د. قاسم المحبشى يكتب: خبرة وتغذية راجعة
من خبرتي المتواضعة في دراسة الفلسفة وتدريسها وادارة قسمها لا حظت أن هم مسألة في الدرس الفلسفي هي مسألة تحفيز الأذهان بالأسئلة المتصلة بالذوات المستهدفة كآن نطلب من الطلاب الجواب عن سؤال من أنا أنت؟ ومن هو الإنسان؟ وماذا تعني لك الحياة؟ ومن هو الأخر؟ وما هو العدل والخير والجمال ؟..الخ.
أي تدريسهم بروح الفلسفة ذاتها، وليس تزويدهم بمعرفة مكتسبة من تاريخ الفلسفة فقط.
فماذا يفيدنا قول بارميندس اليونان “الوجود موجود والعدم غير موجودا”، أو قول الفارابي” الوجود هو الذي إذا تصورته غير موجودا نجم عن تصورك محال” أو قول هيجل “العقل يحكم العالم” أو قول سارتر “الوجود أسبق من الماهية”.
كل الأجوبة القديمة جاءت لتشبع اسئلة زمانها.
اليوم لم يعد الوجود هو الوجود الذي أدهش أفلاطون بل صار وجودا افتراضيا أكثر منه واقعيا، ولم يعد العالم منقسما إلى ما تحت فلك القمر وما فوق فلك القمر بل صار وجودا متصلا.
ولم تعد الثنائيات الميتافيزيقية التقليدية قائمة (الذات والموضوع.. الروح والجسد.. الفكر والواقع والمادي.. الروحي والمنطقي والتاريخي الخ) في عالم انكمش في الزمان والمكان وبات شديد التداخل والتواصل والاتصال.
إن الحاجة إلى اكتساب فن التفكير الناقد هي الأهم في تدريس الفلسفة والعلوم الإنسانية والتفلسف معناه الدخول إلى بداية كل بداية إذ أن استنارة الفكر لا يمر من الطريق الملكية لمعرفة واثقة دائما من ذاتـها بل يمر من طريق التواضع الفكري والشك المنهجي ونقد الجهل المكابر.