خبير الطاقة م. محمد فؤاد لـ «بيان» : الهيدروجين الأخضر أمل مصر وبنك الطاقة المستقبلي

كتبت: أسماء خليل

تمضى الدولة المصرية بخطى ثابتة فى طريق الحصول على طاقة نظيفة غير ملوثة للبيئة، بتكاليف أقل غير مُرهقة ماديا على مستوى الدولة والمواطن.

ومصر واحدة من الدول الأكثر اهتماما بتوليد طاقات صديقة للبيئة، وفي الحديث التالى يوضح م. محمد فؤاد، المدير التنفيذي بإحدى شركات وزارة البترول، فى تصريحاته لـ “بيان” أهمية واستخدامات الطاقة المتجددة للبيئة بوجه عام ولمصر بوجه خاص، ويعرض أهم ما توصل إليه العلم الحديث.

أزمة تغير المناخ

ينطلق ك. فؤاد فى حديثه من أزمة تغير المناخ، ويوضح أنه يوجد له سبب رئيسي وهو “العنصر البشري”؛ فلم يستطع الإنسان حتى الآن-بكل ما آتاه الله من عقل وحكمة أن ينشئ نواتجًا صديقة للبيئة، فكل من يمتك مصنعا لا يراعي مقدار التلوث الذي سيصيب به البيئة..

سلوك بشري

يُشير خبير الطاقة إلى أن السلوك البشري هو العامل الرئيسي فيما حدث للبيئة، ويضرب مثالا لذلك بالمواطن الذي يرتدي رداءً نظيفًا ويركب سيارة فاخرة ويمشي في الشارع؛ ثم يفتح شباك سيارته ويلقى القمامة بالشارع على الطريق، وتلك السلوكيات وغيرها أثرت على البيئة، وفي الطريق تأتي الحرب الروسية الأوكرانية فنجد أنها أثرت على الطاقة ومدى تلوث البيئة، نحن بحاجة شديدة إلى طاقة خضراء ولا تنفد مثل الوقود الأحفوري الذي ينتهي مع الوقت، بينما طاقة مثل الشمس أو الرياح أو المياه طاقات متجددة لا تنفد طوال العام.

ما هو الهيدروجين الأخضر؟

ويوضح مهندس محمد إلى الطاقة – التي هي حديث الساعة  – وهي طاقة “الهيدروجين الأخضر”، ويُعرف الهيدروجين بطريقة مبسطة، فيقول إنه غاز نظيف، جزء من مكونات الماء حيث يشكل ذرتين، والأكسجين ذرة واحدة، إذن لابد من توفر مصدر الماء، ويتيسر ذلك بالتحليل الكهربي للماء ويتم بتسليط مصدر كهربي وفصل الجزيئات، وبالتمييز بين الأكسجين والهيدروجين – بعد الفصل- نقوم باختبار قابلية الاشتعال لكلا العنصرين.
ويضيف أنه إذا كان الهيدروجين يتم استخلاصه من مصدر من مصادر الطاقة المتجددة الشمس والرياح والمياه؛ فأنه يُسمى “هيدروجين أخضر”، أما حين استخلاصه من وقود آخر مثل الغاز فيأخذ لونا آخرًا أزرق أو رمادي، فلا يُسمى حينها هيدروجين أخضر، وسيكون محتويا على عناصر كربونية..

مصر والطاقة

يواصل م. فؤاد أن مصر تسير بخطى وثابة في إنتاج الطاقة المتجددة، وقد صرح وزير الكهرباء أنه بحلول عام 2025 سيكون معدل مصر من استهلاك الطاقة المتجددة 25٪، أما بالعام 2030 سيصل الإنتاج إلى 42٪؛ مما يعد تطورا هائلا في ذاك المجال.

ويضيف أن الله – سبحانه وتعالى- حبا مصر بموقع متميز جغرافي، جعل سطوع الشمس دائما ولا ينقطع؛ مما يجعل الاعتماد عليها في توليد الطاقة أمرًا أساسا، وقد اتضح ذلك لكل العالم حينما أعلنت وكالة “ناسا” أن صعيد مصر كوجه قبلي هو أنسب مكان لسطوع الشمس بها طوال العام وبنسبة كبيرة باليوم، وبخاصة في “بنبان” جنوب أسوان، حيث أكبر وأعظم محطة بالعالم لتوليد الطاقة الشمسية بمساحة 37كيلومترا مربعا، ويعد ذلك إنجازًا رائعا..

الشمس

ويستطرد خبير الطاقة، أن مصر من أهم أربع دول لإنتاج الطاقة الشمسية وتقوم بتصدير الطاقة للعديد من الدول، ومن هنا بدأت أوروبا التسابق والتنافس لتوقيع عقودا مع مصر لاستقبال الهيدروجين الأخضر، و بحلول عام 2030ستكون الطائرات متحركة بالهيدروجين الأخضر..

كما توفر محطة بنبان لأهالي الصعيد 10 آلاف فرصة عمل، وبعد انتهاء المشروع سيشتغل الشباب بالصيانة، ومن ثم تكون لديهم خبرة أكبر لإنشاء محطات أخرى، وعليه فإن مصرنا الحبيبة تسعى في طريقها للكتفاء الذاتي، مما جعلها محط أنظار العالم، وقد تم اختيارها لتكون مقرا لكثير من مؤتمرات الطاقة النظيفة على أرضها، ويوضح خبير الطاقة أنه علينا أن نقوم بعمل إعلام أكثر لقدراتنها الهائلة ومدى مواكبة مصر وسبقها لكثير من دول العالم؛ حتى نخبر الدنيا من هي مصر.

بنك الطاقة المستقبلي

وأخير يؤكد م. فؤاد أن أهم مميزات الهيدروجين حيث أنه يعد بنك الطاقة المستقبلي، فيتم تخزينه بصورة سائلة، فالكهرباء لا يتم تخزينها على سبيل المثال بعكس تلك الطاقة المتميزة، فالدولة المصرية تصارع وتتحدى للوصول إلى الأفضل..

زر الذهاب إلى الأعلى