إسلام كمال يكتب: القنبلة الإعلانية الرمضانية !

لو تعلمون حالة الامتعاض، لدى نسبة غير قليلة من موظفي وعمال البريد المصري، من إعلان عمرو دياب، الذي يقولون أنه تقاضي مقابله ١٥ مليون جنيه، لكنت توقفت كثيرا أمام أهم قاعدة من قواعد التسويق وهى المستهدف من الحملة، وما بالك بحملة إعلانية، لا تحقق رضاء داخلى في المؤسسة صاحبة الإعلان، فهل تحقق رضاء خارجى، بين العملاء؟!

ومن الواضح أن القاعدة إنقلبت، فالمؤسسة المصرية التاريخية،البريد، اعترفت بضعفها، ولجأت لعمرو بوصفه رمز التجدد والاستمرارية بين مختلف أجيال المشاهير، لتقول أنها تسير على طريق دياب لا الفكر البريدى المتطور، خاصة إن الخدمات التكنولوجية الجديدة تخدمه بشكل كبير.

فلم يعد مجرد دفتر توفير وتقديم خدمات اعتيادية، رغم إيراداتها، بل أصبح مؤسسة تسويقية تكنولوجية منافسة حتى لكل الأشكال المماثلة الجديدة من هذه النوعية، وهو تقريبا المؤسسة التاريخية القادرة على البقاء بقوة في المنافسة، وبالتالى من الممكن أن يتشبه بها عمرو دياب، لا أن يتشبه البريد به، لأن الأية لم تنقلب بعد ياسعدى وجوهر.

وبالمناسبة، سعدى وجوهر، فهما رمز من رموز السيطرة الإعلامية والإعلانية خلال الفترة الأخيرة، فلا إعلان في مصر تقريبا، إلا وترى إسم سعدى وجوهر عليه، اللذان أصبحا يحملان إسم “ميديا هوب”، والجميع يدرك مدى سطوتهما الآن، التى تغلق بشكل أو آخر على التنوع.

البريد ودياب وسعدى وجوهر، ليس الملاحظتين الوحيدتين لدى على ماسورة الإعلانات التى تنفجر موسميا مع كل رمضان، فهناك ظاهرة جديدة غير اعتيادية على الاعلانات المصرية، وهى ظهور عدد محدود من النجوم في إعلانات لشركات مختلفة ومتنافسة في نفس الوقت، وهى شلة تقريبا متشابهة لا تخرج عن بعض الأسماء، في احتكار من نوع جديد!

فعلى سبيل المثال، لا الحصر، تامر حسنى تراه في ثلاث إعلانات تقريبا، ومثله كريم عبد العزيز، وايضا نيللى كريم، ودينا الشربيني، وروبي، وعمرو دياب، وسيد رجب، وحماقي، وبيومى فؤاد، وأحمد السقا، وغيرهم الكثير.

هذه الظاهرة، التى انتقلت من الدراما للإعلانات، تعيدنا لفكرة المستهدف من الحملة وخصوصيتها، ويبدو إن هناك قواعد إنقلبت كما قلنا، سابقا!.. ولا أعرف لماذا يسكت المعلنون على هذا؟!، هل لقلة النجوم مثلا؟!، أم بسبب الاحتكار؟!، أم الشللية؟! أم أمور أخرى؟!

عموما الوضع في غاية الغرابة، والأغرب منه عدد النجوم الكبير في الإعلان الواحد الذي تتنافس فيه الشركات الكبري منذ سنوات، وبدأتها فوادفون تقريبا، غير إن الظاهرة واضحة بشكل قوى هذا الموسم.

ومنها إعلان زد، في مواجهة إعلان مفرح ومبهج ذى فكرة جميلة بطلته ياسمين عبد العزيز وكريم عبد العزيز حول فكرة رمضانا هو هو وفرحتنا هى هى، رغم كل التحديات والتطويرات، وبعدها أورناچ بمسافة كبيرة، حول فكرة “رمضان ربيع”، في ظهورات متعددة لسعاد حسنى في شخوص، منى زكى ونيللى كريم ودينا الشربينى.

ولا ننسي أن إعلانات التبرعات التى كانت تجذب النجوم، تراجعت بشكل أو آخر في هذا الإطار، دون مبررات واضحة، سوى إعلان مصر الخير تقريبا، وللأسف لم يعد هناك إعلان يعتمد على الفكرة، بقدر ما يعتمد على النجوم، لدرجة إنه أحيانا لا تعرف ما علاقة الاعلان بالمنتج.

لكن لا يمكن الانتهاء من هذا المقال النقدى للموسم الإعلانى الرمضانى، المعتمد بشكل كبير على الفكرة الاعتيادية لنسخ النجوم المتكررة، لكن بشكل متبكر أكثر، بالذات في إعلان ياسمين وكريم.. قبل أن نشير إلى الإعلان الأوبريتى لبنك الزراعة المصري، الذي نوّع بين كل الفلاحين والمزارعين والصيادين والمنتجين، في تابلوه مميز بشكل كبير، فشكرا لسعدى وجوهر في هذا الإطار، رغم انتقادنا لهم في مساحة سابقة من المقال.

ورمضانا هو هو، ورمضان ربيع!

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى