الدبيبة فى روما وباريس.. الحكومة الوطنية الليبية تبحث عن الدعم الغربى لطرد الأجانب وبناء الدولة
تقرير: على طه
من خلال جولاته الخارجية التى يقوم بها رئيس الحكومة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، خلال الأيام القليلة الماضية، يبحث، أو يحاول أن يخلق مرتكزات تساعده على التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يتعين على بلاده مواجهتها في الحاضر والمستقبل القريب.
“ليبيا تشهد نقطة تحول حاسمة في عملية الاستقرار السياسي، وقد حظي المسار نحو السلام والاستقرار الدائم في البلاد بدفعة جديدة”، ما سبق أحدث تصريح لوزير الخارجية الإيطالى، لويجي دي مايو في الكلمة التى ألقاها بمنتدى الأعمال الإيطالي – الليبي بمشاركة رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، وأضاف رئيس وزراء إيطاليا أن حكومة الوحدة الوطنية هي بالنسبة لنا اليوم محاور يمثل البلد بأسره، ومعها يمكننا ونريد التخطيط للاستثمارات القادمة في كل التراب الليبي”.
وتابع الوزير الإيطالى: “الآن نحن ملتزمون بتعزيز الوجود المؤسسي الإيطالي في ليبيا، من خلال إعادة تفعيل وشيكة للقنصلية العامة في بنغازي وافتتاح قنصلية فخرية في سبها بفزان. وفي الأشهر المقبلة سنعزز تواجدنا في طرابلس مع مكتب ترويجي للشركات الإيطالية وملحق ثقافي في سفارتنا.”
رئيس الوزراء الليبى الذي انتهى من زيارة إيطاليا، توجه منذ ساعات إلى فرنسا.
وقبل أن نناقش زيارة الدبيبة إلى فرنسا، من الممكن أن نرجع إلى الوراء قليلا، ونقول أن حركة الحكومة الوطنيىة الليبية الانتقالية، عازمة على الشروع فى بناء الدولة، ومؤسساته تمهيدا للخطوات التالية، المتعلقة ببناء المؤسسات المستقرة. من خلال الانتخابات المزمع أجرائها فى شهر ديسمبر القادم
لكن ينقص الحكومة الليبية، أساس دستورى، وضمانات أمنية، واقتصادية لتنفيذ هذا الاستحقاق
دعنا نذكر المشاهد أن مصر والحكومة المصرية على رأسها رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى زار ليبيا ووقع مع الحكومة عدد من مذكرات التفاهم لإعادة الأعمار.
وقبل أيام قليلة ذهب الدبيبة لزيارة الجزائر، لبحث أمور أمنية واستخباراتية تتعلق بتأمين الدولتين خاصة وأن هناك تنظيمات أرهابية تنشط فى جنوب الدولتين (ليبيا والجزائر)، وفى منطقة الساحل.
وبعد الجزائر بدأت جولة رئيس الوزراء الليبى عبد الحميد الدبيبة فى أوربا ، شملت إيطاليا، حيث ناقش فى روما أو تركز الحديث عن ضبط الهجرة غير الشرعية، وتستضيف ألمانيا جولة مباحثات سلام فى 23 من شهر يونيو الحالى.
ذهب الدبيبة إلى الغرب، وبالذات إلى إيطاليا، وفرنسا، للبحث عن دعم لمواجهة، الضغط الواقع عليه من غرب البلاد من قبل المليشيات الأسلاموية، بينما تحاول فرنسا التى راهنت من قبل على الجيش الوطنى والمشير خليفة حفتر، لإعادة بناء الدولة الليبية، الآن تدعم الحكومة الانتقالية برئاسة الدبيبة، لهذا الغرض.
وبالتالى ليبيا تحتاج إلى الدعم الفرنسى، وفرنسا تحاول أن تعيد الاستقرار وبناء الدولة فى ليبيا.
يقول خبراء أن رهان فرنسا على حفتر لإعادة الاستقرار وبناء الدولة ومواجهة المليشيات الإسلاموية والمرتزقة الأجانب، قد فشل، وبالتالى فالرهان الآن على المؤسسات، الحكومة، والرئيس، مخرجات “ملتقى الحوار الليبي” الذى انعقد فى جنيف خلال شهر فبراير 2021 الماضى.
لقاء الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وعبد الحميد الدبيبة فى باريس، شمل مناقشة 3 محاور مهمة هى:
1- أهمية مغادرة المقاتلين الأجانب والمرتزقة ليبيا.
2- رحيل القوات التركية من ليبيا.
3- تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية أواخر العام الحالى
وفى المقابل، وعلى لسان ياسين أقطاى مستشار الحزب الحاكم فى تركيا حزب التنمية والعدالة ، يرفض انسحاب القوات التركية من ليبيا لأنها بسب رأى النظام الحاكم فى تركيا جاءت إلى ليبيا بدعوة من حكومة الوفاق.
حسب الأمم المتحدة هناك أكثر من 20 ألف مقاتل أجنبى من المرتزقة فى ليبيا منهم، سوريون وروس وسودانيون وتشاديون
وتعتبر فرنسا وجود هؤلاء يزيد من تأجيج الصراع، فى ليبيا، وتعطيل إعادة بناء الدولة الليبية.