د. محمد ابراهيم بسيوني: 7٪ فقط من 1.2 مليار أفريقى تلقوا لقاح كورونا
كتب: على طه
قال الدكتور محمد إبراهيم بسيونى، أستاذ الطب بجامعة المنيا، إنه لمن المحزن للجميع أن أفريقيا بعيدة كل البعد عن تحقيق هدف الاتحاد الأفريقي ومنظمة الصحة العالمية WHO المتمثل في أن تقوم كل دولة أفريقية بالانتهاء من تطعيم 40٪ من سكانها بشكل كامل ضد كوفيد-19 بحلول نهاية عام 2021، والانتهاء من تطعيم 70٪ من سكانها بشكل كامل بحلول نهاية عام 2022.
فالدول الأفريقية لم تتمكن من استخدام سوى 58٪ فقط من لقاحات كوفيد-19 التي تسلمتها حتى الآن.
وأوضح د. بسيونى فى تصريحات خاصة لـ “بيان” أنه من بين 403 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 وزعت على 54 دولة أفريقية، تم استخدام 59٪ أو 241 مليون جرعة فقط حتى الآن.
وعلى الرغم من أن العديد من الدول الأفريقية تكافح من أجل تسريع حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد مع بدء عمليات تسليم اللقاحات للقارة، إلا أن 7٪ فقط من سكان أفريقيا البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة تم تطعيمهم تطعيماً كاملاً حتى الآن، مقارنة بـ 50٪ على الاقل في باقي قارات العالم والتي بدأ بعضها في تقديم جرعات تنشيطية إضافية للسكان.
طالع المزيد:
-
د. محمد إبراهيم بسيونى: يكشف أسرار تحورات فيروس كوفيد-19 ومصانع التحور
-
د. محمد إبراهيم بسيوني يكتب: الهلع والقلق من «أوميكرون» ليس فى محله
-
الصحة العالمية: متحور أوميكرون سريع الانتشار
وأكد د. بسيونى أن حملات التطعيم ليست أمراً جديداً على أفريقيا، ففي جميع أنحاء إفريقيا، نفذت السلطات لعدة سنوات وبنجاح حملات تلقيح جماعية روتينية ضد أمراض مثل الحصبة مثلاً فلماذا هذا التعثر الآن؟.
صحيح أنه تم تسليم 12٪ فقط من عدد 1.9 مليار جرعة وُعِدت بها البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل اعتبارًا من أوائل نوفمبر الماضى، ولكن من أجل تحسين معدلات التطعيم في إفريقيا، سوف يتطلب الأمر أكثر من مجرد تدفق جرعات لقاح أكثر.
يقول خبراء الصحة الأفارقة (والكلام للدكتور بسيونى) إن هناك عدة اسباب لذلك. فالأمر خليط من الافتقار إلى التنسيق بشأن شحنات اللقاحات وضعف البنية التحتية الصحية والصعوبات اللوجيستية وتردد اللقاحات (الناجم عن عدم الثقة والمعلومات المضللة) كل ذلك يؤدي بالفعل إلى إبطاء جهود التطعيم عند توفر الجرعات.
الجدير بالذكر أن تعاقد الاتحاد الأوروبي (وبالتالي إيطاليا) مع استرازينيكا كان بسعر رخيص جداً (2.15 دولار للجرعة) بينما كان سعر التعاقد مع جنوب أفريقيا أكثر من ضعف الرقم (5.25 دولار للجرعة)، وبلغ سعر التعاقد مع الولايات المتحدة 4 دولار للجرعة.
وكانت استراليا قد أبرمت اتفاقاً مع استرازينيكا وCSL (المصنع الاسترالي الذي يقوم بالتصنيع لصالح استرازينيكا) بقيمة 1.7 مليار دولار استرالي (1.22 مليار دولار امريكي) لتوريد ما يقرب من 85 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19 (تقريباً 14 دولار امريكي للجرعة)، لكن يبدو أن استراليا قبلت بهذه التكلفة المرتفعة كون الصفقة تشمل توريد عدد الجرعات المطلوبة ونقل التكنولوجيا إلى المصنع الأسترالي CSL وهو أمر يستحق الاستثمار بلاشك.
وانتهى د. بسيونى إلى القول إن بعض الدول مثل جنوب أفريقيا عملت في بداية الجائحة على الإسراع بشراء كميات من لقاح استرازينيكا لتطعيم طواقمها الطبية لكنها اكتشفت أن السعر الذي اشترت به (5.25 دولار للجرعة) كان أكثر من ضعف السعر الذي تبيع به الشركة للاتحاد الأوروبي (2.15 دولار للجرعة).