
الآلة الإعلامية الأمريكية البريطانية وقدرتها علي التأثير في الرأي العام العالمي.
الإتهامات المتبادلة عن رعاية معامل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية علي الأراضي الأوكرانية.
امتناع أطراف عالمية وقوية تستطيع أن تلعب دوراً مهماً في الوساطة إن هي أرادت، وتفضيلها مراقبة المشهد دون الإنخراط فيه.
مشاعر سلبيه تحملها شعوب كثيرة للإدارات الأمريكية المتعاقبة لتدخلها السافر في شئونها الداخلية وتأجيجها المستمر لكثير من مناطق الصراع حول العالم..كل ذلك وغيره كثير مؤشرات تؤكد أننا أمام “جيم” معلوماتي مخابراتي ومباراة مهمة من مباريات استعراض القوي بين الكبار علي مسرح السياسة العالمي.
هم يتصارعون ويقتسمون إيرادات شباك التذاكر ونحن من نشتري التذكرة ونكتفي بمقاعد المتفرجين.