عاطف عبد الغنى يكتب: « حيث يلعب العرب واليهود معا »
تذكر أنه فى الشهور والسنوات القليلة الماضية تفجرت فضائح رشى مالية عديدة طالت مسئولى الاتحاد الدولى لكرة القدم “فيفا”.. رئيس الاتحاد الأسبق جواو هافيلانج أجبر على التخلى عن منصبه عام 2013 بعد ثبوت تلقيه رشوة دفعتها شركة (ISL)، لتحصل على حقوق تسويق بث مباريات كأس العالم في عقد التسعينيات، ومن بعده جاء جوزيف بلاتر، الرئيس الأكثر فسادا فى تاريخ “فيفا” وأشهر وقائع فساده منح فيها روسيا شرف تنظيم مونديال كأس العالم عام 2018 مقابل رشوة مالية ومن بعدها منح إمارة خليجية شرف تنظيم مونديال 2022، مقابل 880 مليون دولار أمريكى، وذلك قبل أن يجبر على الاستقالة من منصبه.. وهكذا تدار “فيفا”.
والرشوة تقدمها حكومات دول، لكن حكومة إسرائيل لا تدفع أموال، وينوب عنها مليارديرات اليهود المنتشرون فى الغرب، والمسيطرون فى أمريكا خاصة، ليس فقط على عصب الاقتصاد، ولكن على دوائر صنع القرار أيضا.
وعلى الخلفية السابقة ننتقل إلى التالى الأهم:
سيلفان آدامز رجل أعمال إسرائيلي كندي، ظهر فى مشهد واحد مع رئيس اتحاد “فيفا” الحالى المدعو جياني إنفانينو، وهو أيضا رجل أعمال سويسري – إيطالي، التقيا الأخيران في القدس المحتلة فى زيارة مرتبة لما تسميه إسرائيل “متحف التسامح”.. ولاحظ ان المتحف فى القدس، ويدعو للتسامح، وأنه غير بعيد عنه، خارج جدرانه، يمارس جنود جيش الكيان قتل النساء والأطفال الفلسطينيين، ومنع الجميع دون عمر الأربعين من أداء شعائرهم الدينية فى المسجد الأقصى، واغتصاب البيوت والأراضى، وتشجيع المستوطنين على ارتكاب كل الجرائم التى من شأنها ترويع المقدسيين وإجبارهم على مغادرة بيوتهم وأملاكهم فى القدس، وتهويد المدينة، والإضرار بأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية معا، و… وممارسات أخرى على النقيض تماما من التسامح الذى حبسته إسرائيل فى 4 جدران متحفية تسوقه للعالم الأعمى.
طالع المزيد: عبدالغنى: هكذا واجهت مصر حرب إسرائيل النفسية وحققت المفاجأة الكاملة فى حرب أكتوبر
وخلال زيارة رئيس اتحاد العالم لكرة القدم “فيفا” لإسرائيل قبل أيام، رتب له الإسرائيليون زيارة لمتحفهم عن التسامح المزعوم، وهدف الزيارة أن يطلق من المكان عدد من التصريحات المصكوكة فى تل أبيب، وبالفعل صرّح رئيس “فيفا” من داخل المتحف عدد من التصريحات منها “إن تطبيع إسرائيل علاقاتها مع بعض الدول العربية – ما يعرف باسم “اتفاقيات أبراهام” – من شأنه أن يسمح لها باستضافة كأس العالم لكرة القدم مع جيران عرب”، وأثنى رئيس “فيفا” على المنتخب الإسرائيلي حيث يلعب “العرب واليهود معاً” مشيراً إلى أنه مثال على التعايش الذي يمكن أن تقدمه اللعبة.
ومن جهتنا نسأل: أى تعايش سوف تقدمه الكرة يا أخ ؟!!!!! لكن السؤال الأهم: إلى أين ستأخذنا الاتفاقات التطبيعية الإبراهيمية ؟!.. أقول لكم: إذا سارت الأمور على وتيرتها الحالية، ستأخذنا إلى أن تلعب إسرائيل مع العرب، (بالحقيقة والمجاز) وربما عن قريب يشاهد العالم مباراة فى كرة القدم بين الفريقين فى القدس المحتلة، ويتبادل أفراد الفريقين (22 لاعبا) مشاعر الروح الرياضية وورود المحبة، بينما خارج الاستاد يواصل جنود جيش الكيان تقتيل عرب فلسطين وسلب وطنهم، ويواصل حكامها التخطيط والتنفيذ للمزيد من مخططات السيطرة على العرب على طريقة الحروب الحديثة، والاستيلاء عليهم من بعد.