بيان وتدبر: {12} سورة التين

حلقات تكتبها: رشا ضاحى

يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.

ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.

.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.

 {12} سورة التين

نتحدث اليوم عن سورة التين وهي سورة مكية، ويتناول محور السورة: ذكر قيمة الإنسان وشرفه بدينه، وهوانه بالإعراض عن منهج ربه، لذا أقسم الله بيان وتدبر، عز وجل بأماكن نزول الوحي.

بيان السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَالتّينِ وَالزَّيتونِ﴾ (1)
أقسم الله بالتين ومكان نباته، وبالزيتون ومكان نباته في أرض فلسطين التي بعث فيها عيسى عليه السلام.
﴿وَطورِ سينينَ﴾ (2)
وأقسم بجبل سيناء الذي ناجى عنده نبيه موسى عليه السلام.
﴿وَهذَا البَلَدِ الأَمينِ﴾ (3)
وأقسم بمكة البلد الحرام الذي يأمن من دخل فيه، الذي بعث
فيه محمد صلى الله عليه وسلم.
﴿لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في أَحسَنِ تَقويمٍ﴾ (4)
لقد أوجدنا الإنسان في أعدل خلق وأفضل صورة.
﴿ثُمَّ رَدَدناهُ أَسفَلَ سافِلينَ﴾ (5)
ثم أرجعناه إلى الشيخوخة والخرف في الدنيا فلا ينتفع بجسده، كما لا ينتفع به إذا أفسد فطرته وصار إلى النار.
﴿إِلَّا الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنونٍ﴾ (6)
إلا الذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحات فإنهم وإن أصابتهم الشيخوخة فلهم ثواب دائم غير مقطوع، وهو الجنة، لأنهم زكوا فطرتهم.
﴿فَما يُكَذِّبُكَ بَعدُ بِالدّينِ﴾ (7)
فأي شيء يحملك أيها الإنسان على التكذيب بيوم الجزاء بعدما عاينت من علامات قدرته الكثيرة؟!
﴿أَلَيسَ اللَّهُ بِأَحكَمِ الحاكِمينَ﴾ (8)
أليس الله – بجعل يوم القيامة يومًا للجزاء – بأحكم الحاكمين وأعدلهم؟! أيعقل أن يترك الله عباده سدى دون أن يحكم بينهم، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته؟!

وبعد هذا البيان المختصر للآيات نتعرف على بعض هدايات التدبر:

▪︎ (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)
تأمل في بديع صنع الله في هاتين الثمرتين، واستدل من خلال النعمة على المنعم جل جلاله.
▪︎ (وَطُورِ سِينِينَ)
كم عمل موسى عليه السلام لإعادة الناس إلى فطرتهم ؟ فاعتبر بسيرته
▪︎ (وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)
– المواضع تصبح مباركة جليلة حين ينزل عليها الوحي،
فكيف بالقلب العامر به؟!
– إذا دخلت البلد الأمين فأنت آمن بأمان الله، فكن أمنا لمن حولك حيث كنت.
▪︎ (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)
من تدبر هذه الآية لم يتجرأ أن يسخر من إنسان خلقه الله،ولا أن يحتقر خلقة مدحها الله.
▪︎ (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)
الهوان اختيار، والسمو اختيار، ولك القرار!!
▪︎ (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
يقولون : قيمة المرء ما يُحسن , نعم هذا في الدنيا ,
أما الآخرة فقيمة المرء بإيمانه وصدق يقينه , وبإخلاصه في الطاعات , وإكثاره من الصالحات .
▪︎ (فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)
في خلقك والأطوار التي تمر بها؛ دلائل على البعث، فتفكر فيها
لتعمق إيمانك باليوم الآخر.
▪︎ (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)
– فإن أحكم الحاكمين أدري بما يصلحك وما فيه خيرك ,
فلا تحِد عنه فتهلك .
-الإيمان بأن الله أحكم الحاكمين هو أعظم مثبت للمؤمنين عندما يرون من الأحداث ما يسوؤهم ويحزنهم !
نلتقي غدا إن شاء الله.. دمتم في رعاية الله وأمنه.

اقرأ أيضا فى هذه السلسلة:

 

زر الذهاب إلى الأعلى