أحمد عاطف آدم يكتب: ديناصورات “التيك توك” عصافير!
حكى لي أحد الأصدقاء عن ابنه ذو السبع سنوات المُولِع باليوتيوب وبعض تطبيقات الإنترنت ، قائلًا:
“تخيل يا صديقي أن ابني مقتنع بأن الديناصورات لم تنقرض وأنها تحولت لعصافير، وأن الحيتان كانت تسير علي الأرض قبل أن تحب الحياة في المياه وتعيش فيها، ثم زادني صغيري من الشعر بيتًا فقال: إنك يا أبي إذا صعدت للفضاء وكان عمرك ٢٠ عامًا ومكثت به خمس سنوات ثم عدت للأرض ستكتشف بأن من كانوا بمثل سنك قد كبروا وأنت لازلت بالعشرين من عمرك”.
وما أن انتهي من سرد قناعات طفله حتي ضحك صديقي بشدة علي براءة صغيره، وتصديقه لمثل تلك المعلومات المغلوطة والتافهة التي سمعها من أحد الأشخاص بتطبيق “تيك توك” ثم قال:
“مخ عيال”، فسألته: وهل صوبت له هذه المعلومات!؟ قال لا – لأنه لن يدرك شيئًا الآن، فأخبرته بأن الإنسان القادر علي حفظ وتخيل المعلومات الخاطئة هو نفسه من يستطيع إدراك صوابها إذا وجد من يوجهه في الوقت المناسب.
المشكلة الأكبر عزيزي القارئ هي أن هذا التغييب يحدث لأبنائنا في سن الطفولة عند متابعتهم تلك التطبيقات العشوائية التي تقدم مواد ضالة مضللة وأخري غير مفيدة يتزعمها ويبثها قائمين بالاتصال عشوائيين، هم شباب وأطفال في مثل أعمارهم يسيطرون ويقرصنون علي عقول خضراء بريئة لازالت تتشكل، من أجل حفنة دولارات “يوتيوبية أو تيك توكية” فيبثوا لهم ما يريدون.
وإذا لم يجد هؤلاء الأطفال من يصوب لهم تلك المفاهيم يكونون عرضة لأن يشبوا علي التفاهة والبلاهة، فبعض هؤلاء الصغار أنفسهم يُقبلون علي الذهاب في الكبر لحضور تصوير برامج ترفيهية علي شاشات الفضائيات ليصفقوا بأجر ويضحكوا بداعِ وبدون، علي حديث دائر بين مقدم برنامج، وضيف من النجوم والمشاهير، نظير خمسون جنيهًا في الحلقة أو وجبة طعام!.
وبالتكرار تنتقل عدوي تلك العقول الخاوية والمهمشة سهلة الانقياد إلي جيل بعد جيل وهي ظاهرة خطيرة للغاية.
لذا يجب أن ننتبه إلي النمو العقلي والإدراكي والتطور الاتصالى لصغارنا وشبابنا.
نصحح مفاهيمهم في الحياة بصفة عامة، ونحذرهم من آفات التكنولوجيا قبل أن نحرص على توفيرها لهم، نخصص مزيدًا من الوقت للاستماع إليهم واكتشاف اتجاهاتهم وانعكاسات الشبكة العنكبوتية وبعض مواد الدراما التليفزيونية عليهم.
واعلم عزيزي القارئ أنك ستجد أشياءًا كثيرة قد تغيرت عن الزمن الجميل الذي عشته وخلط كبير للحقائق عند هؤلاء البراعم تستدعي وجودك بصفة مستمرة في دائرة اهتمامهم قبل فوات الأوان.