سماح عطية تكتب: شيرين أبو عاقلة.. التغطية مستمرة !
منذ أن تعرضت “شيرين أبو عاقلة” للاغتيال، خلال تغطيتها اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، الأربعاء الماضي، منذ ذلك الحين وهى مازالت تبعث رسائل صحفية وإخبارية للعالم، حتى وهي بين أيادي الله تعالى، وكأنها مستمرة في عملها كصحفية ومراسلة ومهنية ومناضلة فلسطينية، وكاشفة النقاب عن الحقائق، وعن فضائح ومذابح ومجازر الاحتلال، بحق الأطفال والنساء وكبار السن والعُـزّل.
لم تكفّ “أبو عاقلة” عن العمل.. لم تترك رسالتها حتى وهي في طريقها لقبرها، كانت طيلة حياتها تطلق عبارة “التغطية مستمرة”، وقد كان.
ولأول مرة في التاريخ، ينقل صحفي تقارير إخبارية وهو “شهيد”، وهو “جثمان” لا يتحرك وقد غادرت روحه جسده.. جسد “شيرين أبو عاقلة” استمر في العمل الصحفي دون أن تنطق كلمة واحدة، فتلك الصحفية الشهيدة التي كانت تمثل “صداعاً” في رؤوس الصهاينة، لم يكفّ جثمانها عن نقل الصورة حية على الهواء، وإخراج تقارير صحفية فريدة من نوعها، وهي في طريقها من مدينة “رام الله” لقبرها في مدينة القدس، نقلت لنا في “رحلتها الأخيرة” بالصوت والصورة انتهاكات الصهاينة لجموع مودّعيها.
نقلت الشهيدة “أبو عاقلة” صورة “حية” أمام العالم، كيف أن الاحتلال لا يترك أصحاب الأرض “أحياءً وأمواتاً” دون انتهاك لحريتهم، بل ولحرمتهم أيضاً.
“أبو عاقلة” كانت دائماً ناقلة للحدث عربياً وعالمياً، ولازالت تنقل لنا الحدث، حتى وإن كانت هي نَفسها الحدث.
عاشت تحت شعار “التغطية مستمرة”، ومازالت تعمل في مهنة الصحافة وهي جثمان بلا روح.
أيها العالم.. والقراء.. والمشاهدين.. تابعوا تقارير “شيرين أبو عاقلة” الجديدة كل يوم من الآن وصاعداً، هي مازالت تمارس عملها، فالرصاصة الغادرة أصابت جسدها، ولكنها لم تُصِب رسالتها ولم تنل من إصرارها على كشف الوجه البشع للعدو الصهيوني، وممارساته “السفّاحة” في فلسطين المحتلة.
“شيرين أبو عاقلة” انضمت إلى محطة إذاعية وتليفزيونية جديدة، انضمت إلى “دار الحق”، حيث لا تشويش هناك، ولا منع، ولا رصاصات غادرة، تغتال الحقيقة، ستستمر هناك في عملها، ولن تتوقف رغم توقف نبضات قلبها !