د. محمد إبراهيم بسيونى يكتب «شأن عام»: البنى آدم والجحش
منذ 20 عاما – تقريبا – قرأت مقالا للكاتب الكبير الراحل أحمد بهجت، رحمة الله عليه، نشره في عموده اليومى الذى كان يكتبه فى جريدة “الأهرام” تحت عنوان داءم هو : “صندوق الدنيا”.
واعطى الكاتب الكبير لمقاله العنوان التالي “الجحش والبني أدم”.
وما أذكره من المقال هو أنه توقف بسيارته في إشارة مرور في يوم حرارته تقترب من ٥٠ درجة مئوية.
وكان يقف على يمينه عربة قمامة يجرها جحش وحمار، بينما يقف على يساره سيارة فارهة ويجلس رجل خلف عجلة القيادة.
وعندما أضاءت الإشارة باللون الأخضر بدأ الكل في التحرك وأعطى أحمد بهجت إشارة تفيد أنه يريد أن ينحرف يسارا، لكن السيارة التي على اليسار لم تعبأ، وكبست على سيارة أحمد بهجت، فضغط على “الكلاكس” لينبه جاره إلا أن البني أدم الذي يقود تلك السيارة إما لم يسمع أو سمع ولم يهتم.
الشيء المضحك إن الجحش الموجود على اليمين عندما سمع صوت “الكلاكس” رفع رأسه ونظر لأحمد بهجت وكأنه يقول له “عاوز إيه مني … أنا بعيد عنك بمسافة”؟!.
فقال أحمد بهجت للجحش “لا مؤاخذة … أنا لا أقصدك وإنما أقصد البني أدم الذي يقود سيارته على يساري”. الجحش ضحك أو هكذا تخيل أحمد بهجت.
عاد البني أدم الذي علي اليسار ينحرف بسيارته أكثر ناحية سيارة احمد بهجت، فأطلق “الكلاكس” مرة أخرى، فرفع الجحش رأسه مرة أخرى وكأنه يحتج قائلا “فيه إيه تاني؟؟!”
يقول بهجت إن الجحش لم ينطقها بالطبع وإنما عبر بنظرات عينيه ثم أطلق تنهيقة سريعة وكأنه يعبر عن رأيه السيارات والمرور والبشر عموما.. وطبعا هو رأي غير طيب بالمرة.
أخيرا انحرفت السيارة نحو اليمين وتجاوزت سيارة أحمد بهجت وتركته مندهشا يفكر كيف فهم الجحش إشارته وأفسح له الطريق، بينما البني آدم لم يفهمها أو لم يعبأ بها (!!).
وأنهى الكاتب المقال بقوله: “يقال إن الحمير غبية، ولكن كيف وهى تسير في الطريق أفضل من البني آدم ؟!”.
اقرأ ايضا للكاتب: