ذكريات د.محمد رجب آخر أمين عام للحزب الوطنى (1) هذا أنا

قبل أن تقرأ ذكرياتى عن الشخصيات التى عرفتها خلال مشوارى، أو قل معترك الحياة، وتركت (هذه الشخصيات) أثرا فى حياتى، فعلقت بذهنى، اسمحوا لى أن أقدم لكم نفسى، أنا صاحب الذكريات.

لا أعرف في الحقيقه من أين أبدأ..

تاريخ طويل من العمل الوطني هو محصلة حياتي، ولكنني سوف أركز هنا علي تاريخي السياسي فقد يكون هو الأهم للقارئ المصري.

بدأت حياتي شان كل شاب مصري لكن اهتمامي بالشان السياسي بدأ مع إنشاء منظمة الشباب التي دعا جمال عبدالناصر لتكوينها في الستينيات من القرن الماضى، لتكون المدرسة السياسية التي يتعلم فيها الشباب السياسة وممارستها خصوصا هؤلاء الذين لم ينخرطوا في صفوف الأحزاب، ومن ثم لم يتلوثوا بالممارسات التي قامت بها بعض تلك الأحزاب.

كانت بدايتي السياسية (في الستينيات) عندما رُشحت للالتحاق بمعهد الشباب بمنطقة شبرا حيث حصلت علي برنامج المرحلة الأولي للإعداد السياسي، ومن يتفوق في هذه المرحله يرشح لمرحلة أعلى وهي المرحله الثانية حيث رشحت للالتحاق بمعهد إعداد القادة بحلوان، ومن يتميز في هذه الدورة يرشح لمرحلة أرفع، ولما كنت قد اجتزت هذه الدورة بامتياز، فقد رشحت للمرحلة الثالثة بمعهد الهرم وهو مخصص للعناصر التي تعد لتولي المسؤوليات القيادية وقد اجتزت هذه الدوره بنجاح ثم رشحت لدورة لإعداد الموجهين السياسيين، وهم الكوادر التي يسند إليها التوجيه السياسي بالمعهد الاشتراكى للمنظمة.

وبعد اتمامي لهذا البرنامج تم ترشيحي للعمل موجها سياسيا بمعهد إعداد الشباب بمنطقة زينهم بالقاهره، ولما بدا تميزي في الجوانب التنظيمية فقد تم ترشيحي للالتحاق عضوا بأمانة التنظيم المركزية، ثم رشحت لأكون عضوا مسؤولا عن متابعة العمل التنظيمي لمستويات الشباب.

وانضممت للمجموعة المسؤولة عن متابعة محافظات جنوب الصعيد (سوهاج قنا أسوان الوادي الجديد ) وكانت أول محافظة أُسند إليّ متابعتها كانت سوهاج.

وبعد فترة رُشحت لأكون مسؤولا مساعدا لأمانة التنظيم المركزية ثم رُشحت لأكون أمينا للتنظيم، وخلال هذه الفترة رُشحت لحضور دورة تدريبية أرقي مدتها عامان بمعهد الدراسات الاشتراكية وهو المعهد المركزي الأعلي ثم رُشحت لأكون أمينا عاما مساعدا للمنظمة، وأمينا للتنظيم، وكنت قد توليت متابعة جميع محافظات الصعيد وتوليت قيادة معسكرات الشباب في أبي قير بالإسكندرية، ومعسكر الشباب بالنوبارية والعريش، ولما سيناء ثم أقمت معسكرا للشباب بجنوب سيناء، كذلك معسكرات للعمل والخدمة العامة بالبحر الاحمر ثم توليت قيادة معهد إعداد القيادات بالوحات وانشاء معهد لإعددا القيادات بمدينة السلام خلال هذه المرحله قمت بخوض انتخابات الاتحاد الاشتراكي من القواعد الأساسية من دائرة الجمالية، ثم خضت الانتخابات حتى المستويات الأعلي، حتي المؤتمر القومي العام واللجنة المركزية والأمانة العامة كما خضت انتخابات مجلس الشوري عن دوائر الجمالية الدرب الاحمر باب الشعريه الظاهر منشية ناصر.

توليت مسؤولية الأمين العام للشباب بالقاهرة، وانضممت لحزب مصر، وأصبحت أمينا للشباب بالقاهرة، وعضو المكتب السياسي، كما انضممت للحزب الوطني، وكنت عضو للأمانه العامة، ومسؤولا عن الشباب، وعملت مستشارا سياسيا للمجلس الأعلي للشباب والرياضة، كما عملت منسقا للمركز العربي الأوربي للتنمية والبيئة، واخترت عضوا ببرلمان عموم أفريقيا ممثلا للبرلمان المصري، وشاركت في عديد من المؤتمرات، والندوات، والدورات، حول الشباب والتنمية والبيئة، والدراسات والبحوث المختلفه في هذه المجالات، وآخر المهام والمناصب السياسية كانت تولى أمانة الحزب الوطني.

وقد يسأل البعض عن مؤهلاتي العلمية وهي كالتالى:

حصلت على ليسانس آداب قسم تاريخ  دبلوم الدراسات الأفريقية، دبلوم في شؤون البيئة، ماجستير في العلوم البيئية، دكتوراة في فلسفة علوم البيئة، ودراسات تخصصية في التنمية البشرية وتنمية الكوادر والإدارة، والتنظيم، وعملت مديرا ومستشارا لبنك الاستثمار، وأستاذا للعلوم السياسية وعلوم البيئة وخطط وبرامج إعداد القيادات.

وأستطيع أن أقول مطمئنا لقد أعطيت عمري كله لقضايا الشباب والعمل السياسي والحزبي.

ولا أعرف إن كنت قد اصبت أو أخطأت، نجحت أو اخفقت، لكن الذي اثق فيه ان توجهي كان دائما لخدمة وطني وشعبي، وعشت مع الجماهير في الشارع السياسي بكل ما له وما عليه، ولا أعرف في الحقيقه هل أفلحت؟!.. مؤكدا أن ثقتي بالله وإيمانى الذي لم يتزعزع لحظة أن الغاية الشريفة لايجب أن تتحقق إلا بوسيلة شريفة، لذلك رفضت مقولة “أن الغاية تبرر الوسيلة”.

ولقد شاركت في جميع أعمال مجلس الشوري، واشتركت في جميع لجانه، كما اشتركت في زيارة عديد من برلمانات العالم فى كل الدول العربية تقريبا، وعددا من الدول الأوربية، والأفريقية والأسيوية، والتقيت مع كثير من قيادات هذه الدول ورؤسائها، وساهمت في كثير من المؤتمرات.

إنها رحلة طويلة مليئة بالعمل، والأمل إلي أن أصبحت زعيما للأغلبيه بمجلس الشوري لما يزيد عن عشر سنوات كانت رحلة للعطاء البناء، في خدمة الوطن، والحمد والشكر لله.

انتظرونا فى الحلقة الأولى من هذه الذكريات:

 

 

الرئيس مبارك والمشير عبد الحليم أبو غزالة

«أفشيت سر المشير عبد الحليم أبو غزالة للرئيس مبارك»

زر الذهاب إلى الأعلى