«دكتور غلابة جديد»: من أجل ذلك قمتُ بتخفيض ثمن الكشف (خاص)
كتبت: أسماء خليل
واحد من الناس.. ابن محافظة الشرقية بمدينة “منيا القمح”.. مِنْ هؤلاء الذين ما تزال المادة بالنسبة لهم وسيلة وليست غاية.
هم مِلء الدنيا، وكن لا يعلم الكثير عنهم شيئًا، لأنهم لا يسعون إلى الشهرة، ويهربون منها إذا سعت إليهم، ولولا إلحاحنا عليه، وملاحقته، والذهاب إليه أكثر من مرة فى عيادته ما تحدث إلينا.
أطباء يقومون بأعمال خيرية؛ فمنهم مَن يتقاضى أجرًا زهيدًا مقابل الكشف، ومنهم مَن يقوم بتخصيص يومًا فى الأسبوع لعيادة المرضى دونما تقاضي أي جنيه، ومن هؤلاء الدكتور “مصطفى عبد العزيز” استشاري أمراض الصدر والقلب.
الناس غلابة
رجلٌ قد أتمَّ العقد الثامن من عمره، ومابرح يعطي البشر من خبرته مقابل ثمنٍ زهيد يساوي بضع جنيهات..
وفي حواره ل“بيان” أكد أخصائي الصدر وأمراض القلب، صدق نيته فى ابتغاء وجه الله – سبحانه وتعالى – بتخفيض ثمن الكشف بهذا الشكل، في زمنٍ ارتفع ذلك الأجر جدًا وبخاصة ذلك التخصص الطبي، وقال :“ لم يكن ما أفعله محض الصدفة أو لتجميع أكبر قدر من الزبائن، فقد أوشكتُ وأنا في خدمة الناس ما يُقارب الستين عامًا منذ أن امتهنتُ مهنة الطب، وبحق من خلال خبرتي وسني بالحياة ومروري على الكثير من الحالات كمُعالج؛ لم يستقر في ذهني سوي تلك الجملة(الناس غلابة)” ..
مهنة الرحمة
ورغم أن الكثير يُثني على دكتور مصطفى، بسبب تشخيصه السليم للحالة ووصفه الدقيق للعلاج؛ إلَّا أنه ما زال مُحتفظًا بتواضعه وسمات الرحمة التي تتميز بها مهنة الطب، وأثناء التجول بالعيادة تلتمس بها البساطة بطلاء الجدران والأرضية، والأثاث الذي يعود وجوده بالمكان إلى سنوات، ولكن يوضح الطبيب أنه لم ولن يأخذ من الفقراء كي يشتري أثاثًا جديدًا من أجل التباهي والتفاخر بجدران لا تعني الكثير،،
حياة لها معنى
يستيقظ دكتور مصطفى عبد العزيز فجرًا يصلي ويذكر الله تعالى، ثم يتناول طعام الفطور ويسعد للرحلة اليومية التي ما انثنى عن آدائها يومًا، إلا حين حضوره للمؤتمرات خارج مصر، يفتح عيادته مبكرًا منذ أن بلغ سن المعاش، ويبدأ في استقبال المرضى واحدًا تلو الآخر ولا يجعلهم ينتظرون كثيرًا لتواجده طوال اليوم فاتحًا لهم باب عيادته وباب قلبه، وكم كان له دورًا بالغ الأثر أثناء جائحة كورونا، حيث وقف صامدًا ولم يتوانَ عن خدمة وطنه خوفًا على حياته،،
لم ينسَ كثير من المرضى حينما كان أحدهم يذهب إليه شديد الاعتلال أثناء وباء كورونا فيطمئنه ولا بشعره بما لديه على الإطلاق، ليعلم بعد انتهاء الحالة المرضية أنه كان يُعاني من أزمة مرضية ولم يقول له الطبيب خوفَا على حالته النفسية.