خبيرة علاج أسرى: مشهد شنق قاتل نيرة قد يدفع البعض إلى الموت الحزين أو الاكتئابى
كتب: على طه
فى نطقها بالحكم طلبت محكمة جنايات المنصورة تنفيذ حكم الإعدام شنقا في محمد عادل قاتل نيرة أشرف على الهواء وأمام المشاهدين، تصورا من القضاة أن هذا الأمر يأتى بمثابة تخويف، وردع لآخرين فى المستقبل.
الطلب الغريب على المجتمع المصرى أثار جدلا واسعا بين أطياف المجتمع، ووسائل “التواصل الاجتماعى” وتراوح الجدل بين القبول، والرفض، والترذيل، والتخويف، والتحليل أحيانا، وفى معظم الحالات افتقد إلى الرأى العلمى الجاد.
طالع المزيد:
-
الجنايات تطالب ببث تنفيذ حكم الإعدام في قاتل نيرة أشرف على الهواء
-
الإعدام على الهواء.. ننشر حيثيات الحكم على قاتل نيرة أشرف
وفى هذا الصدد الأخير تلفت – د. إيمان عبد الله دكتورة العلاج الأسرى – النظر إلى ملمح عام لم ينتبه له كثيرون، وتقول فى تصريحات خاصة لـ “بيان” إنه أحيانا تحتاج الدولة أن تبث مباشرة بعض الفيديوهات للخونة، والجواسيس، وبعض الأمور الخاصة بالأمن القومى، ولكن هذه عارضة جدا، وليس معنى هذا أننا نقلل من حجم الجرم الذى ارتكبه القاتل أشرف وراحت ضحيته نيرة، لكن فى بث تنفيذ حكم الإعدام فى هذه الجريمة الأخيرة سلبيات، وإيجابيات نوضحها فى التالى:
أولا: تكرار مشاهد العنف على الشاشات يندرج تحت ما يسمى “نظرية المخدر” التي تدعم السلوك العدواني على المدى الطويل، حتى يصبح أفراد المجتمع سلبيين، وغير قادرين على الشعور بأي شيء تجاه العنف بالشوارع، ومع تكرار التعرض للعنف يفقد الناس مشاعر التضامن مع الضحية، وربما يتضامنون مع الجاني.
ثانيا: السلبيات أكثر من الإيجابيات، بكثير، فى بث تنفيذ مثل هذا الحكم على الهواء، والذين يرونه إيجابيا ينصورون أن بثه على الهواء، بمثابة إنذار تخويف لأخرين حتى لا يرتكبوا هذا الجرم.
أما الشق السلبى فيبدأ عند المشاهدين العاديين، الذين إذا أتيح لهم مشاهدة مثل هذا المشهد، يجعلهم أكثر توترا، وأكثر إحساسا بالمخاوف، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى الموت الحزين، أو الموت الاكتئابى.
وتؤكد د. إيمان أن الطامة الكبرى أن تقع عيون أطفال على مثل هذه المشاهد، وهنا سوف يصابون بالتبول اللا إرادى، والكوابيس، والخوف الشديد.
الفئة الثالثة تتمثل فى الذين يعانون فى الأصل من الاضطرابات النفسية، والتوتر، والاكتئاب، فسوف تزيد حدة هذه المشاكل لديهم.
وأخيرا تؤكد د. إيمان، أن هذه الأمر لن يقلل من نسب وقوع الجريمة بل على العكس، سوف تزداد نسب جرائم العنف فى المجتمع، لأن مشروع المجرم سيكون قد تآلف مع هذا المشهد، ولن يردعه أو يخوفه.