الصيدليات تتحدى «الصحة» وتبيع «الحبة القاتلة»

كتب: إسلام فليفل

انتشرت فى الآونة الأخيرة عمليات الانتحار فى العديد من المحافظات، من خلال تناول حبة حفظ الغلال، والتى بدأت وزارة الصحة مؤخرًا التحذير منها، بسبب إقدام العديد من المواطنين على شرائها لرخص ثمنها.

الدكتور محمد عزب العرب، استشارى أمراض الكبد، أكد أن هذه الحبة تستخدم فى الانتحار، وهناك حادثة شهيرة حدثت مؤخرًا وهى أن طفل دخل صيدلية وأخبر الصيدلى أن والدته تطالب بحبة السوس، والطفل كان يقصد تسوس الأسنان، فأعطى الصيدلة للطفل حبة القمح القاتلة فتوفى الأخير فى الحال.

وأضاف “عز العرب”: “هذا يدل على العشوائية فى صرف الأدوية، حيث إننا طالبنا كثيرًا خلال السنوات الماضية، بأن يكون هناك رقابة صارمة على صرف الأدوية من الصيدليات ولن نقول مثل باقى دول العالم، بل إن الدول العربية جميعها حاليًا لا تصرف إلا بالروشتة الطبية، ماعدا الأدوية البسيطة جدًا مثل المسكن البسيط وأدوية ارتفاع درجة الحرارة”.

وأوضح أن هذه الحبة يتم بيعها للفلاحين فى الأراضى الزراعية، وتتداخل مع حبوب أخرى ينتج عنها تبخير فينتج غاز، والحبة مغلفة فى شريط وتوضع بتركيزات معينة، والسؤال هنا: لماذا يتم بيع هذه الحبة فى الصيدليات؟ وأين دور وزارة الزراعة؟ خاصة أنها ليست دواء وهى مبيد حشرى ولماذا تصل للصيدليات، وهى ممنوعة نهائيًا من الصيدليات لأنها مبيد حشرى قاتل تستخدم فى الأماكن المتواجد فيها الغلال، وهذه جريمة.

فيما أكد د. محمود كمال، المشرف على قسم السموم بمستشفى أشمون العام، إن التعامل الأنسب يكون بسرعة إعطاء الحالة المريضة زيت برافين، وإذا لم يتوافر يكون بديله زيت الطعام فى حدود من 200إلى 300م لعزل الأقراص السامة، وذلك مع نقل المصاب سريعًا لأقرب مستشفى.

وأوضح أن المادة الفعالة لأقراص فوسفيد الألومنيوم، تنتج من تفاعل الماء مع مكونات القرص فتنتج مادة الفوسفيين السامة، فآلية عمل هذه الأقراص فى حفظ الغلال تكون من خلال تفاعلها مع البخار الناتج من الحبوب خلال حفظها بأجولة أو براميل مغلقة.

وأشار إلى أن أعراض التسمم بهذه المادة تتفاوت حسب الجرعة ومدى تأثر الحالة، ومنها انخفاض حاد فى ضغط الدم، وإرهاق، صداع، غثيان، خدر، ضعف العضلات، ضيق فى التنفس، عدم انتظام ضربات القلب، التشنج، والغيبوبة.

ومن أبرز حدوادث الانتحار بالحبة القاتلة بمحافظة المنوفية، كان إقدام فتاتين على إنهاء حياتهما بتناول حبوب حفظ الغلال، مما أدى لانتشار حالة من القلق الشديد بين أهالى شبين الكوم بعد انتحار الفتاتين، ووفاة والدة أحدهما بسكتة قلبية.
الواقعة بدأت عندما تلقت مديرية أمن المنوفية، بلاغًا من قسم شرطة شبين الكوم يفيد بوصول جثتين هامدتين لكل من الطالبة “سمر النعماني” 19عامًا، والطالبة ” مديحة كمال” 18عامًا، بمستشفى شبين الكوم لتناولهما الحبة السامة “حبوب الغلال” ما أدى إلى توقف عضلة القلب فى الحال ووفاتهما.

وبالفحص والتحريات فى واقعة انتحار الفتاتين، وبسؤال والدتها أفادت بتناول كريمتها وابنه خالتها قرصًا لحفظ القمح “الحبة السامة” بطريقة الخطأ، ونفت الشبهة الجنائية، تحرر عن الواقعة المحضر اللازم.

ولم تتحمل الأم كارثة انتحار الفتاتين، وأصيبت بحالة هيسترية، ونوبة قلبية نقلت على إثرها إلى المستشفى، ولكنها فارقت الحياة، نتيجة حزنها على ابنتها وابنة شقيقتها اللتين لم تتجاوز أعمارهما العشرين عامًا، وسرعان ما قررت الشقيقة الصغرى للضحية الأولى فى العقد الأول من العمر اللحاق بشقيقتها ووالدتها، فأقدمت على القفز من شرفة منزلها حتى لاقت الأجل المحتوم.

زر الذهاب إلى الأعلى