عاطف عبد الغني يكتب: الدين والسياسة (٧) البهائيون يبشرون فى مصر !!!

 

مع بداية القرن العشرين، كلف زعيم الطائفة عباس عبدالبهاء (ابن المؤسس الأول للبهائية) رجلا اسمه أبوالفضل بالقدوم إلي مصر ونشر الدعوة فيها، فأقام الأخير في القاهرة و نشر عدة مقالات عن البهائية في الصحف المصرية.

و قبل الحرب العالمية الأولي جاء إلي مصر عباس بن عبدالبهاء زعيم الطائفة بنفسه، وأقام في الأسكندرية التي كانت تضم أكبر تجمع لليهود في مصر، وبالطبع كانت مهمته الأولي وضع بذور البهائية في تربة المجتمع المصري و صفوته، مستعينا في ذلك بالمحتل البريطاني الذي منحه و سام فرسان الأمبراطورية، (وكانت حيثيات منحه هذا الوسام) جهوده في دعم بريطانيا في مواجهة الدولة العثمانية، التي كانت تمثل في هذا التاريخ الدول الإسلامية، وتحمل اسم الخلافة الإسلامية.

لكن البهائيون استطاعوا بعد عدة سنين من زيارة البهاء تسجيل محفلهم الروحاني المركزي بناء علي قانون المحاكم المختلطة وذلك بتاريخ 26 / 12 / 1934، وفي منتصف الخمسينيات صار للبهائيين أربعة محافل علنية في القاهرة، والأسكندرية، و طنطا، و سوهاج يمارسون فيها طقوسهم البهائية.

وقبل حظر نشاطهم العلني كان لهم 126 مجلسا روحيا في 26 مدينة، لكن محافل البهائيين كانت كلها مستندة علي حكم المحكمة المختلطة، ولم تعترف بها أبدا الحكومة المصرية ولا القضاء حتي تم حلها.

أما و قد أغلقت الدولة محافل و مجالس البهائيين وجرّمت بحكم القانون نشاطهم العلني، فقد نقلوا هذا النشاط إلي الغرف المغلقة، لكن السلطات ظلت تطاردهم فضبطت سنة 1972، تنظيما سريا لهم، وتم إحالة 93 متهما منهم إلي المحاكمة في القضية رقم 118 لسنة 1972 و التي اشتهرت بقضية طنطا، و لم يجد البهائيون – لا في هذه القضية أو في القضية التي تلتها – بُدا من الاعتراف فى التحقيقات بعقيدتهم البهائية وإنكار مناهضتهم للنظام العام أو التبشير بأفكار منحرفة ضالة أو متطرفة، و هي نفس الدفوع التي رددها المتهمون البهائيون في معرض الدفاع عن أنفسهم في القضية رقم 2266 جنح قصر النيل، والتي شملت عريضة الاتهام فيها عشرة رجال وامرأتين، و قبل أن نحكي قصتهم يستحق أن نعرف قصة أشهر بهائي مصري… فانتظرونا.

زر الذهاب إلى الأعلى