رجب الشرنوبي يكتب «عالم تيت تيت»: فتاة المنصورة.. بأي ذنب قُتلت ؟!
بالتأكيد ليست المرة الأولي ولن تكون الأخيرة.. هذه النوعية من الجرائم التي أصبحت للأسف تبدو وكأنها شيئا طبيعي أو مألوف.. بعد أن كانت منذ وقت قريب غريبة علي مجتمعنا المصري.. المعروف منذ آلاف السنيين بتماسكة وتمسكة بمنظومة من قيمه المجتمعية التي حافظت عليه دائماً من الإنهيار.
الإعتراف التام بخطورة الوضع الذي وصل إليه المجتمع أول خطوات العلاج.. البحث العاجل بشفافية وحيادية تامة
عن الأسباب الحقيقية.. يقودنا بلا شك لأسرع وأضمن طرق العلاج.. طالب يقتل زميلته بهذه الوحشية وبهذا البرود.. أمام الحرم الجامعي وأمام مئات من الطلاب والمارة!!.
فقط وجود خلاف عاطفي بينهما كان كافياً لكي يُزهق روحها!!
تجريف المجتمع وتهميش مضمون القيمة داخله..أحد أهم الإستهدافات التي يتعرض لها المجتمع المصري في عقوده الأخيرة.. قصور أدوار المؤسسات المسئولة عن صنع الشخصية.. توافر الوسائل الرقمية في بيئة يغلب عليها الجهل.. كلها أسباب رئيسية تسهل مأمورية هذه الإستهدافات.. كما تؤدي قطعاً إلي هذا الإنفلات المجتمعي المدمر.
ماحدث أمام إحدي بوابات جامعة المنصورة.. ليست سوي واحدة من حوادث تنذر بكوارث مسنقبلية.. إذا لم يتم التصدي والتعامل معها كونها ظاهرة بدلاً من إعتبارها حالة فردية.
نوعية من جرائم كثيرة وغريبة علينا بدأت بالفعل التسلل داخل المجتمع..بشكل يهدد أمنه وإمانه ويبدد إستقراره وسلامه الداخلي،،
مؤسسات مجتمعية من الأسر والنوادي والمساجد والكنائس.. مؤسسات تعليمية من مدارس وجامعات.. مؤسسات الفكر والإبداع من قصور ثقافة ومسارح ودور سينما.. مؤسسات صحفية وقنوات بث تلفزيونية.. يجب أن تعود فوراً تؤدي أدوراها المجتمعية.. تحت أعين الدولة التي لايجب أن تغيب لحظة وحداة.. من خلال إطار واضح للثواب والعقاب.
عودة القيمة الإيجابية إلي المجتمع ضرورة حتمية.. إبراز دور كل ماهو ثمين وحقيقي.. التخلص من كل ماهو خادع رديء.. صنع نمازج القدوة الحسنة المختلفة.. وضعها في المكان المناسب داخل المجتمع.. كلها أمصال مأمونة عالية المفعول.. تساعد حتماً في تحصين المجتمع من هذه الهجمات الفيروسية الشرسة.. يصبح بعدها أكثر أمناً ويعود إليه من جديد هيبتة ووقاره.
عندها فقط ربما نستطيع الإجابة علي روح هذه الفتاة البريئة التي تطوف فوق رؤوسنا.. بأي ذنب قُتلت ؟!