بيان وتدبر: {18} سورة القارعة
حلقات تكتبها: رشا ضاحى
يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.
ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.
.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.
{18}
سورة القارعة
نتحدث اليوم عن سورة القارعة وهي سورة مكية من المفصل الذي فُضل به النبي – صلى الله عليه وسلم – على سائر الأنبياء.
القارعة في اللغة: هو من القرع الذي هو الضرب، والقارعة النازلة، الشديدة تنزل عليهم بأمر عظيم وسُميت يوم القيامة بالقارعة، وبهذا الاسم عُرِفت هذه السورة واشتهرت وكتبت في المصاحف .
ويتناول محور السورة: تقرير عقيدة البعث والجزاء مع إعطاء صورة صادقة لها والتحذير من أهوال يوم القيامة وعذاب الله تعالى فيها.
بيان السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿القارِعَةُ﴾ (1)
من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عَظَّمَ أمرها وفخمه.
﴿مَا القارِعَةُ﴾ (2)
ما هذه الساعة التي تقرع قلوب الناس لعِظَم هولها؟!
﴿وَما أَدراكَ مَا القارِعَةُ﴾ (3)
وما أعلمك أيها الرسول ما هذه الساعة التي تقرع قلوب الناس لعِظَم هولها؟! إنها يوم القيامة.
﴿يَومَ يَكونُ النّاسُ كَالفَراشِ المَبثوثِ﴾ (4)
يوم تقرع قلوب الناس يكونون كالفراش المُنْتَشِر المتناثر هنا وهناك.
﴿وَتَكونُ الجِبالُ كَالعِهنِ المَنفوشِ﴾ (5)
وتكون الجبال في خفة سيرها وحركتها مثل الصوف الَّذِي مُزِّقَ، وَنُفِشَ، فَتَفَرَّقَتْ أَجْزَاؤُهُ فيصير هباء ويزول.
﴿فَأَمّا مَن ثَقُلَت مَوازينُهُ﴾ (6)
فأما من رجحت أعماله الصالحة على أعماله السيئة.
﴿فَهُوَ في عيشَةٍ راضِيَةٍ﴾ (7)
فهو في عيشة مرضية ينالها في الجنة.
﴿وَأَمّا مَن خَفَّت مَوازينُهُ﴾ (8)
وأما من رجحت أعماله السيئة على أعماله الصالحة.
﴿فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ﴾ (9)
فمسكنه ومستقرّه يوم القيامة هو جهنم.
﴿وَما أَدراكَ ما هِيَه﴾ (10)
وما أعلمك – أيها الرسول – ما هي؟!
﴿نارٌ حامِيَةٌ﴾ (11)
هي نار شديدة الحرارة.
وبعد هذا البيان المختصر للآيات نتعرف على بعض هدايات التدبر:
▪︎ (وتكون الجبال كالعهن المنفوش)
ثوابت الله الكونية تتبدل فكيف بثوابتك التي تضعها لنفسك ولا ترضى لها تبديلا ؟!
▪︎ (يَومَ يَكونُ النّاسُ كَالفَراشِ المَبثوثِ)
شبه الناس باغبى الحشرات الفراش حيث تلقي بنفسها إلى التهلكة لانهم يلقون بأنفسهم إلى التهلكة بذنوبهم وعصيانهم.
▪︎ (فَأَمّا مَن ثَقُلَت مَوازينُهُ)
لا تغرنك كثرة أعمالك في الدنيا إحرص على الإخلاص في كل عمل مهما كان قليلا يثقله الله لك في ميزان الآخرة.
▪︎ (فَهُوَ في عيشَةٍ راضِيَةٍ)
هما فريقان لا ثالث لهما يوم القيامة،فريق في الجنة وفريق في السعير فحدد من الآن جماعتك وفوجك الذي ستُحشر معه.
▪︎ (وأما من خفت موازينه فأمه هاوية)
لا قيمة للعمل إذا لم يقم في ظل الإيمان بالله .
▪︎ (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ)
كثيرا ما كنت تجد الأمن والسكينة حين تأوي إلي صدر أمك , فاليوم مأواك أمّ غير رحيمة , وملاذك قلب غير حنون؛ إنها نار تلظى ,أجارنا الله من عذابها.
نلتقي غدا بإذن الله.. ودمتم في رعاية الله.
اقرأ أيضا فى هذه السلسلة: