راندا رزق: دعم الرئيس السيسى للمرأة منحنا إحساسًا بالأمان (حوار خاص)

حوار: إسلام فليفل

طموحها المهني لم يتوقف على مدار سنوات شهدت نجاحات متتالية، هي الدكتورة رندا رزق، أستاذ الإعلام التربوي بجامعة القاهرة وعضو المجلس التخصصي لتنمية المجتمع، والتي شغلت مناصب هامة في عدد من الهيئات والمنظمات الحكومية والأجنبية، وحصلت  على العديد من الجوائز وشهادات التقدير أهمها: “شخصية العام” سنة 2012 من “الملحقية الصينية الثقافية في الصين” تقديراً للجهود المستمرة في مجال ترويج الثقافة بين البلدين، ، وكرمتها منظمة الايسيكو عن جهودها فى مجال تحسين مفهوم التربية الصحية لدى المراهقين عام 2008.  

وتحدثت الدكتورة راندا رزق، خلال حوارها لـ”بيان”، عن أبرز إنجازاتها المهنية التي حققتها، بالإضافة إلى مشاركتها في مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وإلى نص الحوار:

فى البداية.. ماذا عن كتاب أمريكا الإفريقية؟ 
-الكتاب صدر عن دار نهضة مصر، كأول دراسة أنثروبولوجيا باللغة العربية من نوعها في الوطن العربي، وتناول الكتاب الحقبة التاريخية منذ بداية وصول أول سفينة عبيد في القرن السادس عشر إلى أمريكا حتى الآن، بطريقة سردية جذابة وغير تقليدية، كما يهتم بالتشابك الأمريكي على مختلف الأصعدة من خلال الدراما و غيرها من الحركات المناهضة للعنصرية و الداعية للتحرر، حيث إنه يعتني بدارسة الحالة الأفروأمريكي ومراحل تطورها، ودور الفن في التشابك الثقافي وتعزيز العلاقات، كما يرصد الظروف الفنية والاجتماعية للسود داخل المجتمع الأمريكي، بإلقاء الضوء على حركة الزنوجة كنموذج لحركات المقاومة التي تبناها السود كرد فعل على الأوضاع التي عانوا منها خلال حقبة معينة امثال مارتن لوثر كينج ومالكوم أكس، والتي سعت للتخلص من قيود الرجل الأبيض واستخلاص حقوقها المنهوبة تحت سوط السادة في المزارع والمصانع و قتها، مما دفعهم إلى ابتكار تشابك معقد من الإمكانيات الفنية والبدنية والذهنية والخطابية لدحض فكرة العنصرية ضد الأفارقة.

كيف يتناول الكتاب التشابك الأفرو أمريكي من منظور أنثروبولوجي؟
-عن طريق تحليل الروح الشعبية والطقوس الإفريقية في العشرينيات والثلاثينيات، بالإضافة لرصد التمرد الاجتماعي في الفنون الأفرو أمريكي في فترة الأربعينيات والخمسينيات، وخاصة المسرح عن طريق تحليل مسرحية “حدود الحياة” كنموذج تطبيقي، مما دفعنى إلى العمل على هذا الكتاب منذ عام 1995.

حدثينا عن رأيك فى ملف تمكين المرأة المصرية؟ 
-الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤمن أن التنمية أيًا كانت سواء اقتصادية أو اجتماعية تبدأ من المرأة، وهذا ما جعله مهموم بالمرأة المصرية، وتم ترجمة هذا الاهتمام إلى أفعال، حيث ظهر اهتمامه منذ أن كان وزيرًا للدفاع فى 2013، فى أول مبادرة إجتماعية أعلنها للغارمات، وألقى الضوء على الاهتمام بالسيدة المصرية، حتى تمكنت العديد منهن فى تولى مناصب قيادية مرموقة فى شتى المجالات داخل الدولة المصرية، فنسبة كبيرة فى مجلس الوزراء سيدات، بالإضافة إلى الوزراء، والمحافظين ونائباتهم، ونسبة 15فى المائة من نواب البرلمان سيدات، وفى المجالس الإدارية، فهيمنة الثقافة الذكورية بدأت فى التغير نتيجة دعم القيادة السياسية، ودعم الرئيس للمرأة منحنا إحساسًا بالأمان.

وكيف تنظرين إلى المبادرات التى تطلقها الدولة لخدمة المرأة المصرية؟ 
-شرفت بالمشاركة فى العديد من المبادرات التى أطلقها الرئيس، وأرى أن من أهم هذه المبادرات “مصر بلاغارمات”، وكان هدفه ليس دفع الأموال المدانة بها السيدات فقط، ولكن سن قوانين جديدة لحماية المرأة المصرية من سقوطها فى هذا الفخ، من خلال تغير قوانين التجارة الخارجية والشيك الخطى، وأيضًا وضع آليات من جهاز حماية المستهلك حتى لا تقع فريسة للعوز للتجار الجشعين، لكننا وجدنا عندما درسنا القضية أن هناك بعض الشركات تستغل حاجة بعض السيدات وتقوم بإجبارهم على كتابة إيصالات أمانة بثمن الجهاز والفوائد، وهذا ما دفعنا إلى إتخاذ إجراء رادع للتصدى لهذا الأمر حتى لا يتكرر على نطاق أوسع.

وهل قلت أعداد الغارمات بعد مبادرات الرئيس؟ 
-بالتأكيد، لكن كان هناك تداخل فى تعريف الغارمات، فتعريف الغارمة هى التى استدانت نتيجة العوز والاحتياج المجتمعى وقهر الحاجة ودخلت السجن، وذلك بعد عمل أبحاث ودراسات على الغارمات الحقيقيات، وكان الدكتور أسامة الأزهرى من فريق العمل الأساسى فى هذة المبادرة، للعمل على تجفيف المنابع وغلق المشكلة من أساسها، وتقنين الأوضاع.

وهل كان لصندوق تحيا مصر دور فى هذا الشأن؟ 
-بالتأكيد، تحيا مصر تضع آلية لتوفير الحماية الاجتماعية للسيدات، والتمكين الاقتصادى للمرأة من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، أو توظيفها وتدريبها على إحدى الحرف اليدوية، لخلق بدل لدخل يحميها من العوز والاستدانة مرة أخرى.

وماذا عن المرأة الريفية؟ 
-المرأة الريفية لا تقل أهمية عن نظيراتها فى المدن فوفقًا لتقرير سابق للأمم المتحدة فإنها الأكثر إنتاجًا وتمكينًا اقتصاديًا، وإذا عادت مرة أخرى لأدواتها التى كانت تعمل بها، ستكون قوى اقتصادية لا يستهان بها، فهناك العديد من الصناعات مثل الجبنة والزبدة والعيش والفطير المشلتت وتخليل الأسماك والفايش، كل ذلك بدأ يتلاشى الأن، ونريد الإكثار من المبادرات لإحياء التقاليد الأسرية فى البيت المصرى، واعتبارها قيمة اقتصادية لتمكين الأسرة المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى