باحث فى الإسلام السياسى يرسم سيناريوهات النهاية فى معركة الإخوان المتفجرة | خاص

- عمرو فاروق لـ «بيان»: تجهيز محمد البحيرى ليكون بديلا عن إبراهيم منير - عدد كبير من شباب الإخوان سوف يفكر فى تجنب هذا الكيان نتيجة هذه الخلافات

كتب: على طه

يشهد تنظيم الإخوان حالة من الانفجار غير مسبوقة، وذلك على اثر تصعيد المواجهة بين جبهة نائب المرشد إبراهيم منير القابع فى لندن، وإخوان تركيا بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق، واشتعل هذا الصراع بعد إعلان مجموعة تركيا عزل نائب المرشد عبر مجلس شورى مطعون في شرعية قراره، فيما يطالب قسم ثالث في الإخوان من الشباب بأن يتقدم الصفوف، ويطيح بقيادات الجبهتين.

أما المحرك الأول للصراع فهو التنافس على المال والمناصب والنفوذ، بين الجبهتين، وفى الطريق إلى ذروة الخلافات جاء قرار منير بتحويل حسين ومجموعة من القيادات المحسوبين على تياره، إلى التحقيق بتهم فساد إداري ومالي، بعد عزلهم جميعا من مناصبهم.

المستقبل القريب

ماهو المستقبل القريب لهذا الخلاف المتفجر؟!، وما هى مآلات المعركة الناشبة بين الجبهتين؟!.. وأسئلة أخرى يجيب عليها الباحث المتخصص فى الغسلام السياسى عمرو فاروق فى تصريحات خاصة لـ “بيان” قال فيها:

القرارات الأخيرة التى اتخذتها مجموعة إخوان تركيا، تكشف بوضوح أن هذه المجموعة تحاول أن تقضى على الخصم إبراهيم منير من خلال تشكيل جبهة قوية، وتعبئة تنظيمية، تتخذ مجموعة من القرارات، وتتم من خلالها عرقلة شرعية إبراهيم منير، بحيث أنها فى النهاية عندما يحدث توافق من خلال تدخل النشطاء، تأخذ لنفسها بعض المكاسب.

عمرو فاروق
عمرو فاروق

وملاحظاتنا على القرارات الأخيرة (الكلام لفاروق) لمجموعة تركيا هى:

أولا: إن مجلس الشورى المكون من 118 لم يتبقى منه سوى 23 شخصا، وهم يقولون أن المجلس فى اجتماعه الذى صدر عنه القرارات اكتمل بنسبة 75% وأصدر قرار عزل إبراهيم منير بنسبة 85%.

محمد البحيرى

 ومن وجهة نظرى أنه يتم تجهيز محمد البحيرى ليكون بديلا عن إبراهيم منير، خاصة أن البحيرى له ثقل دولى، وله – أيضا – ثقل فى التنظيم الدولى، وهو من المجموعة المحسوبة على محمود حسين، وكان من ضمن المجموعة التى تم التحقيق معها من قبل لجنة تحقيقات محى الدين إبراهيمز

ثانيا: المشهد يؤكد على وجود حالة من الإرتباك داخل التنظيم، والقواعد التنظيمية كفرت بهذه القيادات، وأنا أعتقد أن هذه الإجراءات من شأنها إحداث انشقاق داخل القواعد التنظيمية.

ثالثا: عدد كبير من شباب الإخوان سوف يفكر فى تجنب هذا الكيان نتيجة هذه الخلافات التى ظهرت على السطح نتيجة وسائل الاتصال الحديثة والسوشيال ميديا، وجماعة الإخوان طوال تاريخها مليئة بهذه الصراعات، لكن دائما ما كانت تحسم للأقوى.

طالع المزيد| دراسة: المراجعات الفكريّة للإخوان.. وتاريخ التكفير والتجهيل

منير مازال الأقوى

ورأيىّ أن ابراهيم منير مازال هو الأقوى لأسباب كثيرة، أولها أنه أتى بتأييد من قيادات التنظيم الدولى، وتأييد من مجموعة السجون، بالإضافة إلى سيطرته فعليا على كل المؤسسات التابعة للتنظيم الدولى سواء الإعلامية أو المالية.

وإذا كانت مجموعة محمود حسين تسيطر على منصات المتحدث الرسمى والصفحة الرسمية الموجودة على السوشيال مديا، فإبراهيم منير يسطير فعليا على كل المؤسسات التابعة للتنظيم الدولى التى تصدر من لندن وامريكا وأوروبا مثل مؤسسات المالية والإعلامية والدراسات، التى هى خارج إطار تركيا بشكل عام، وهذا يعزز فكرة انه مازال هو القادر على المواجهة ولديه الكثير من الأدوات التى  يستطيع أن يستخدمها.

مجموعة مفلسة

أما مجموعة محمود حسين فأرى أنها مجموعة مفلسة لأن معظم المنصات التى معها، او القنوات هى تحت يد المخابرات التركية وقطر، وفى ظل التقاربات الأخيرة مع الجانب المصرى، تم رفع الدعم المالى عنها، وهناك ضغوط عليها حتى لا تدخل فى أى مناوشات مع الجانب المصرى، لذلك لا يستطيعوا أن يستخدموها فى الفترة الأخيرة فى إشعال الموقف.

تسريب

وأظن أنه فى المشهد التالى سوف يصدر إبرهيم منير بيانا يرد فيه على هذه الإدعاءات، وربما يصدر هذا البيان موقعا من عدد من القيادات ومؤسسات التنظيم الدولى، لتكون هناك شرعية، ومنح منير الشرعية بالاستمرار فى منصبه، وربما يتم تسريب رسالة من إخوان السجون، وتحديدا من المرشد السابق محمد بديع ومحمود عزت القائم السابق بالأعمال، وتأتى الرسالة بتأييد إبراهيم منير وموقفه،  وواد الخلاف فى تلك المرحلة.

وأرى أن الموقف برمته سوف ينتهى بتدخل مجموعة من الوسطاء، مثل يوسف القرضاوى ومحمد أحمد راشد، ومجموعة التنظيم الدولى لوأد هذا الخلاف، ويدخل الطرفان المتصارعان فى صفقة تبادلية، لتقاسم السلطة فى النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى