البشر والأرض وكائنات النهر.. الآثار المدمرة لسد النهضة| دراسة

كتب: إبراهيم الكاشف

وضع الدكتور محمد أحمد شهبة، أستاذ فسيولوجيا البيئة النباتية ورئيس قسم الموارد الطبيعية كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، دراسة حذر فيها من أن الأمور تزداد سوءاً حينما تكون السدود في دول المنبع حيث تتحكم في دول المصب وتمتد التأثيرات البيئية السلبية خارج الإقليم للتأثير في كيانات أخرى ودول أخري تشاركها المجري المائي بحكم القوانين الدولية المنظمة وهذا لا يتعارض فقط مع القوانين الدولية ولكن أيضاً مع الفطرة الإنسانية السليمة.
وأضاف الدكتور شبهة، أن إثيوبيا أوشكت على الإنتهاء من سد النهضة، وبدأت فى عمليات التخزين والتشغيل، ضاربة عرض الحائط بمصالح دول المصب، مصر والسودان، وبالتأثيرات السلبية التى قد تحدث لها ولدولتي المصب مصر والسودان.

الدكتور محمد أحمد شهبة، أستاذ فسيولوجيا البيئة النباتية


وأوضح أستاذ فسيولوجيا البيئة النباتية، أن التأثيرات البيئية لسد النهضة تشتمل على حجز الطمي في بحيرة السد، وتدهور خصوبة الأراضي الزراعية في مصر والسودان، وزيادة الحاجة الى استخدام الأسمدة الكيميائية وفقدان مساحات كبيرة من اراضي الري الفيضي الزراعية فى السودان، بالإضافة إلى فقدان الأراضي الزراعية فى منطقة السد فى اثيوبيا نفسها، إلى جانب اختفاء النشاط التعديني وتهجير السكان فى المناطق المحيطة بالسد.
وأشار الدكتور محمد أحمد شبهة، إلى أنه من الاثار الحتمية، تلوث المياه وزيادة ملوحتها وعجز المناسيب والتأثير على جودة مياه الشرب وتداخل مياه البحر مع المياه الجوفية مما سيؤدي إلى تقليل جودتها وتدهور نوعية المياه فى البحيرات الشمالية مما سيؤدى إلى تغيير تركيبها البيئي، والتأثير على العوامل الحاكمة لأنظمتها البيئية التى تساعد على استمراريتها وكفائتها، فضلا عن إغراق مساحات كبيرة من اراضي الغابات والأراضي الزراعية والأراضي الغنية بالثروات المعدنية.
ولفت الأستاذ بجامعة القاهرة، إلى أن الإعتداء البشري المستمر علي منظومات المياه العذبة وتدمير العديد من النظم البيئية يؤدي إلي الفقر الأحيائي علي جميع المستويات المكونة للجهاز البيئي ابتداءا من المخزون الجيني وانتهاءاً بالأجهزة البيئية، مروراً بالأفراد والأنواع والعشائر حتي يحدث العجز في التنوع البيولوجي وتدمر الأجهزة البيئية، حيث يكون معدل التدمير أقوي من قدرة الطبيعة علي الإصلاح، أو مايسمى في علم البيئة بالرجوعية (Resilience) وهذا اخطر من العجز المائي فى حد ذاته، لأن اختفاء الأجهزة البيئية بمكوناتها إذا حدث سيكون أبدياً أما مشاكلالجفاف والعجز المائي فتظهر وتختفي.
وتابع، بالتأكيد ستتأثر الثروة السمكية بالتغير الذى سيطرأ على نوعية المياه وستتدهور مصايد الأسماك وتتغير أنواعها وكميتها بالإضافة إلى إنقراض العديد من أنواع الأسماك، وبشكل عام قد تختفي بعض الأنواع النباتية والحيوانية كنتيجة حتمية لإقامة سد أو تجفيف أرض رطبة، أو تحويل أرض جافة إلى خزانات مائية، وبرغم أن الطبيعة ستغير مكانتها بعد انقراض بعض الأنواع أو إختفائها، فإن المشكلة تتفاقم نتيجة الإعتداء البشري المستمر على منظومة المياه العذبة، مما سيؤدى الى العجز فى التنوع البيولوجي وتدهورة.
واختتم الدكتور شبهة، أن من المشاكل الت ستحدث: التهجير القصري للسكان وتحويل النظم الزراعية وظهور أمراض لم تكن معروفة من قبل، والتغير فى حرارة الجو نتيجة تغير تدفق المياه وانحسار الدلتاوات الساحلية، ومازالت الاثار البيئية المحتملة للسد على اثيوبيا والسودان ومصر تحتاج إلى متابعة ودراسة مستمرة حتى يمكن كشف التأثيرات الحقيقة التى ستزداد خطورة مع مرور الوقت، وما خفي كان أعظم.

زر الذهاب إلى الأعلى