ضد المهاجرين العرب والمسلمين.. هل تصبح ميلوني أول رئيس وزراء فى تاريخ إيطاليا؟!
رسالة روما: إكرامي هاشم
تستعد إيطاليا لخوض الإنتخابات العامة في البلاد في شهر سبتمبر المقبل لانتخاب أعضاء البرلمان و الذي من خلاله سيتم اختيار إسم رئيس الوزراء الجديد و أعضاء حكومته في مشهد أصبح متكررا علي الأقل كل عامين في إيطاليا حيث تعتبر إيطاليا من أكثر الدول تغييرا للحكومات.
ويعتبر النظام السياسي الإيطالي من أعقد النظم السياسية في العالم فهو نظام سياسي متشعب يندرج تحت ما يسمي الجمهورية البرلمانية و هو نظام يضع السلطة في يد الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان و من ثم تتشكل السلطة التنفيذية الممثلة في رئيس الوزراء من خلال أكثر الأحزاب الحاصلة علي مقاعد برلمانية، وتكون سلطة رئيس الدولة محدودة وبذلك تكون البلاد عرضة للتغييرات المستمرة علي حسب الاهداف السياسية للسياسيين وتوجهات الأحزاب.
وقد شهدت إيطاليا منذ إعلان الجمهورية حتي الآن ٦٨ حكومة خلال ٧١ عاما، بمعدل حكومة كل 14 شهر.
وتأتي الإنتخابات القادمة علي أثر إستقالة رئيس الوزراء الحالي ماريو دراجي و حكومته، بعد فشله في نيل التصويت بالثقة من أعضاء البرلمان الإيطالي علي حكومته بعد خلاف سياسي مع حزب حركة الخمس نجوم الذي يتزعمه جوزيبي كونتي رئيس الوزراء السابق بعد إعتراض الأخير علي السياسة المالية لحكومة دراجي، ليعلن بعدها الخير إستقالة حكومته الأمر الذي دعا رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا للدعوة إلي إنتخابات مبكرة.
وتأتي الانتخابات المقبلة وسط مخاوف أوروبية من صعود تيار اليمين المتطرف ونجاحه في حصد أصوات الناخبين الإيطاليين في ظل تفكك تيار اليسار و فشله في تكوين تحالف قوي لدخول السباق الإنتخابي.
علي الجانب الأخر نجح تيار اليمين في التوحد في قائمة واحدة ضمت أبرز الأحزاب اليمينية وأكثرها تأثيرا علي الساحة السياسية الإيطالية و هى الأحزاب الثلاثة الرئيسية: حزب “فورسا إيطاليا” الذي يتزعمه عجوز السياسة الإيطالية المخضرم سليفيو بيرلسكوني و الذي يمثل يمين الوسط و حزب “رابطة الشمال” والذي يتزعمه المحامي ووزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني و الذي يمثل حزبه اليمين المتطرف و حزب “أخوه إيطاليا” والذي تتزعمه جورجيا ميلوني الصحفية و الكاتبة و التي شغلت منصب وزيرة الشباب من قبل و التي يمثل حزبها الفاشية الجديدة في إيطاليا و الملقبة بخليفة موسوليني.
وكانت المفاجاه المدوية في إستطلاعات الرأي التي أجريت هذا الأسبوع والتي أظهرت تقدم كاسح لحزب جورجيا ميلوني وميل الناخبين الإيطاليين نحو اليمين المتطرف و الذي بات يلعب علي أوتار مشاكل المهاجرين و الهجرة مستغلا فشل الحكومات اليسارية في التصدي لها.
في الوقت نفسه أثار تقدم حزب جورجيا ميلوني مخاوف المهاجرين في إيطاليا و لاسيما المهاجرين العرب و المسلمين حيث تعرف ميلوني بعدائها المعلن للعرب و التواجد الإسلامي في إيطاليا.
والخشية حال فوز تحالف أحزاب اليمين أن تسن قوانين تمييزية، ويتم التضييق علي دور العبادة و الثقافة العربية و الإسلامية في إيطاليا.
وتقدم حزب ميلوني يعنى أنه من المحتمل أن يشكل الحكومة القادمة برئاستها زعيمته جورجيا ميلوني و التي إن حدث ستكون أول أمرأة تتقلد منصب رئيسة الوزراء في إيطاليا في تاريخها
فهل تشهد إيطاليا بالفعل مولد أول رئيسة للوزراء في تاريخها أم سيكون للصناديق رأيا آخر ؟!.