الخرزة الزرقاء.. بدأت حماية من الحسد وانتهت إلى الإكسسوارات والموضة

كتب: إسلام فليفل

يؤمن البعض أن الحسد هو قوة خفية شريرة تتسبب لهم في الأذى والضرر، ويتغير مفهوم الحسد باختلاف الثقافات والأديان والأزمنة، واختلفت الطرق والتمائم التي يحاول بها الناس حماية أنفسهم منه. 

وعلى سبيل المثال يعتقد البعض أن رش الملح على أي عمل مصنوع فإنه يبطله تمامًا ويفك الحسد عنه، ومن ضمن الاعتقادات أيضًا من يقومون بصب العرقسوس لجلب الرزق ومنع الحسد والشر والضرر.

وعندما نتحدث عن التمائم لا نجد تميمة أكثر شهرة وانتشارًا من الخرزة الزرقاء أو العين الحسودة، وهناك احتمالات أنك رأيت هذا الرمز الشهير عدة مرات، ومن المحتمل أنك ارتديت واحدة، ورأيت بالتأكيد أحدهم يرتديها، وربما شاهدت شخصًا ينظر “بعين حاسد”، ولكن هل تعرف التاريخ العميق والمعنى لرمز العين الحسودة؟ وهل تعرف مدى شعبيتها وانتشارها في الثقافات المختلفة؟ 

وفيما يلي تجيب “بيان” عن أسئلة الخرزة الزرقاء وتاريخها وأصولها ومدى تأثيرها على المصريين بالتحديد، وتُمثل العين المرسومة على خرزة كروية أو مفلطحة، وغالبًا ما تكون زرقاء، شكل تميمة الخرزة الزرقاء، التي ترمز لعين مُحدقة قي الكون، تقوم بدرء الشر وتُحصن حاملها من المخاطر، وتختلف الروايات حول تفسير رمز “الخرزة الزرقاء”، حيث يُعتقد أن الشعوب السامية استخدمتها بهدف ترهيب المستعمرين وكانوا يعلقونها على جدران منازلهم. 

وتقول دكتور نيس يلديران، أستاذة التاريخ الفني بجامعة بهتشه شهير بإسطنبول: إن ظهور الخرزة الزرقاء المصنوعة من الزجاج في جزر بحر إيجة وآسيا الصغرى بتطور صناعة الزجاج، أما اللون الأزرق فمصدره الطين المصري المصقول الذي يحتوى على نسبة مرتفعة من الأكاسيد، إذ يُنتج النحاس والكوبلت اللون الأزرق عند درجة حرار الحرق، وأضافت أن تاريخ الخرزة مرتبط ارتباطا وثيقا بالحضارة المصرية القديمة، ويرجع بعض العلماء والمؤرخين أن تاريخ الخرزة الزرقاء يرجع إلى المصريين القدماء الذين اتخذوا من عين حورس “أوجات”، رمزًا للحماية من الحسد والأرواح الشريرة وصنعوها على شكل قلادة يضعونها على المومياوات لحمايتهم حتى بعد الموت. 

وقلائد عين حورس التي اكتشفت في مصر هي الأكثر تأثيرًا على شكل التمائم الزرقاء الحديثة، وهناك رواية أخرى تقول إن المصريين القدماء كانوا يخافون من الأشخاص ذوي البشرة البيضاء وعيونهم الزرقاء، حيث كان يتم رفض وجودهم على أرض مصر. 

وفي كتاب “مجوهرات الفراعنة” قال “سيريل ألدريد”، إن الحُلي التي كانت تُستخدم لتزين الرقبة أو العنق تطورت عن شكل بدائي يتمثل في تلك التعويذة التي كانت تتدلى من خيط أو رباط يحيط بالعنق، والتى استخدمها الإنسان البدائي ليقي نفسه من القوى الخفية الموجودة في الطبيعة، والتي كان يُعتقد أنها ترسل عليه الأعاصير والفيضانات والبراكين والزلازل، وتصيبه بالأمراض. 

كثرت الأقاويل والأساطير وبقيت العين الزرقاء تحتفظ بمكانتها، حتى إنها أصبحت موجودة في تفاصيل حياتنا اليومية، من الأزياء إلى الإكسسوارات الموضة.

زر الذهاب إلى الأعلى