مصر وألمانيا.. نحو شراكة استيراتيجية حقيقية
كتب: عاطف عبد الغنى
تأتى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة ألمانيا والمشاركة فى مؤتمر “حوار بطرسبرج للمناخ” الذى يعقد بمدينه بون برئاسة مشتركة بين مصر وألمانيا.. بدعوة من المستشار الألمانى أولف شولتز.
ويعد حوار بطرسبرج محطة مهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية “كوب 27” فى شرم الشيخ فى شهر نوفمبر القادم.
كما يعد “حوار بطرسبرج” فرصة من التشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة فى مكافحة تغير المناخ.
ومن المقرر أن تشهد زيارة الرئيس عددا من اللقاءات مع المسئولين الألمان وعلى رأسهم المستشار الألمانى اولف شولتز من أجل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، ومناقشة كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
دور مصر فى قضية تغير المناخ
تعد أيضا الدعوة لمشاركة مصر فى رئاسة هذا المحفل المهم تقديرا للجهود التى تقوم بها مصر، بقيادة الرئيس السيسى فى إطار مفاوضات تغير المناخ على مدار السنوات الثمانى الماضية.
وأطلقت ألمانيا “حوار بطرسبرج للمناخ” عام 2010 عقب قمة المناخ فى كوبنهاجن، وقد ساهم الحوار فى تحقيق نجاحات سياسات المناخ خلال السنوات الأخيرة.
طالع المزيد:
-
وزيرة التجارة: 22% زيادة في قيمة الصادرات وارتفاع في الواردات بنسبة 11%
-
تمويلات ومنح بقيمة 151 مليون يورو لدعم الجهود التنموية بين مصر وألمانيا
ويعقد “حوار بطرسبرج” للمناخ بشكل سنوى وبمشاركة العديد من قادة، ووزراء، من مختلف دول العالم، ويهدف حوار هذا العام لزيادة الزخم لمفاوضات القمة العالمية فى شرم الشيخ، كما يسعى إلى تنظيم تعاف اقتصادى صديق للبيئة بعد انتهاء المرحلة الحادة من وباء كورونا، كما يستهدف إلى التوصل لاتفاق دولى بشأن خفض انبعاثات الكربون.
العلاقات بين مصر وألمانيا
وتشهد العلاقات المصرية – الألمانية، خلال السنوات القليلة الماضة، والآن تحديدا، أزهى فتراتها على الإطلاق، سواء على كافة الأصعدة الاستراتيجي و السياسي و الاقتصادي والتنموي، وهناك اتفاق كبير فى وجهات النظر بشأن قضايا مثل دور مصر في التهدئه بين الجانب الفلسطيني الإسرائيلي، ومؤتمر برلين وبعده مؤتمر القاهره لاستعاده الاستقرار والتهدئة في ليبيا، وباقى قضايا المنطقة.
وخلال الثمانى سنوات الماضية التى تولى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم، تم تبادل الزيارات على أعلى المستويات بين مصر وألمانيا، وتحديدا منذ عام 2015، زار الرئيس السيسى ألمانيا وشارك فى مؤتمر مجموعة الـ20 وأفريقيا ، التى انعقدت تحت عنوان: “الاستثمار فى مستقبل مشترك”، وردت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل الزيارة لمصر، مؤكدة على دعم بلادها لمصر فى بناء دولة دولة حديثة عصرية وديموقراطية.
وجرت زيارات أخرى تم خلالها عقد لقاءات مشتركة بين المسئولين فى البلدين لتبادل الرؤى فى مجالات الطاقة ، والتعليم المهنى والصناعات المختلفة.
الزيارة الأولى.. التفاصيل
ونعود إلى الزيارة الحالية للرئيس السيسى لألمانيا التى تستمر لمدة يومى 17،18 يوليو الحالى، وهى الزيارة الأولى للرئيس لألمانيا منذ تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة برئاسة المستشار شولتز في بداية العام الحالي.
وأكد السفير المصري خالد جلال فى تصريحات صحفية أنه من المقرر أن يتم خلال الزيارة مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الاستقرار في الشرق الأوسط، وتأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على الغذاء والطاقة.
كما يجرى الرئيس السيسى، خلال الزيارة مباحثات ثنائية مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والمستشار أولاف شولتز، وعدد آخر من أعضاء بارزين في الحكومة الألمانية، فضلا عن مشاركته في مؤتمر “حوار بطرسبيرج للمناخ”، الذى يأتى على رأس أجنده الزيارة، وتشارك فيه الدول الكبرى الصناعيه المعنية بالمناخ وغيرها من الدول الساعيه للحفاظ على الشعوب من التغييرات المناخية القاسيه، ومن المعلوم أن مصر سوف تستضيف الدورة القادمة من مؤتمر المناخ العالمي 27Cop في شرم شيخ خلال شهر نوفمبر الجاري.
ويلقى الرئيس السيسى كلمة في مؤتمر بطرسبرج، وذلك بحضور المستشار الألماني، وهذا لاظهار دور مصر وسعيها للحفاظ على المناخ كدوله عربيه وافريقيه تمثل المنطقه بهذا الصدد، وعن استعدادت الجانب المصري حول استضافه مؤتمر المناخ العالمي وعرض رؤية مصر في قضايا تغير المناخ”.
الجانب التجاري
وعلى الجانب التجاري، مصر تعتبر ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا فضلا عن التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين حيث يوجد ثلاث جامعات ألمانية في مصر والعديد من المدارس، ومصر هي ثاني أكبر تجمع علمي لألمانيا بالخارج، وهناك اقبال كبير طلابي على تعلم اللغه والثقافه الألمانيه في مصر.
هناك أيضا المشاريع التنموية المموله من الجانب الألماني، والمشاركة اللمانية الكبيرة فى مجال الطاقة، وبناء محطات الكهرباء فى مصر، ومشاريع النقل والمواصلات التى توجت بفوز شركة سيمنز الألمانيه العالميه ببناء أحدث شبكة قطارات فى العالم بمصر بمشروع مكون من 3 خطوط وعلى ثلاث مراحل.
التوقيت
وتأتى الزيارة فى توقيت غاية فى الأهمية والحساسية ليس فقط للدولتين ولكن للعالم كله، وما يدور فيه من أحداث تعيد تشكيل النظام العالمي، ولمصر وألمانيا الريادة الدولية والاقليمية خصوصا عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمن الدولي، الاستقرار في الشرق الأوسط وكبح جماح الهجرة غير الشرعية الذي نجحت فيه مصر كليا، وكذا تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على الغذاء والطاقة على الساحه العالميه، بخلاف دور مصر في إمداد أوروبا بالغاز بعد الاتفاق الأخير المبرم مع المفوضية الأوروبية، ومصر أصبحت بالفعل ضمن اللاعبين الهامين على مستوى العالم فى مجال الطاقه وتسعي للمزيد في تطوير دورها فى هذا المجال ومواكبة الأحداث.