رجب الشرنوبي يكتب: القاهرة الرياض.. الطريق إلي المستقبل
من آن لآخر تمر العلاقات العربية العربية ببعض المؤثرات.. يختلف بالتأكيد إتجاه وشكل ومضمون التأثيرات الناجمة بإختلاف نوعية وقوة هذه المؤثرات.. إلا أن العلاقات المصرية السعودية تظل دائماً واحدة من أقوي هذه العلاقات وأقلها خلافاً.. سواء علي مستوي العمل العربي المشترك تحت مظلة الجامعة العربية.. أو من خلال العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين.
تكتسب العلاقات المصرية السعودية زخماً جديداً وتزداد قوة ورصانة يوماً بعد يوم.. منذ بداية تدشينها في منتصف أربعينيات القرن الماضي..مع الزيارة التاريخية للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود للقاهرة..شاركت مصر بحماس وفاعلية في إنجاز حلم النهضة العمرانية الجديدة.. التي بدأت وقتها علي أرض المملكة..كما تبقي المشاعر الطيبة التي تربط المصريين بإخوانهم السعوديين هي الرابط المقدس الذي يجمعهما،،
يظل التوافق بين رؤية قيادة البلدين هي السمة الغالبة علي هذه العلاقات.. مساحات دائمة من الإتفاق حول الملفات المشتركة التي تجمعهما.. سواء علي الساحة الدولية أوالعربيةوالإقليمية.. حتي لو أختلفت وجهات نظر قيادة البلدين حول أياً من هذه القضايا المطروحة..يظل التنسيق المستمر هو الطموح المشترك.. الذي يبدد أي مخاوف من شبح تباعد المواقف والإختلاف،،
ملفات عديدة أكدت علي توافق الرؤية المصرية السعودية.. غزو الكويت وليبيا واليمن ومايحدث في لبنان والعراق والسودان الشقيق.. الموقف المشترك من الهجمات الشرسة التي تعرضت لها البلدان العربية بعد 2011 ومعظم القضايا المطروحة علي الساحة الدولية.. أمن منطقة الخليج والعلاقات مع إيران والمد الشيعي في المنطقة..القضية الفلسطينية وحل الدولتين وضرورة التنسيق.. العلاقات مع حكومة الكيان الصهيوني والموقف من البيت الأبيض وغرف صناعة القرار العالمي،،
لن تنسي مصر للشعب السعودي وقيادة المملكة موقفها من العدوان الثلاثي وحرب النكسة ثم حرب أكتوبر المجيدة.. أيضاً لن ينسي الشعب السعودي الشقيق دعم مصر لهم في حرب تحرير الكويت وأحداث اليمن والموقف من طهران.. أمن المملكة والخليج جزء من الأمن القومي المصري كما أكده الرئيس السيس أكثر من مرة،،
تشهد العلاقات المصرية السعودية تطوراً متميزاً ونشاط ملحوظاً.. منذ اللقاء الأول الذي جمع فخامة الرئيس السيسي بالملك عبد الله بن عبد العزيز.. علي متن الطائرة السعودية بأرض مطار القاهرة والحفاوة التي جمعتهما.. تؤكد دوماً اللقاءت المشتركة التي تجمع الرئيس السيسي بالملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده علي هذا المصير المشترك الذي يجمع الشعبين،،
زيارة ولي العهد السعودي الحالية للقاهرة تؤكد علي هذا التنسيق المستمر.. الموقف المصري الخليجي وخصوصاً السعودي يؤكد تطابق وجهتي النظر..حول الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعيتها المستمرة والقضايا المشتركة.. كذلك يؤشر علي ضرورة تنسيق المواقف العربية قبل اللقاء المرتقب..الذي يجمع الرئيس الأمريكي بقيادات دول الخليج و مصر والأردن والعراق في يوليو القادم،،
الدعم السعودي للقاهرة التي تستضيف القمة العالمية للمناخ علي أرض شرم الشيخ..التنسيق الدائم والضروري حول خريطة الإستثمار المشترك بالتأكيد أحد الموضوعات التي تنال إهتمام البلدين..الإسترتيجية الوطنية 2030 ومشروع نيوم العملاق.. الشركات المصرية والعمالة الموجودة علي أرض المملكة..الدور الذي تقوم به فيما تشهده المملكة من نهضة حديثة..كلها ملفات تثري لغة الحوار بين القيادتين،،
الأرقام الصادرة عن البلدين بخصوص تطور حجم الإستثمار والتبادل التجاري بينهما.. ينبيء بلا شك عن المستقبل الواعد المشترك الذي ينتظر الشعبين الشقيقين.. البيان الختامي للزيارة والإتفاقيات التي تم توقيعها يؤكد كما تعودنا علي عمق وتميز هذه العلاقات الوطيدة.