فى الرد على الأفكار العقيمة والمتطرفة.. المفتى يبارك العودة إلى فقه الإمام الليث بن سعد

كتب: على طه

أيّد الدكتور شوقي علام، مفتي  الديار المصرية الدعوات المطالبة بقيام المحدثين والباحثين بتجميع فقه وآراء ومرويات الإمام الليث بن سعد من بطون الكتب والأصول.

وقال الدكتور علام إننا نؤيد ونبارك هذه الدعوات، واصفا الأمام الليث بن سعد بأنه “مصدر فخر واعتزاز للمصريين؛ نظرًا لسماحته وفقهه، فضلًا عن قربه من العهد النبوي وعهد الصحابة الكرام”، حسب قوله.

جاء ذلك فى حوار فضيلة المفتى مع الإعلامى حمدى رزق، فى برنامج “نظرة” المذاع على قناة “صدى البلد”.

وأضاف الدتور علام “إن المحققين ذكروا أن الدخل الشهري للإمام الليث بن سعد كان كبيرًا جدا يقارب بحساباتنا المعاصرة 18 مليون جنيه شهريا، وما وجبت عليه الزكاة قط، حيث إنه كان ينفق أمواله على الفقراء متأسيا بذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم في سعة العطاء”، مؤكدا أن الأمام كان يمثل قيمة العطاء الوطني، وله عطاء متدفق ومجهود مشكور في ترسيخ ودعم التعايش السلمي.

وتابع الدكتور علام قائلا إنه بجانب العطاء المادي للإمام الليث بن سعد كان له عطاء واضح وملموس في الآراء المُؤَسِّسة للتعايش واحترام الآخر.

ونقل الدكتور علام عن أبو عمر الكندي في كتابه “الولاة والقضاة” قول الأخير: “إن موسى بنَ عيسى واليَ مصر في عهد الخليفة هارون الرشيد أَذِن للنصارى فِي بُنْيان الكنائس التي هُدِمَتْ، فبُنيت كلُّها بمشورة الليث بْن سعد وعبد الله بْن لَهِيعة، وهما أعلم أهل مصر في زمنهما، وقالا: هُوَ من عِمارة البِلاد، واحتجَّا بأن عامة الكنائس التي بِمصر لم تُبْنَ إلَّا فِي الْإِسْلَام فِي زمَن الصحابة والتابعين”.

 

وأوضح المفتي أن الإمام الليث بن سعد رحمه الله يُعد من أبرز فقهاء مصر على مر العصور، ويلقِّبه المحققون بفقيه مصر، وهو يستحق هذا اللقب عالي القدر لغزارة علمه، وقد عاش في القرن الثاني الهجري وعاصر الإمام مالكًا رضي الله عنه وقيل عنه إنه فاق في علمه وفقهه الإمام مالك بن أنس، غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره في الآفاق، مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: “الليث أَفقه من مالك إِلا أَنَّ أَصحابه لم يقوموا بِه”.

وأكد مفتي الديار على لحمة نسيج المجتمع المصري، موضحا أنه لم يميِّز بين مواطن وآخر، وذلك في ظل منظومة متناغمة تحقق العيش المشترك الذي تحيطه المحبة والتسامح والسلام.

وأشار الدكتور علام إلى أنه تم تتويج هذا التاريخ الطويل بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح في اليوم نفسه، وبحضور أكبر القيادات الدينية مسلمين ومسيحيين في مصر، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي رسالة واضحة الدلالة على أن المصريين جميعًا على قلب رجل واحد.

وأضاف أن إقرار الإسلام لأهل الكتاب على أديانهم وممارسة شعائرهم يقتضي إعادتها إذا انهدمت، والسماح ببنائها، وعلى ذلك جرى عمل المسلمين عبر تاريخهم وحضارتهم منذ العصور الأولى المفضَّلة وهلم جرًّا، وخلافًا لما يراه وينادي به أصحاب الأفكار العقيمة والمتطرفة.

زر الذهاب إلى الأعلى