إسرائيل تكشف الخفايا المسموح بها لضابط مخابراتها الدورزى.. الذي قتل سر !

تقرير يكتبه: إسلام كمال

في دليل جديد على مدى سيطرة الإسرائيليين على دروز فلسطين وغيرهم، تحت عنوان “سٌمح بالنشر”، وسط ظروف غامضة، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن قائد وحدة “سييرت متكال” الخاصة المخابراتية، الذي قتل خلال العملية الخاصة في خانيونس في نوفمبر 2018 يدعى، محمود علاء خير الدين.

وكانت فصائل فلسطينية، كشفت بعد تحقيقات في عملية تسلل الوحدات الخاصة إلى شرقي خانيونس بعد التصدي لها، عن اسم الضابط القتيل وصور أعضاء الوحدة الذين فروا من قطاع غزة تحت نيران مقاتليها.

طالع المزيد:

في مساء يوم 11 نوفمبر 2018 تصدت وحدات فلسطينية لقوة من وحدة الكوماندوز الخاصة “سييرت متكال” التى تسللت شرقي خانيونس، مما أدى لمقتل قائدها وأصيب آخرين، قبل أن تهبط طائرة عسكرية إسرائيلية قرب السياج الحدودي لإنقاذ الوحدة تحت غطاء كثيف من الصواريخ والنيران، استشهد خلالها 8 فلسطينيين.

ويأتي نشر الجيش الإسرائيلي الصور والتفاصيل عن خير الدين بعد احتجاج الطائفة الدرزية على نشر الجيش اسم وصور الضابط نوعم عوز الذي قتل في اشتباك جنين صباح الخميس الماضي، الذي عمل في “سييرت متكال” أيضا قبل انضمامه لوحدة “اليمام” القتالية المستجدة بأمر من رئيس الوزراء نفتالى بينت نفسه لمواجهة ميدانية أكبر للفلسطينيين.

وتعرف “سييرت متكال”/ دورية هيئة الأركان الخاصة، على أنها وحدة كوماندوز في قسم العمليات الخاصة في شعبة المخابرات بالجيش الإسرائيلي، وتنفذ عمليات خاصة خارج حدود “إسرائيل”.

من هو محمود خير الدين
ولد محمود خير الدين- من الطائفة الدرزية- في 28 كانون الأول 1977 في قرية حرفيش العربية في الجليل الأعلى، وله سبعة من الإخوة والأخوات، درس حتى الصف التاسع في مدرسة القرية.

انتقل للدراسة في المدرسة الداخلية العسكرية في حيفا، وفي عام 1997 التحق بدورية المظليين، وتخرج في عام 2000 من مدرسة ضباط الأراضي، ثم عمل لاحقًا كقائد فصيل في الكتيبة الأولى، ودرس إدارة الأعمال في جامعة حيفا.

وفي عام 2002 التقى خير الدين بزوجته نهاد وتزوجا بعدها بعامين، ولد ابنهما الأول عام 2009 والثاني عام 2013، وفي نفس العام أسس محمود وأصدقاؤه جمعية تهتم بمكانة المجتمع الدرزي في إسرائيل والعمل على دمج شبابه في الخدمة بالجيش الإسرائيلي.

وكان خير الدين كثير السفر داخل إسرائيل وخارجها، وكانت رحلته الأخيرة مع عائلته قبل حوالي ثلاثة أشهر من مقتله، وبالتأكيد كان ينفذ عمليات خارج إسرائيل في الدول العربية وغيرها.

وقالت أرملته “نهاد”، في إبريل 2019، “طوال السنوات التي خدم فيها مع الوحدة الخاصة كان يدها على قلبها، وفي الأسابيع الأخيرة من حياته اشتد قلقي عليه، ولم أعرف الهدوء بعد شهر من غيابه، وكنت أطلب منه إرسال صوره لنا”.

وأشارت زوجته إلى أنها لم تعرف شيئا عن طبيعة عمله لكنه يقوم بأدوار خاصة في الجيش، ولم يلبس قط الزي العسكري.

وحول مقتله أضافت: “بعد منتصف تلك الليلة ببضعة دقائق، تلقيت اتصالا هاتفيا من والدي وأخبرني بنيته المجيئ إلى المنزل لأمر ما، لقد وصل ومعه ضباط من الجيش وفهمت الأمر، فسألته ماذا حدث لزوجي، وأخبروني أنه قتل، فبكيت وقلت لقد وعدني أنه سيعود إلى البيت غدا”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قال “إن خير الدين ساهم وتفانى في خدمة الأمن القومي الإسرائيلي، حتى أصبح مقدما في العمليات الخاصة في نظام الجيش”.

أما وزير الجيش بني غانتس، فقال عنه: “إنه كان ضابطا ومقاتلا وقائدا لوحدة العمليات الخاصة في شعبة المخابرات، وشارك في العديد من العمليات بعضها لن يتم الإعلان عنها أبدا”، فيما أوضح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن خير الدين كرس حياته لأمن إسرائيل.
حول العملية
عن تلك العملية، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: “خلالها كنت في زيارة إلى باريس وأبلغت عن سيرها والتطورات الدراماتيكية التي حدث حينها، لقد كنت أعرف خير الدين كمحارب ساهم كثيرا في أمن إسرائيل، مقتله خسارة للجيش ولإسرائيل”.

بدوره قال قائد قسم العمليات بالجيش لحظة العملية أهارون حاليفا: “لقد كان خير الدين مقاتل ذو قيمة وليس عاديا، لقد كان مميزا في الجانب التشغيلي”.

وكان الذراع العسكري لحماس نشر صور عناصر الوحدة الخاصة الإسرائيلية وأسماءههم، وأعلنت عن حصولها على معدات وأجهزة متطورة عقب العملية.

زر الذهاب إلى الأعلى