مدير معهد الآباء الدومينيكان بالقاهرة :مكتبة المعهد تضم 20ألف نص عن التراث العربي الإسلامي

جون درويل في حوار خاص لـ"بيان"

المعهد يُدرس الآثار المصرية في ضوء الدراسات الكتابية

الأب “أنطونين جوسان” ومعه ثلاثة رهبان دومينيكان قرروا تكريس حياتهم لدراسة الإسلام في القاهرة

حوار: إسلام فليفل

من مواليد 1971، فرنسي الجنسية والمولد، دخل إلى الرهبنة وهو في سن ٢٢عامًا في فرنسا، وحصل على ماجستير في اللاهوت المسيحى وعلمَ آباء الكنيسة القبطية من الجامعة الكاثوليكية في باريس عام ٢٠٠٢، وانتقل إلى مصر في عام ١٩٩٤، ومنذ حينها وهو يُقيم بالقاهرة، وله في مصر حكايات وحكايات.

جون درويل، مدير معهد الآباء الدومينيكان بالقاهرة، العاشق للغة العربية، وتحديدًا لغة المصريين، والتي أجرت “بيان” معه حوارًا مُمتعًا وكشفت فيه عن الهوية المُميّزة للأب جون درويل.

وإلى نص الحوار

في البداية.. أطلعنا على المعلومات الرئيسية لمدير المعهد الشاب “جون درويل” ؟

جون نيكولا درويل، من مواليد 1971، فرنسي الجنسية والمولد، دخلت إلى الرهبنة وأنا في عامي الـ 22 في فرنسا، حصلت على ماجستير في اللاهوت المسيحى وعَلمتُ آباء الكنيسة القبطية من الجامعة الكاثوليكية في باريس عام ٢٠٠٢، وانتقلت إلى مصر في عام ١٩٩٤، ومنذ حينها وأنا أقيم هُنا.

كيف كانت بدايتك مع حب ودراسة اللغة العربية؟

بدأت في حب ودراسة اللغة العربية في الجامعة الأمريكية، وبعد أن انهيت دراستي، أردت أن أحصل على دكتوراه في اللغة العربية، ولم أكتفِ فقط بما درسته، بل حصلت على ماجستير في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام ٢٠٠٦م، ثم على الدكتوراه في تاريخ النحو العربى عام ٢٠١٢، واستخدم اللغة العربية بشكل عام في حياتي عِند الحديث مع أي شخص، حتى الإعدادات الداخلية للهاتف كلها باللغة العربية، وكل هذا حبًا في اللغة العربية.

من الذي يتحمل مصروفات دراستك وإقامتك في مصر؟

المعهد هو المتحمل لأي مصروفات لأن الرهبان لا يملكون أي أموال خاصة، وعندما نحتاج لأي أموال لأشياء شخصية يتم طلبها من محاسب الدير، وعندما أسافر إلى فرنسا كل عام، المحاسب أيضًا هو من يأتي بالتذكرة ويدفع ثمنها على حساب الدير.

متى تم تعينك مديرًا للمعهد؟

تعينت مديرًا للمعهد بعد أن أنتهيت من دراستي للغة العربية وحصلت على الدكتوراه، وحاليًا أنا باحث في معهد الدراسات الشرقية هُنا بالدير.

وكيف كانت بداية تأسيس المعهد ومن أُمر بها ولأي هدف؟

تم تأسيس دير الدومينيكان على يد الأخ أنطونين جوسان، وكان الهدف آنذاك أن يكون الدير امتدادًا لمدرسة القدس للكتاب المقدس، وذلك لكي تتم دراسة الآثار المصرية في ضوء الدراسات الكتابية، وفي عام ١٩٣٧جاء الأب “أنطونين جوسان” ومعه ثلاثة رهبان دومنيكان قرروا تكريس حياتهم لدراسة الإسلام وكانت القاهرة من وجهة نظرهم مقرًا عظيمًا له.

جامعة الأزهر الشريف مكان ممتاز للثقافة المصرية، وكانت رغبة الرهبان الثلاثة مع دعوة الفاتيكان على محمل الجد لفهم أكثر في الإسلام وتقدير الأبعاد الدينية والروحية، وبدأوا عملهم عقب نهاية الحرب العالمية الثانية في مطلع خمسينيات القرن العشرين، وفي يوم ٧مارس١٩٥٣م، تم تأسيس معهد الدومينيكان للدراسات الشرقية والذي صار اليوم متخصصًا في الدراسات التراثية والإسلامية والعربية.

من أين أتت الرغبة في التواصل مع المسلمين وفهم طبيعة الإسلام؟

هناك رهبنات كثيرة في العالم، وكل رهبنة لها روحانيتها المختلفة، ويهتم نظام رهبنة الدومينيكان بالعلم والدراسة، والحوار بين الأديان والتعليم والفلسفة في جميع أنحاء العالم، وتم تأسيس المعهد بعد طلب من الفاتيكان أن تكون هناك مؤسسة علمية داخل الكنيسة الكاثوليكية تفهم الإسلام عن قرب من خلال مصادره الأساسية، ودراسته بعيدًا عن كونه مشكلة.

ويختلف نوع الدراسات في المعهد الذي تم إنشاؤه في مصر عن أي مؤسسة تابعة للآباء الدومينيكان حول العالم، مما يجعله فريدًا من نوعه، بالطبع هناك مؤسسات أخرى تعمل في مجال مقارب أو مشابه، لكنهم غير تابعين لنا.

وما أبرز الأقسام التي يتكون منها معهد الدومينيكان؟

المعهد يحتوي على عدة أجزاء، أقدمها الكنيسة لإقامة الشعائر يمينًا والمكتبة القديمة يسارًا، في تصميم يشبه الرئتين، ليوضح فكرة العلم والإيمان وترابطهما، وفي المنتصف غرف خاصة برهبان الدير والمقيمين به.

وبسبب صغر حجم المكتبة لم يكن بإستطاعتها تحمل عدد أكبر من الكتب، حتى تم إنشاء مكتبة جديدة اُفتتحت في أكتوبر عام ٢٠٠٢ لتضم الكثير من الكتب، بالإضافة إلى مخزن مجهز بالكامل لتخزين الكتب والحفاظ عليها.

ما أهمية مكتبة المعهد على المستوى العالمي والعربي الإسلامي؟

تضم المكتبة أكثر من ١٥ ألف كتاب وأكثر من ١٨٠٠مجلة تغطي كل المجالات في الدراسات الإسلامية، وتحتوى المكتبة على أكثر من عشرين ألف نَصّ من التراث العربي الإسلامي القديم، فضلًا عن كونها أكبر مكتبة خاصة في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، كما إنها تشمل كُتبًا أجنية وعربية، وما يميز المعهد أيضًا أن الرهبان معظمهم أجانب مسيحيون لهم رؤية معينة ومختلفة في الكتب الموجودة في المكتبة، هُنا تجد كُتبًا عربية وأجنبية وباحثين عرب وباحثين أجانب.

وما الأهمية الأبرز للمعهد عالميًا؟

كمكتبة، هي الأكبر في العالم، وتوجد معاهد مسيحية تحتوي على مكتبات إسلامية في روما، وفي تونس مثل المعهد الكاثوليكي ” رهبان كاثوليك” المتخصص في اللغة العربية، ولكن المعهد صغير جدًا.

وفي المغرب أيضًا لديهم مركز للدراسات الحوارية للدين المسيحي، ويوجد معاهد في باكستان والهند متخصصة في الحوار، لكن معهد الدراسات الشرقية هو الأهم والأكبر في العالم من حيث عدد الكتب والفائدة التي يُقدمها للباحثين.

ما هي الخدمات التي يُقدمها المعهد للباحثين؟

نحاول أن نوفر للباحثين كل السُبل لتسهيل عملية البحث والدراسة، على سبيل المثال مكتب للإستشارات العلمية يُساعد الباحثين على كيفية البدء في دراستهم وكيفية الحصول على المعلومة والبحث في مصادرها المختلفة.

ونتميز أيضًا ببرنامج للفهرسة الخاصة بالمكتبة، كما نوفر أيضًا بيتًا للباحثين يحتوي على غرف مجاورة للمكتبة للإقامة أثناء فترة البحث.

هل هناك تعاون بين المعهد وأي مؤسسة إسلامية أخرى في مصر وعلى أي مستوى؟

نعم، نحن نتعاون مع جامعة الأزهر، مع ثلاثة أقسام من ثلاث كليات مختلفة، مثل القسم الفرنسي لكلية اللغات والترجمة بنين أزهر، وقسم الفرنسي لكلية الدراسات الإنسانية بنات أزهر، ومركز تدريب اللغة الفرنسية التابع لمشيخة الأزهر ذاتها، وأخيرًا، يتم التعامل يوميًا منذ ثلاث سنوات مع معهد المخطوطات العربية من خلال إرسال فريق للعمل داخل المعهد.

زر الذهاب إلى الأعلى