فى مثل هذا اليوم قبل ٥٥ عاما.. تم الحكم على سيد قطب بالإعدام (الجزء الأول)

كتب: على طه

– قبل أن تقرأ:
في 29 أغسطس من هذا العام ٢٠٢١، يكون قد مر ٥٥ عاماً على إعدام سيد قطب، الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين ومؤسس منهج الجهاد العنيف.

وفى الآتى نحن لا نتعرض لشخص سيد قطب بقدر ما نحاول أن نصل إلى الجذور التى شكلت شخصيته وأثرت على نفسيته وصنعت أفكاره التى أثرت فى توجهات وسلوك كافة التنظيمات المسلحة التكفيرية، الإرهابية التى تنسب نفسها إلى الإسلام، منذ تشكيل تنظيم الإخوان السرى، مرورا بتنظيم المسلمين الذى اشتهر باسم “التكفير والهجرة” وصولا إلى القاعدة وداعش وطالبان.
من هو
اسمه سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي ولد فى التاسع من أكتوبر عام 1906 في قرية موشا بمحافظة أسيوط وحفظ القرآن الكريم فى طفولته وتلقى دراسته الابتدائية في قريته.
في سن الرابعة عشرة انتقل إلى القاهرة، وأقام عند خاله الذي يعمل بالتدريس والصحافة والتحق بمدرسة المعلمين الأولية ومنها إلى كلية دار العلوم وتخرج فيها عام 1933 وعين مدرسا مغمورا لا يكاد يكفي مرتبه القيام بأعباءه وأسرته التى تعانى شظف العيش.
مرحلة الليبرالية
انضم الشاب قطب لحزب الوفد ليستعين بقياداته ومنهم الأديب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد الذى وثق صلته به.
وبدأ قطب مسيرته الفكرية والكتابية ناقدا، ومؤلفا للقصة والرواية.
وخاض فى هذه المرحلة العمرية تجربة عاطفية فاشلة أثرت عليه نفسيا وعبّر عنها فى إنتاج أدبي رفيع أشهره قصيدة الكأس المسموم ورواية الأشواك.

 

 

اقرأ أيضا.. حروب التكفيريين في إفريقيا

وكانت تلك مرحلة ليبرالية قطب الأولى تغلب عليه الروح الوطنية والنزعة القومية الواضحة، والدعوة إلى الحرية على النهج الغربى، وعبى سبيل التدليل فقد نشر مقالا في الأهرام، بتاريخ يوليو 1938 يدافع فيه عن حرية ارتداء ملابس السباحة قال فيه إن (المايوه) لا يجذب ولا يثير، وإن أثار شيئاً فهو الإعجاب الفني.
أستاذه العقاد
وفى مرحلته التالية اتجه قطب بحكم تأثره بإسلاميات أستاذه العقاد إلى محاولة محاكاته، فنشر مقاله التصوير الفني في القرآن عام 1939، ثم وسّع الفكرة وأصدرها فى كتاب عام 1945 ومن بعده مشاهد القيامة في القرآن، دراسة جمالية في الإعجاز البياني للقرآن.

وتوج هذه المرحلة بكتابه “العدالة الاجتماعية في الإسلام” وصدّره بهذا الإهداء:
«الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديدًا كما بدأ يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون» وفهمت جماعة الإخوان أن الإهداء يعنيهم هم فأصبحوا يهتمون بأمره، ويبحث هو لديهم عن إشباع الرغبة فى الزعامة، وقد غادر حزب الوفد وبدأت العلاقة بين الطرفين فعليا عام ١٩٤٦ وانضم للجماعة وساهم في تشكيل الهيئة التأسيسية لها لكن انفصل عنها لأسباب إدارية.

 

أمريكا وإسرائيل
وفى عام ١٩٤٨ أرسلته وزارة المعارف فى بعثة إلى أمريكا لمدة عامين وهناك حدث له ما يشبه الصدمة الحضارية.
وزادت أزمته مع أمريكا والغرب بعد حرب فلسطين ومساندة الاستعمار الغربى السافر لإسرائيل.
ثورة ٢٣ يوليو
وقامت فى مصر ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وحاول قائد الثورة الفعلى جمال عبدالناصر أن يحتوي قطب فكان المدني الوحيد الذي يحضر اجتماعات مجلس الثورة، وينظّر إعجابا بها، وضمه عبد الناصر إلى هيئة التحرير،لكن قطب كان ينتظر مكافأة أكبر.
وقد وعده عبدالناصر بتولِّى وزارة المعارف مع تشكيل أول وزارة للثورة عام 1953 ولكن ذلك لم يحدث، ليتحول قطب ويدخل مرحلة العداء ضد الثورة وعبد الناصر.
ويعود ” قطب” ليرتمى فى أحضان الإخوان، الذين دخلوا مبكرا فى أزمة مع الثورة بسبب طمعهم فى السلطة، ليشبع فى جزء من نفسه ميول الزعامة لديه.
اعتقال وتحول
وتم اعتقال قطب مع عدد من قيادات الجماعة عام 1954 لمدة شهرين، ثم منحتهم الثورة فرصة أخرى فأطلق سراحهم وسمح لهم أن يصدروا مجلة خاصة بهم ففاجأ قطب الجميع بنشر مقالات نارية فى المجلة ضد الثورة والثوار محاولا النيل منهما.

وتحوّل قطب بكتاباته ومؤلفاته إلى زعيم الإخوان الروحي الذى تستقي منه الجماعة وكافة حركات الإسلاموية الراديكالية منهجها، ويمنحها هو البعد الفلسفي والشرعية المزعومة لإعادة إحياء مشروع الاستعمار العثمانى المعروف باسم “الخلافة الإسلامية”.
انتظرونا فى جزء ثانى نستكمل حكاية الزعيم الروحى للجهاديين التكفيريين. شاهد الفيديو التالى:

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى