طارق السيد متولى يكتب: يوميات زومبى (33) زومبى معارض
سمعت اليوم بنبأ وفاة صديقى ممدوح من جيران الحى القدامى الذى لم اره منذ سنوات بعد أن انتقل للعيش فى منطقة أخرى وذلك من أحد أقاربه المقيمين فى الحى وتذكرت قصة عجيبة حدثت بينى وبينه منذ سنوات عديدة عندما كنت فى الجامعة وقتها كنت مولع بالكتابة وأريد أن اكتب فى الجرائد والمجلات.
أما هو فحسب ما اعرف عضو فى حزب العمل القديم وكان الحزب يصدر جريدة اسمها جريدة الشعب فأخبرنى أنه من الممكن أن أكتب فيها وذهبت معه إلى مقر الحزب ولكنى لم أحبذ الإشتراك فى الحزب واردت فقط أن أكتب بعض القصائد الاجتماعية والمقالات فى جريدة الحزب .
فى مقر الحزب عرفنى ممدوح بمجموعة من الأشخاص المعارضين المتحمسين، كانوا يتحدثون بالطبع عن قضايا الفساد والظروف المعيشية وكان يجلس معنا رجل كبير اسمه عبد الصمد، يعمل بشركة بترول تبدو عليه علامات الثراء وكان هو على مايبدو زعيم المجموعة حيث كان يتكلم ويشرح لهم والكل يستمع له بإنصات، لكن لم يعجبني كلامهم فكل ما كان يعنينى هو الكلام عن الأدب والكتابة وليس السياسة .
كانت هذه المجموعة المكونة من خمسة أفراد، عبد الصمد، وعبد الرحمن، وعادل، وياسر، وعلاء، وهى المجموعة التى يلتقى بها صديقى ممدوح دائما وقد دعانى عدة مرات لحضور اللقاء الذى كان يتم أحيانا فى أفخم الفنادق، ويتحمل فاتورة الحساب دائما الأستاذ عبد الصمد.
فى أحد اللقاءات وجدتهم يتحدثون عن سفر اثنين منهم هما: عبد الرحمن، وياسر إلى إيطاليا لمقابلة بعض المعارضين هناك والحصول على بعض المال لتغطية نفقاتهم، فبدأت اتوجس خيفة وابتعد.
ثم اخبرنى ممدوح ذات يوم أنهم سيلتقون سويا للتدريب على الإسعافات الأولية فزاد توجسى فلم افهم لزوم التدريب على الإسعافات الأولية لأعضاء حزب معروف يمارس عمل سياسى وإجتماعي واعتذرت لهم وابتعدت عنهم تماما حتى عن صديقى ممدوح الذى اتضح لى بعد ذلك أنه أخبرنى بهذا خصيصا ليبعدنى عن الحضور لما يعرفه عنى من عدم اهتمام بالسياسة ولا المعارضة.
بعد حوالى سنة على هذه الواقعة عرفت عن طريق الصدفة أن صديقى ممدوح كان يعمل فى المخابرات العامة المصرية وأنه كان مكلفا بالإيقاع بهذه المجموعة التى كانت على علاقة بأطراف خارجية تعمل ضد البلاد وأنه فى هذا اللقاء كان يسجل لهم بالصوت والصورة وتم القبض عليهم جميعا من قبل الأمن.
حمدت الله وشكرت له فعلته وإبعادى بطريقة غير مباشرة فبالتأكيد لم يكن يستطيع أخبارى بعمله وأسرار مهمته.
والخلاصة أننا فى حاجة دائما لرعاية الله سبحانه وتعالى وللإستقامة فى حياتنا حتى يجنبنا الله عز وجل مخاطر كثيرة وشرور حولنا لا نعلم عنها شيئاً ولا نتخيلها.
.. نكمل فى يوم اخر من يوميات زومبى فإلى اللقاء.