رشا ضاحى تكتب: رحلة مع أسماء الله الحسنى (22).. الرؤوف
تمضي بنا رحلتنا مع أسماء الله الحسنى ونتحدث اليوم عن اسم الله ( الرؤوف )
هذا الاسم يزيد من تعلّق العبد برحمة الله تعالى وعطفه، ويفتح آفاقاً من الرغبة والرجاء لكل من ابتعد عن الله، وانغمس في الذنوب والمعاصي، فلا ييأس ولا يقنط من رحمة الله الرؤوف الرحيم
وقد ورد هذا الاسم في كتاب الله في عشرة مواضع، كلها مصحوبة بالخير، والفضل، والصلاح .
ومنها قوله عز وجل : ﴿وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾.. (النور: 20 )
والرأفة في حق البشر : هي امتلاء القلب بالرقة.
وهي أشد ما يكون من الرحمة، وقيل : بل هي شدة الرحمة و أرقها وألطفها.
طالع المزيد| رشا ضاحي تكتب: رحلة (١٠) الفتاح
رشا ضاحى تكتب: رحلة مع أسماء الله الحسنى (21).. الحميد
أما المعنى في حق الله عز وجل :
قال ابن جرير: “إنَّ الله بجميع عباده ذو رأفة. والرأفة أعلى معاني الرحمة، وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا، ولبعضهم في الآخرة”.
والرَّؤوف أيضًا هو الذي يخفف عن عباده ، فلا يكلفهم ما يشق عليهم أو يخرج عن وسعهم وطاقتهم.
وقد ورد اسم الرؤوف مقترنا باسم الرحيم في ثمانية مواضع في القرآن الكريم،
والفرق بين الرحمة والرأفة أن الرحمة قد يصاحبها شيء يكرهه الإنسان لمصلحته، أما الرأفة فليس فيها شيء يكرهه الإنسان ، ولذلك يقال لمن أصابه بلاء في الدنيا: لعل الله أراد أن يرحمه بهذا البلاء، ولا شك أن البلاء يكرهه الإنسان، ولكن عاقبته خير لمن صبر واحتسب .
وقد وصف الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رؤوف رحيم، وذلك في قوله تعالى: ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾.
قال ابن عبّاس رضي الله عنهما : “سمّاه المولى باسمين من أسمائه.
وفي الجمع بينهما دلالة على أنّ في كلّ منهما معنى ليس في الآخر على نحو ما ذكره أهل العلم”.
ومما ذكروه أن الرؤوف (هنا): شديد الرحمة، والرحيم: الذي يريد لهم الخير.
وقيل: رؤوف بالطّائعين، ورحيم بالمذنبين.
ومن أثار رأفته جل وعلا بعباده، إنزاله الكتاب على النبي صلى الله عليه وسلم ليخرجنا من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذي يُنَزِّلُ عَلى عَبدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخرِجَكُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُم لَرَءوفٌ رَحيمٌ (الحديد:9 )
ومن رأفته سبحانه وتعالى أن سخر لنا وسائل المواصلات القديمة والحديثة لتيسير حياتنا
قال تعالى : ﴿وَتَحمِلُ أَثقالَكُم إِلى بَلَدٍ لَم تَكونوا بالِغيهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُم لَرَءوفٌ رَحيمٌ﴾ (النحل: 7).
وكذلك من رأفته سبحانه وتعالى أن أرشدنا أن ندعوه باسمه الرؤوف الرحيم
قال تعالى : ﴿وَالَّذينَ جاءوا مِن بَعدِهِم يَقولونَ رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل في قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾ (الحشر: 10 ).
إننا في هذا العالم الذي يسوده العنف والقسوة في أشد الحاجة إلى الرأفة والرحمة حتي نستحق رأفة الله ورحمته جل جلاله
قال النبي صلى الله عليه وسلم (الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى؛ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ).
.. وحتى نلتقي دمتم في رعاية الله وأمنه.