من التحرير إلى التعمير| حكاية سيناء التى يجب أن يحكيها حكماء مصر لأبنائهم


الذى ولد يوم رفعت مصر علمها على أرض سيناء بعد تحريرها من قبضة العدو الإسرائيلى، بلغ اليوم 39 عاما، واقترب من العمر الذى تصف فيه اللغة الرجل بـ “الشيخ” وهو السن الكامل للنضج.

أقرأ أيضا.. نص كلمة الرئيس السيسى فى الذكرى الـ39 لتحرير سيناء (فيديو)

لكن هذا الشيخ لم يعش حوادث، ووقائع تحرير سيناء، بالحرب والسلام، لكنه يعرف على الأقل عنها ما يرويه لأولاده، ونحن نذوده بالآتى ونحن نحتفل معه ومع كل المصرين، بالذكرى السنوية الـ 39 لتحرير سيناء.


معركة التحرير
احتفلت مصر اليوم بالذكرى الـ39 لتحرير شبه جزيرة سيناء، التى اشتهرت فى التاريخ باسم “أرض الفيروز” هذه الذكرى التى تحل يوم 25 إبريل من كل عام حيث رفع الرئيس الراحل حسنى مبارك علم مصر يوم 25 أبريل من عام1989 م، بعد أن استردت مصر أرض سيناء على أثر انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد.
وتم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التى تبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريباً، ونازعت فيها إسرائيل مصر، مدعية أنها ليست جزء منها، لكن مصر استردتها بعد معركة قانونية لجئنا فيها إلى التحكيم الدولي، الذى حكم بأحقية مصر فى طابا وتم استردادها من الجانب الإسرائيلى في 15 مارس من عام 1989، وتم رفع علم مصر عليها.


الجغرافيا والسياسة

مساحة شبه جزيرة سيناء حوالى 60 ألف كيلو متر مربع تقع فى الجزء الأسيوى من جمهورية مصر العربية، وعلى طول تاريخ مصر منذ الفراعنة وإلى الآن تمثل سيناء أهمية استيراتيجية كبيرة لمصر، حيث يؤثر موقعها الفريد على السياسة، حسب الوصف الجيوسياسى، وهو أيضا البوابة الشرقية لمصر، ولما كان أعداء مصر يغزونها دائما وعلى طول التاريخ من الشرق، منذ غزو الهكسوس، وإلى حروب القرن العشرين، سميت سيناء بـ “البوابة الشرقية لمصر”، وكان حكام مصر المختلفين لا يتحمسون لزرع سيناء بالبشر، أو تنميتها وتعميرها، مفضلين أن يتروكوها ميدان للحروب.

لكن النظرة إلى سيناء تغيرت تماما منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى للحكم، وآية هذا التغيير هى توجيه استثمارات هائلة لخلق بنية تحتية، وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، وربط سيناء بالدلتا عبر مدن القناة، وعدد من الأنفاق التى تربط سيناء بمدن القناة ومن ثم الدلتا، ولا يستغرق عبورها حوالى 5 دقائق بالسيارة عند سرعة 40 كيلو متر، وهو وقت قليل جدا مقارنة بما كان يحدث فى الماصضى، ناهيك عن أن النفق الواحد منها يستوعب عبور 40 ألف سيارة فى الاتجاهين خلال اليوم الواحد.


شرايين تربط مصر
وفى ذات الوقت تربط بين شمال سيناء وجنوبها، وتعمل على مد الطرق لأن سيناء بطبيعتها وعرة جدا، وتحتاج إلى تقنيات خاصة فى الطرق، وقد تم مد 2400 كيلو من الطرق، تمثل 25% من إجمالى شبكات الطرق التى استحدثتها الدولة لربط سينا بالدلتا، من خلال شبكة هائلة من الطرق والكبارى، والأنفاق، تمثل شرايين تربط مصر من جهاتها الأربعة، وربط مدن القناة بشرق القاهرة من خلال العاصمة الإدارية الجديدة، وهكذا تكتمل منظوم

وتعمل الدولة المصرية الآن لخلق مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة لجذب الطاقة البشرية إلى سيناء، وفى هذا الصدد تقوم الدولة الآن بإنشاء عدد من المشروعات فى كافة القطاعات، مثل إنشاء عدد من الجامعات، والمدارس.


الموازنة والاستثمار
سيناء فى بؤرة اهتمام الدولة المصرية ولها الأولوية من حيث الإنفاق، وأن الدولة المصرية فى الموازنة العامة 2021/2022 التى سوف تعتمد خلال يوم أو يومين، وضعت مبلغ 358 مليار جنيه استثمارات، بمعدل مليار جنيه يوميا للاستثمارا، نصيب سيناء منها كبير.


استكشاف الثروات
وتتوجه قطاعات الدولة المختلفة ومؤسساتها الآن إلى سيناء، لاستكشاف واستثمار ثرواتها الطبيعية بالقدر الكافى لأن يحدث طفرة فى التنمية والناتج القومى، وعلى سبيل المثال الهيئة العامة للثروة المعدنية تنفذ توجيه الدولة لاستكشاف جميع الخرائط الجيلوجية والاستثمارات، للاستفادة من الثروات والموارد والمواد الخام التى تتمتع بها، وإنشاء صناعات مرتبطة بها، مثل الأسمنت، السيراميك، والطوب الطفلى، والرخام، والكشف عن خام الكوارتز، والنحاس والحديد، وتستعد أيضا لطرح أكبر مناقصة عالمية لاستكشاف الذهب.

زر الذهاب إلى الأعلى