التفسيرات الأولية للعملية الإرهابية في سيناء !
تقرير يكتبه: إسلام كمال
الرابط بين مسلسل الاختيار٣، وتجدد الهجمات الإرهابية الكبرى في شمال سيناء، أمر منطقي، خاصة إنه يثبت من جديد غباء الجماعة الإخوانية الإرهابية، التى كانت تركز طول الوقت وهى تهاجم تسريبات المسلسل وأجواءها، على أنها ليست بهذه الدموية، بل وأنهم محبون لمصر والمصريين، لكنهم كانوا في حالة دفاع عن النفس.
العملية الإرهابية الغامضة في تفاصيلها حتى الآن، خاصة أنه لم يعلن عن مسئوليتها أحد، تعيد الأسئلة عن الاستباقية والجاهزية، وفكرة أن تكون الفعل لا رد الفعل، بالذات إنه كان متوقعا أن يكون هذا الانتقام سينفذ منهم، وطبعا مع الحوار الوطنى، وأيضا العفو الرئاسي عن أسماء منوعة، زاد هذا السيناريو، فلماذا لم نستعد؟!، مع الأخذ في الاعتبار أن الاستعداد لا يعنى الانهاء على كل احتمالات وقوع الخطر.
رقم الشهداء كبير ومفجع، ولا حديث واضح عن خسائر الإرهابيين حتى الآن، ومن غير المستبعد بالمرة، الربط بين التوتر الحاصل على الجانب الآخر من الخط الحدودي والتوتر الذي يريدون إعادته لسيناء، لكن هذه التأويلات قد يستبعدها البعض، وندعو كل الأطراف للترقب بالتمعن والتحليل لرسم صورة السيناريوهات المختلفة، في ظل فرض مشهد جديد مع التطورات الأخيرة بالمنطقة، فالجماعة الإرهابية وأذرعتها تقول لنا إنها لاتزال باقية، مهما كانت الضغوط، ومن غير المستبعد أيضا أن تكون رسالة منهم مع إغلاق منبرهم الأسود “مكملين” وطرد اللاجئين الإخوان من تركيا لمكان آخر، يظل غير واضح حتى الآن، إن كان لندن أو برلين أو كوالالمبور أو سنغافورة أو غيرها.
من جديد، الحديث عن تحويل الأنظار يظل الحاكم في التأويلات المعادية، فيغطى الإرهابيون فعلتهم الدموية، ليروجوا بأنها تغطية من الدولة على التعويم الجديد للجنيه، والتى ستضطر له القاهرة بعد زيادة البنك المركزى الأمريكى سعر الفائدة، وتماشي معه العديد من البنوك المركزية العربية بسرعة.
فيما تعد محاولة الربط بين التوترات في غزة وما وراءها، والعملية الإرهابية الكبيرة في سيناء، محاولة غريبة أخرى لتحويل الأنظار من قبل البعض، رغم إنه سيكون الأمر منطقيا، لو كانت هناك إمدادات لوچستية للإرهابيين من عبر الحدود، إن كان من إسرائيل أو القطاع، وهذا طبعا سيتضح بالتحقيقات الاستخباراتية بعد الحادث.
وهذا يعد تفسير شمولى للحرب الدينية التى تتكرر تعبيراتها في القدس المحتلة، لكن الفصائل الفلسطينية أو الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية ليست بهذا الغباء النوعى، لتقدم أى دعم لوجستي في هذا الوقت بالذات للإرهابيين في شمال سيناء ليعودوا للصورة، فهل الأمر يدور حول دور إيرانى، خاصة أن نبرة الاستعداء الإيرانى تعالت في القاهرة خلال الفترة الأخيرة، في ظل أجواء مسلسل الاختيار٣، رغم أن هناك تقارب كبير بين السعودية وإيران بوساطة عمانية عراقية ومباركة أمريكية.
رحم الله شهداء الواجب.