م. محمد فؤاد خبير الطاقة لـ«بيان»: نمضى بقوة فى امتلاك الطاقة الخضراء الدائمة
كتبت: أسماء خليل
مصطلح “الطاقة المُتجددة” على رأس مُتطلبات العالم للحصول على طاقة خضراء، نظيفة لا تنفد؛ فليس هناك أكثر مما تمتلكه مصر، من موارد طبيعية حباها الله بها، لتكون على رأس الدول التي تبنت ذلك الأمر، بفضل قيادة سياسية واعية.
وفى هذا الحوار يكشف خبير الطاقة م. محمد فؤاد، المدير التنفيذي بإحدى شركات قطاع البترول، وصاحب مبادرة “مصر تنهض بالتعليم الفني والتكنولوجيا الحديثة”، ما وصلت إليه مصر من تقدم في مجال الطاقة المُتجددة كواحدة من أهم ما يشغل العالم بالآونة الأخيرة، ويضرب بمجمع “بنبان” للطاقة الشمسية، مثلا لأضخم محطة توليد كهرباء على مستوى العالم.
مدخل الطاقة
يبدأ م. فؤاد بالحديث عن الطاقة، ويوضح أن هذا الملف من أولى الملفات التي يهتم بها الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، ويُعرِّف الطاقة بأنها إحدى خصائص المادة التي تتحول إلى أشكال مُتعددة منها الحركة والإشعاع والحرارة، و نستطيع تلخيصها في القدرة على إنجاز أعمال، ويوضح أن مفهوم الطاقة توسع جدا – بالآونة الأخيرة-بعدما بدأت “الثورة الصناعية” بالقرن الثامن عشر فنحا العالم نحو أشكال الطاقة المتعددة من حيث الحرارة والإشعاع وهو المحور الأساسي.
أشكال الطاقة
ويطرح م. محمد الطاقة الكيميائية كواحدة من أهم أشكال الطاقات، مثل الطاقة المُستخدمة بالبطاريات وتأتى من مجموعة من الذرات والجُزيئات وتفاعل مع بعضها البعض، وتتولد عن طريق التبادل ما بين الشحنتين الموجة والسالبة، ومن هنا تتحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية، وتأتي الطاقة الكهربية – أيضًا – من أهم الطاقات التي لا غنى عنها بالعصر الحديث وتتولد عن طريق المُولدات الكهربية، وكذلك “طاقة الجاذبية” كما أوضحها “نيوتن”، بمدى قدرة جذب الأرض للجسم وكذلك الأرض والشمس وما بينهما من جذب.
طالع المزيد:
-
تفاصيل لقاء السفير المصرى في الدانمارك ووزير الطاقة والتغير المناخى الدانماركي
-
ارتفاع قيمة صادرات مصر من الطاقة الكهربائية لـ71 مليون و384 ألف دولار
ويستكمل طرح أشكال الطاقة التي منها أيضا “الطاقة الحرارية” والتي تنتج من التفاعل بين الجزيئات، وتلك التي نستخدمها في طهي الطعام وفي المنازل كالعديد من الأجهزة، مثل المكواة، وكذلك السخان الذي يحول الطاقة الكهربية إلى حرارية، ثم تليهم “الطاقة الضوئية” والتي تم استغلالها في توليد الطاقة الكهربائية عن طريق “الشمس” المصدر الرئيسي للضوء على سطح الأرض، ثم “طاقة الحركة” التي تحول الوقود الذي يحتويه الجسم إلى حركة مثل الطاقة المختزنة بالسيارة، ثم “الطاقة النووية” .
طاقة مُلوثة للبيئة
ويشير م. محمد إلى النوعين الأساسيين للطاقة، وهما الطاقة المتجددة وغير المتجددة، وكيفية اتجاه مصر والعالم إلى استبدال تلك الطاقة الملوثة للبيئة بطاقة أخرى نظيفة وغير مُكلفة في مواردها.
ويوضح أن “الطاقة غير المتجددة” هي التي تنفد باستهلاك الإنسان لها، مثل الفحم والبترول وتتولد الطاقة نتيجة احتراقهما مثل توليد الكهرباء، فأي مولد كهرباء به محرك ديزل، يحتاج إلى سولار كأحد نواتج تكرير البترول يولد طاقة كهربائية، فتتحول إلى طاقة حركية فيعمل المُولد، مع مرور الوقت تنفذ تلك الطاقة بكثرة الاستهلاك بنفاذ الخزانات الحاوية لها.
الموارد المتجددة
أما “الطاقة المتجددة” كالشمس والرياح والمياه لا تنفذ مهما استهلكها الإنسان، فتلك الموارد الطبيعية التي منحها الله للإنسان دون تدخل منه، ونتيجة للأبحاث والاهتمام من قبل القيادة السياسية.
وأثبتت النتائج أن تلك الطاقات الناتجة من الموارد المتجددة بإمكانها توفير الكثير من الدولارات، فبدلا من الوقود غير المتجدد والملوث للبيئة كالبنزين في الحرق والاستهلاك ، نقوم بتعزيز الطاقة البديلة، لتُدر ربحًا كبيرًا على كل مصر، ومن أمثلة مشاريع توليد الطاقة من الموارد الطبيعية، محطة “الزعفرانة” محطة رياح على طريق البحر الأحمر.
“بنبان” صرح حضاري
ويذكر م. محمد واحدة من أهم الصروح العالمية، التي افتحها الرئيس السيسي، ألا وهي مجمع “بنبان” والذي يأتي كأعظم المشاريع العالمية لتوليد الطاقة الكهربية من الشمس كمصدر متجدد للطاقة، وتقع المحطة على بعد نحو 35 كيلو، في الاتجاه الشمالي الغربي بأسوان في قرية بنبان التابعة لمركز (دراو)، وتلك المحطة تم إنشائها بالاشتراك مع القطاع الخاص وتم جلب خبرات كثيرة دولية متخصصة.
ناسا في مصر
ويؤكد م. محمد دور وكالة “ناسا” في الإشادة باختيار ذلك الموقع؛ نظرًا لسطوع الشمس طوال العام في “بنبان”، بل والأكثر أنها من أكثر مناطق العالم سطوعا للشمس.
ويشير فؤاد أن الموقع يحتوى على 32 محطة شمسية لتوليد الكهرباء ما تزال تحت الإنشاء، وتُقدر قدرة كل محطة 50 ميجا وات، كما يضم ذاك المشروع 4 محطات محولات، وظيفتها تفريغ الطاقة المنتجة من المحطات الشمسية، وهي بنبان 1،وبنبان2،وبنبان3،وبنبان4..
كما يؤكد م. محمد علي الشباب أن يتفاءلوا بمستقبل مشرق لبلادهم، فهم الفراعنة القادمون الذين يبنون ويعمرون مصر جديدة بمقاييس عالمية.