لمى المفتى تكتب: صباح الخير ياجارى…

في إحدى الروايات عن أخلاق أهل الشام وعلاقه الجيران ببعضهم.. أنه عندما بنيت بيوت دمشق القديمه كان أمراً حتمياً أن تتشابه كل الأبواب حتى وإن اختلفت من الداخل بين الترف أو البساطة وهذا التشابهه حتى لا يُعرف الغني من الفقير وهو من إحترام شعور الجيران بين بعضهم البعض … فأين نحن من هذا اليوم .

اليوم: صباح الخير يا جاري، أنت بحالك وأنا بحالي.

فمن جارك ؟ الجار هو الأخ الذي لم تلده أمك ، وصت بحقوقه علينا كل الأديان ومنحت له أهميه خاصه وهذه الأهميه نابعه من تأثيره على حياتنا الإجتماعيه والعمليه، فالجار ليس مقتصراً على البيت فجارك في عملك أو متجرك وأي مكان تكون فيه …
فهو يؤثر بشكل كبير على الممارسات اليوميه فإما أن يخلق جو من الراحه أو أن يصبح مصدر تعب في هذا المكان .
فالجار من كلمه (المجير) أي المعين وذلك تأكيداً بالمعنى الحقيقي لدوره في العون والمساعده وقضاءالحوائج وفي حل المشكلات في بعض الأحيان ، فالجار يعلم ما لا يعلمه الأهل أحياناً .
عندما تسافر أو تترك منزلك لفتره يكون دور جارك الأقرب والاولى في رعايه ومتابعه شؤون المنزل أثناءغيبتك ، وفي بعض الأحيان تحتاج ربات البيوت لأي من الضروريات بشكل مستعجل فلن يكون هناك أقرب من باب الجيران للاستعانه بهم .
لكن في ظل التغيرات التى ظهرت على تلك العلاقات بين الجيران … بعد ما كانوا يتقاسمون الحلوه والمره ، كأنهم أسرة واحدة في بيت واحد .
اليوم نسعى على عالم واحد …ولكننا نخلق ما بيننا مسافات
في الأمس كان جارك يتقاسم معك كل شيئ الماء والهواء والطعام
اليوم من منا يقاسم جاره في طعامه؟!
تلك عادات عهدناها في الأمس من أهلنا
وجدير بنا أن نحافظ عليها مثل كل شيئ قيم وثمين
فهذه الأخلاق الرفيعة لو تهاونا بها ضاعت على الرغم من كونها ضرورة ككل ضرويات الحياة، فالعيش وسط علاقات اجتماعية سليمة بسودها الألفة والمحبة والتعاون خير من أن تجف القلوب وتقسو النفوس ولا ترى الا الصدود مابين الناس .
تلك الأخلاق التى تدعونا الى أن يعرف الإنسان أن يتعامل مع أخيه الإنسان بحق الجيره وليس بالضرورة أن يكون أخيه بالدم والرحم .
لننظر الى حال الجيران اليوم .. قد نرى بعضهم لا يلقى بالسلام بل على العكس قد تجد منه كل ما هو مؤذي بالقول والفعل، والإساءة وسؤ الظن والحسد والتجسس وإختلاس النظر الى الحرمات .
حاضرنا.. ينادي الأمس بكل جميل فيه فقديما قالوا لنا “الجار قبل الدار”.

يجب أن نستعيد هذا الرقي والتحضر في احترام الجار وأصول المعايشة ونعيد روابط العلاقات الإجتماعية الحقيقية.
فالكلمة الطيبة …مفتاح القلوب وصباحك الخير يا جاري.

اقرأ أيضا:

زر الذهاب إلى الأعلى