د. محمد ابراهيم بسيوني: العلاقة بين التغذية والسن وجهازك المناعي

يقول د. محمد ابراهيم بسيوني، أستاذ الطب بالمنيا إن مفهوم تعزيز المناعة ليس له معنى علميًا في الواقع، فجهازك المناعي هو نظام، وليس كيان واحد ولكي يعمل بشكل جيد يتطلب هذا التوازن والانسجام بين أعضاء الجسم.

ومحاولة تعزيز خلايا جهاز المناعة لديك أمر معقد لأن هناك العديد من الأنواع المختلفة من الخلايا في جهاز المناعة التي تستجيب للعديد من الميكروبات المختلفة بطرق عديدة.

طالع المزيد:

ويضيف د. بسيونى أن المعروف هو أن الجسم يولد باستمرار خلايا مناعية، خلايا ليمفاوية lymphocytes ، أكثر مما يمكن أن تستخدمه، وتزيل الخلايا الإضافية نفسها من خلال عملية طبيعية لموت الخلايا تسمى موت الخلايا المبرمج Apoptosis وبعض هذه الخلايا تموت قبل ان يعمل والبعض الآخر بعد الفوز في المعركة ضد البكتيريا والفيروسات.

ولا أحد يعرف حتي اليوم عدد الخلايا أو أفضل مزيج من الخلايا التي يحتاج الجهاز المناعي للعمل في مستواه الأمثل.

ويوضح د. بسيونى مع تقدمنا ​​في العمر، تنخفض قدرتنا على الاستجابة المناعية، مما يساهم بدوره في المزيد من العدوى بالبكتيريا أو الفيروسات ومزيد من الإصابة بأمراض السرطان، فمع ارتفاع متوسط ​​العمر يزيد حدوث الحالات المرضية المرتبطة بالعمر، في حين أن بعض الناس يتقدمون في السن بصحة جيدة.

والخلاصة التي توصلت إليها العديد من الدراسات هي أنه بالمقارنة مع الشباب، فإن كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، والأهم من ذلك، أنهم أكثر عرضة للوفاة.

وتعد التهابات الجهاز التنفسي والإنفلونزا وخاصة الالتهاب الرئوي من الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأشخاص فوق سن 65 عامًا حول العالم.

ويؤكد أستاذ الطب أنه لا أحد يعرف على وجه اليقين سبب حدوث ذلك، لكن بعض العلماء يلاحظون أن هذا الخطر المتزايد يرتبط بانخفاض في الخلايا التائية T lymphocytes، ربما من ضمور الغدة الصعترية The Thymus مع تقدم العمر وقلة إنتاج خلايا تي T cells  التى تحارب العدوى.

وسواء ما إذا كان هذا الانخفاض في وظيفة الغدة الصعترية يفسر الانخفاض في الخلايا التائية أو ما إذا كانت التغييرات الأخرى التي تلعب دورًا غير مفهوم تمامًا فالنتيجة واحدة.

والبعض الآخر مهتم بما إذا كان نخاع العظام يصبح أقل كفاءة في إنتاج الخلايا الجذعية Stem Cells التي تؤدي إلى ظهور خلايا جهاز المناعة، وقد أظهرت استجابة كبار السن للقاحات انخفاض الاستجابة المناعية للعدوى.

وعلى سبيل المثال، أظهرت دراسات لقاحات الإنفلونزا أنه بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، يكون اللقاح أقل فعالية بكثير مقارنة بالأطفال الأصحاء (فوق سن السنتين)، ولكن على الرغم من انخفاض الفعالية، فقد أدت اللقاحات ضد الأنفلونزا والالتهاب الرئوي إلى خفض معدلات المرض والوفاة لدى كبار السن بشكل كبير عند مقارنتها بعدم التطعيم.

ويضيف د. بسيونى أنه يبدو أن هناك صلة بين التغذية والحصانة المناوئة Immunity لدى كبار السن، ويُعرف شكل من أشكال سوء التغذية الشائعة بشكل مدهش حتى في البلدان الغنية باسم “سوء التغذية بالمغذيات الدقيقة” Micronutrient malnutrition. حيث يعاني الأشخاص من نقص في بعض الفيتامينات الأساسية والمعادن النزرة Trace metals التي يتم الحصول عليها أو استكمالها بنظام غذائي، يمكن أن تكون شائعة لدى كبار السن.

ويميل كبار السن إلى تناول طعام أقل وغالبًا ما يكون لديهم تنوع أقل في وجباتهم الغذائية، وقد تساعد المكملات الغذائية Nutritional supplements كبار السن في الحفاظ على صحة جهاز المناعة، في حين أن بعض المكملات الغذائية قد تكون مفيدة لكبار السن، حتى التغييرات الصغيرة يمكن أن يكون لها آثار خطيرة في هذه الفئة العمرية.

وهناك بعض الدلائل على أن نقص المغذيات الدقيقة المختلفة على سبيل المثال، القصور في الزنك والسيلينيوم والحديد والنحاس وحمض الفوليك والفيتامينات A وB6 وC وE لها تأثير على الاستجابة المناعية البشرية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى