عبد الغنى: أزمة ليبيا الحقيقية ليس فى القوانين والدساتير ولكن فى الإخوان
كتب: على طه
تعليقا على الأسباب التى أدت إلى تأجيل الانتخابات الليبية، التى كان مزمع إطلاق الفعاليات الخاصة بها يوم الجمعة المقبلة الموافق 24 من ديسمبر الجارى، قال عاطف عبد الغنى الكاتب الصحفى رئيس تحرير “بيان” إن أزمة ليبيا الحقيقية، ليس فى القوانين والدساتير المكتوبة والمتعلقة بهذا الاستحقاق الدستورى، ولكن الأزمة فى وجود الميليشيات، وإخوان ليبيا تحديدا الذين لا يريدون للبلاد أن تخرج مما هى فيه الآن.
وأكد عبد الغنى فى مداخلة هاتفية لبرنامج “المشهد” المذاع على قناة النيل للأخبار اليوم الاثنين أن الأزمة فى ليبيا قولا واحد، أزمة أمنية، موضحا أن هذه المشكلة تعطل المسارات الثلاثة (السياسى، والأمنى، والعسكرى) للحل فى ليبيا، وتنعكس هذه المشكلة على المقاربة السياسية، والتوافقات حولها.
وأضاف عبد الغنى أن الميليشيات الموجودة فى ليبيا نوعان، الأول ميليشيا خاصة ترتزق من علاقتها بالوزراء، والسياسيين، والفوضى الموجودة فى ليبيا، والنوع الثانى، هى المليشيات المتطرفة ذات الأيدلوجيات، وبالتحديد هى التابعة للإخوان المسلمين، ولو تابعنا الأحداث فى ليبيا كنا سنعرف أن تهديدات خالد المشرى (رأس الحربة الإخوانى) منذ أسابيع عندما أعلن بأنهم لن يسمحوا بإجراء الانتخابات على هذه الكيفية، وتطورت الأحداث إلى ما وصلنا إليه، من هذا الأفق المسدود أمام الاستحقاق الدستورى الذى كان مزمع إقامته فى 24 من الشهر الجارى.
وضرب الكاتب الصحفى مثلا على تأثير هذه المليشيات على الأحداث وصولا إلى تأجيل الانتخابات نافيا أن تكون الأخطاء القانونية أو الدستورية هى التى تعرقل إقامتها، وقال: “لماذا لم تعلن المفوضية العليا للانتخابات الليبية، القائمة النهائية للمرشحين؟.. وأجاب: أتصور أن المفوضية خضعت للابتزاز من قبل هذه المليشيات والإخوان المسلمين الذين لم يعد أمامهم حل للعودة للمشهد السياسى مرة أخرى، أو تأثير فى الشارع الليبيى، فلجأوا للتهديد باستخدام القوة، تماما مثلما حدث فى مصر إبان ثورة 30 يونيه 2013.
طالع المزيد:
-
عضو المجلس العربي للطاقة يكشف عن استثمار مصر في مجال الغاز (حوار)
-
الإعلامية دعاء عامر: نجحت في تقديم محتوى إنساني.. والحجاب لم يؤثر على عملي كـ «مذيعة»
وعائدا إلى المشهد الليبى أكد عبد الغنى أن المفوضية العليا للانتخابات الليبية، خشية من تنفيذ المليشيات لتهديداتها لم تعلن القائمة النهائية للمرشحين لانتخابات الرئاسة، يضاف إلى ما سبق الأخطاء القانونية والفنية المتعلقة بالعملية الانتخابية، لكن كل هذا المشهد ورائه تهديد الإخوان فى ليبيا، ويضاف إلى ما سبق التدخلات من الخارج.
ألمح عبد الغنى ايضا إلى أن هناك أطرافا خارجية لا تريد للأزمة الليبية أن تنحل، وتعمل على إعادة الإخوان بأى طريق إلى العملية السياسية، مشيرا إلى أن مبعوثة الأمم المتحدة لليبيا ستيفانى وليامز تلعب دورا سلبيا، وقد وضح هذا الدور منذ اجتماعات جنيف التى جرت فى شهر فبراير من العام الحالى لانتخاب رئيس الحكومة الانتقالية، ومجلس رئاسي من أعضاء ثلاثة، وكان من الواضح تدخلها فى تشكيل القوى الوطنية التى مثلت ليبيا فى المباحثات لاختيار المناصب السابقة.
وانتهى عبد الغنى إلى طرح السؤال الأهم وهو لماذا لم يطبق مجلس الأمن العقوبات على المليشيات، وهذا مهم جدا، مؤكدا أنه طالما هذه المليشيات موجودة لن تصل ليبيا إلى الاستقرار المنشود، وخاصة الحل السياسى، وإجراء الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية المنشودة.