بيان وتدبر: {21} سورة الهمزة

حلقات تكتبها: رشا ضاحى

يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.

ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.

.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.

 {21}
سورة الهمزة

نتحدث اليوم عن سورة الهمزة وهي سورة مكية، والهماز:الذي يعيب الناس ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز :الذي يعيبهم بقوله.
ويتناول محور السورة: التحذير من الإستهزاء بالمؤمنين إغترارًا بكثرة المال.

بيان السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَيلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ (1)
وبال وشدة عذاب لكثير الإغتياب للناس، والطعن فيهم.
﴿الَّذي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ﴾ (2)
الذي همّه جمع المال وإحصاؤه، لا همَّ له غير ذلك.
﴿يَحسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخلَدَهُ﴾ (3)
يظن أن ماله الذي جمعه سينجيه من الموت، فيبقى خالدًا في الحياة الدنيا.
﴿كَلّا لَيُنبَذَنَّ فِي الحُطَمَةِ﴾ (4)
ليس الأمر كما تصوّر هذا الجاهل، ليطرحنّ في نار جهنم التي تدق وتكسر كل ما طُرِح فيها لشدة قوتها.
﴿وَما أَدراكَ مَا الحُطَمَةُ﴾ (5)
وما أدراك -أيها الرسول- ما حقيقة النار؟
﴿نارُ اللَّهِ الموقَدَةُ﴾ (6)
إنها نار الله المستعرة.
﴿الَّتي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفئِدَةِ﴾ (7)
التي تنفذ من أجسام الناس إلى قلوبهم.
﴿إِنَّها عَلَيهِم مُؤصَدَةٌ﴾ (8)
إنها على المُعَذَّبين فيها مغلقة.
﴿في عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴾ (9)
بأعَمَدة ممتدة طويلة حتى لا يخرجوا منها.

وبعد هذا البيان المختصر للآيات نتعرف على بعض هدايات التدبر:

▪︎ (ويل لكل همزة لمزة)
‏قال أبو الجوزاء قلتُ لابن عباس: من هؤلاء هم الذين بدأهم الله بالويل؟
‏قال: هُمُ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَيْبَ.
ويشمل ذلك كل طعّان وعيّاب يؤذي الناس بألفاظه.. وما أكثرهم اليوم خاصة في وسائل التواصل والمنصات الاجتماعية.
▪︎ ﴿ويل لكل همزة لمزة﴾
قال الربيع بن أنس: الهمزة يهمز في الوجه، واللمزة من خلفه ،عندما تسيء لأخيك المسلم في وجهه لايعفيك ذلك من العقوبة.
▪︎ (همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده)
من لمز الناس أصيب بعقدة(النقص) فيرى كماله في ماله فيبتلى (بالبخل) فيتسلط الناس بلمزه من بوابة (بخله) والحياة دين!
▪︎ ( الذي جمع مالاً وعدده – يحسب أن ماله أخلده )
سَكْرة المال وشهوته تؤثر على كثير من المفاهيم !
▪︎ (يَحسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخلَدَهُ)
يطول أمل الإنسان مع كثره ماله يظن أن البقاء يطول مع الثراء
والله لا يطول عمر الغني لغناه ولا يقصر عمر الفقير لفقره.
▪︎ ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَة﴾
أشد ما يذيب القلب في ‎مواعظ القرآن ويخمد نيران الشهوات المحرمة في قلوبنا؛ تَذكُّر لحظات إغلاق أبواب النار على سكانها أعاذنا الله جميعا منها.
وحتى نلتقي غدا بإذن الله.. دمتم في رعاية الله وأمنه

اقرأ أيضا فى هذه السلسلة:

زر الذهاب إلى الأعلى