أمريكا تشن حربا على الصين عام 2027.. برنامج تليفزيونى يعرض محاكاة للصراع
كتب: عاطف عبد الغنى
أمريكا تشن حربا على الصين عام 2027 لفتح طريق إلى جزيرة تايون التى يسيطر عليها الصينيون.. كيف يمكن أن يمضى هذا السيناريو؟! .. هذا ما ناقشه برنامج “واجه الصحافة “Meet the Press”، المذاع على قناة “NBC” الأمريكية، وذلك من خلال محاكاة هذا الصراع بين فريقين اعتمادا على مختبر وضع برنامجه مركز بحوث أمريكى تموله وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، ويحمل هذا المركز اسم “مركز أمن أمريكا الجديد” Center for a New American Security (CNAS)
وإلى جانب “البنتاجون”، يتم أيضا تمويل “مركز الأمن الأمريكي الجديد” من قبل شركات المجمع الصناعي العسكري :”لوكهيد مارتن، رايثون، نورث روب جريمان” Northrop Grumman و Raytheon و Lockheed Martin ، بالإضافة إلى مكتب الممثل الاقتصادي والثقافي في تايبيه، وهو يعد بمثابة السفارة التايوانية الفعلية في الولايات المتحدة.
طالع المزيد:
-
البنتاجون يكشف عن احتمالات توقف توريدات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا
-
الصين تجري تدريبات عسكرية جديدة قرب تايوان
لعبة الحرب تحاكي صراعًا على تايوان ينشب في عام 2027 ، حيث شنت الصين ضربات على الجيش الأمريكي من أجل فتح الطريق أمام غزو الجزيرة.
وفى معارضة لمثل هذه البرامج، قال عدد من النقاد إنه لا أحد يعرف السبب فى تحديد عام 2027، وإدخاله في الوعي الأمريكي السائد حول الوقت الذي يمكن فيه توقع مثل هذا الصراع، ولا أحد يدرى أيضًا سبب قيام محطة “NBC” بوضع مثل هذه المنصة الفكرية لآلة الحرب لمحاكاة نزاع عسكري مع الصين.
وقام بتأسيس “مركز الأمن الأمريكي الجديد” إيلي راتنر، وهو الذي عينته إدارة الرئيس بايدن لقيادة فريق عمل البنتاجون المسؤول عن إعادة تقييم موقف الإدارة تجاه الصين، وهو الآن مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ في إدارة بايدن.
وفى تصريح مشهور لـ “راتنر” ، قال إن إدارة ترامب لم تكن متشددة بما فيه الكفاية تجاه الصين.
ويصادف أيضًا أن مركز الأمن الأمريكي الجديد قد تفاخر علانية بالعديد من “الخبراء والخريجين” الآخرين الذين شغلوا مناصب قيادية رفيعة داخل إدارة بايدن، ومنهم ميشيل فلورنوي، المؤسس المشارك للمركز، والذي ظهر في قسم الألعاب الحربية لحلقة برنامج “واجه الصحافة” وكان مرشحا بشدة في وقت من الأوقات ليتولى رئاسة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” في إدارة الرئيس بايدن، وكتب مقالًا في دورية “فورين بوليسى” في عام 2020 يناقش فيه أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تطوير “القدرة على التهديد بشكل موثوق بإغراق جميع السفن العسكرية والغواصات والسفن التجارية الصينية في بحر الصين الجنوبي في غضون 72 ساعة.”
أما الرئيس التنفيذي لشركة للمركز فهو ريتشارد فونتين، وقد ظهر فى العديد من وسائل الإعلام لدفع سرديات الإمبراطورية حول روسيا والصين، حيث أخبر بلومبرج قبل يوم واحد فقط أن الحرب في أوكرانيا يمكن أن تخدم مصالح الإمبراطورية على المدى الطويل ضد الصين.
وقال فونتين: “قد تنتهي الحرب في أوكرانيا إلى أن تكون سيئة بالنسبة للمحور على المدى القصير، لكنها جيدة على المدى الطويل”.
وأضاف “إذا خرجت روسيا من هذا الصراع منهكة القوى، وأوفت ألمانيا بتعهداتها بالإنفاق الدفاعي، فقد يسمح كلا الأمرين للولايات المتحدة بالتركيز أكثر على المحيطين الهندي والهادئ على المدى الطويل.
ويتم الاستشهاد بأبحاث مركز “مركز الأمن الأمريكي الجديد” بشكل روتيني من قبل وسائل الإعلام الأمريكية، كمصدر موثوق في كل ما يتعلق بالصين وروسيا، مع عدم وجود أي ذكر لتضارب المصالح الناشئ عن تمويل آلة الحرب للمركز.
وفي الأيام القليلة الماضية استشهدت وسائل الإعلام بخبير المحيطين الهندي والهادئ ليزا كيرتس وذلك لمعارضتها “الخبيرة” لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، واستشهاد دورية “فورين بولسى” بالخبير ريتشارد فونتين، الذى صرّح بأنه: “يجب أن يكون هدف السياسة الأمريكية تجاه الصين التأكد من أن بكين إما غير راغبة أو غير قادرة على قلب النظام الإقليمي والعالمي “.
أما الاستشهاد بمراكز الفكر التي تمولها آلة الحرب كتحليل خبراء دون حتى الكشف عن تضارب المصالح المالية هو سوء تصرف صحفي واضح، لكن هذا يحدث طوال الوقت في وسائل الإعلام على أي حال ، لأن وسائل الإعلام موجودة لنشر الدعاية وليس تقديم خدمات الصحافة.
ويصبح من الجنون أن تتعاون وسائل الإعلام الآن علنًا مع مراكز أبحاث تتبع آلة الحرب للشروع فى زرع فكرة الحرب الساخنة مع الصين في أذهان الجمهور، وقد أصبح التلاعب النفسي على نطاق واسع أكثر وأكثر علنية وأكثر وقاحة.