طارق السيد متولى يكتب «يوميات زومبى»: (31) الزومبى النصاب

بعض الزومبى لهم ملكات ومواهب كبيرة وتأثير عجيب على الناس فقد يكون هذا الزومبى جاهل وغير متعلم لكنه لديه قدرة على الإقناع غريبة جدا، وربما يكمن السر فى ملامحه، أو فى نبرة صوته أو أسلوبه فى التعامل لا تستطيع أن تحدد لكن تستطيع أن تجزم أنه يستطيع أن يصل إلى الناس ويقنعهم بأكثر الأشياء غرابة.

صديقنا فى الحى عمر كان شاب وسيم مهتم جدا بأناقته لا يعرف له أحد عمل محدد لكن ملابسه وإنفاقه على المقهى وفى المحلات ومساعدة الفقراء تجعلك تظن أنه ثرى ورجل أعمال، كان يعمل أحيانا سمسارا للشقق والسيارات وأى شىء
والأهم من ذلك ورغم جلوسه أغلب الوقت على المقهى فهو يدعى صلته وصداقته بشخصيات مهمة وأصحاب مناصب.

وكان بالفعل يأتى له بعض الأصدقاء يظهر عليهم الأهمية والإحترام ويسارع بإستقبالهم بكلمات الترحاب “أهلا فلان بيك “واهلا سعادة المستشار” فكان من الطبيعى أن يلجأ إليه أهل الحى من أصدقائه وغيرهم لطلب التوسط لإيجاد عمل أو استخراج رخصة أو اى شىء آخر.

فى يوم اقنع مجموعة من رجال الحى بالإشتراك فى جمعية بنظام اليانصيب يكون القبض فيها بالقرعة وليس بالدور وبهذا يكون من الممكن أن يقبض الشخص المحظوظ أكثر من مرة.

لكن للأسف لم يكن اى من المشتركين يكسب القرعة كل شهر حيث علمنا فى النهاية أنه وضع أسماء وهمية كان يضع كل اوراق القرعة بأسماءهم ويأخذها ، ولما غضب المشتركين من أهل الحى لعدم فوزهم ولا مرة بالقرعة غضب وقال لهم المسألة كما اتفقنا مسألة حظ وحدثت مشكلة بينهم وبينه.

وتدّخل بعض الكبار لحلها فوافق فى النهاية على رد جزء من الأموال للمشتركين بالتقسيط ووافق الجميع لأنهم لا يملكون اى مستند قانونى ضده وانتهت المسألة.

.. مسألة عجيبة كيف وافق هؤلاء على هذا الموضوع الغريب لا أجد تفسيرا حقيقيا سوى سحر الزومبى وتمثيله الجيد للدور .

فهل انتهى الشاب عمر عند هذا الحد وتوقف عن الإدعاء بالأهمية ؟ بالطبع لا ، بل زاد إنفاقه وظهرت عليه علامات الثراء أكثر من ملابس جديدة وسيارة حديثة مستأجرة من أحد مكاتب تأجير السيارات، وتقرب الناس إليه أكثر يطلبوا مساعدته والعمل معه فكان ينفق عليهم القليل بالطعام والشراب والعزومات والضيافة ليأخذ منهم الكثير.

فى يوم استغل اعلان للحكومة عن طرح مساكن للشباب بأسعار زهيدة فأقنع مجموعة أخرى بتسهيل حصولهم على شقق الشباب.

وأخذ منهم مبلغ كبير من المال كمقدمات للشقق ثم اختفى ولم يظهر مرة أخرى وأعلن جميع المضحوك عليهم دفعة واحدة عن أنفسهم بعد أن كان كل واحد يتكتم على الأمر من اجل إتمام الأمر أو خجلا من الفضيحة وهذه من الأشياء التى يعتمد عليها الزومبى النصاب الماهر “السرية والخصوصية” .

من وجهة نظرى هناك طريقتان لخداع الناس يعتمدوا على الوعد أولهما الوعد بالثواب عند الله والجنة وثانيهما الوعد بالمكسب الكبير والثراء لكنهما يحتاجان لزومبى متكلم له ملكات خاصة فى الإقناع ومتلقى منهك نفسيا واجتماعيا
وهو ما يتجه له دائما صاحبنا الزومبى.

نكمل فى يوم اخر من يوميات زومبى فإلى اللقاء.

اقرأ ايضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى