علي طريقة فيلم العتبة الخضراء.. يبيعون جنسية و أراضي دولة غير موجودة
رسالة روما: إكرامي هاشم
لا يتواني النصابون حول العالم في ابتكار الحيل و الطرق الجديدة من أجل الايقاع بضحاياهم و تحقيق مكسب مادي مستغلين إما سذاجة الضحية أو جهلها أو طمعها.
وفي الأيام الأخيرة تم الكشف في إيطاليا و تحديدا في مقاطعة كاتانزارو عن أغرب و أكبر عملية نصب تمت في العشر سنوات الأخيرة في إيطاليا الجناة فيها حوالي 30 شخصا من بينهم شخصيات أمنية سابقة، يتزعمهم جنرال سابق في الشرطة المالية الإيطالية قاموا بإقناع ضحاياهم الذين وصلوا لأكثر من 700 شخص من مختلف أنحاء إيطاليا بالحصول علي جنسية دولة أسموها ( الدولة الثيوقراطية ).
وحسب المعلومات التي أخبروا بها ضحاياهم عن تلك الدولة المزعومة أنها تقع في قارة أنتاركتيا الموجودة فى أقصى جنوب الكرة الارضية، في المحيط المتجمد الجنوبي و لأجل زيادة إقناع الضحايا قام المحتالون بإنشاء مقر لتلك الدولة مدعين أنه مقر لسفارتها و قاموا بتزوير جوازات سفر تحمل اسم الدولة المزعومة و منح جنسيتها للراغبين مقابل مبلغ ١٢٠٠ يورو.
ووصلت عملية الاحتيال إلي حد إصدار رخص قيادة أيضا لنفس الدولة و إغراء الضحايا بأنهم سيكونون أوائل المستعمرين والمستثمرين في الدولة الجديدة و من ثم سوف يتمتعون بمميزات لن تتاح لغيرهم فيما بعد و من تلك المميزات التي أوهموا بها الضحايا الإعفاء من الضرائب حتي داخل إيطاليا.
الغريب أنه علي الرغم من الثورة التكنولوجية و المعلوماتية التي يعيشها العالم الآن إلا أنه ما زال هناك من يقعون ضحية لعمليات النصب و الاحتيال و التضليل.
طالع المزيد:
-
فى مناسبة مرور عام علي حكم طالبان.. المعارضة الأفغانية تجتمع فى روما | صور
-
بأنغام واستعراضات فرقة رضا.. الأكاديمية المصرية للفنون بروما تختتم الموسم الثقافي | صور
ومما سهل عملية النصب أن هناك بالفعل معاهدة تم التوقيع عليها بخصوص قارة أنتاركتيا، عام 1959 من قبل 12 دولة والتي بموجبها تنظم العلاقات و المصالح الدولية المتعلقة بالقارة و بحسب بنود تلك المعاهدة تعتبر قارة أنتاركتيا محمية علمية يحق لكل الدول إجراء الأبحاث العلمية فيها و تحظر المعاهدة أي إستخدامات أو أنشطة عسكرية أو إجراء أي تجارب ذو طبيعة عسكرية أو محاولات لاستخراج المعادن و التنقيب في القارة.
وفي البداية وقع على معاهدة قارة أنتاركتيا 12 دولة ودخلت حيز التنفيذ عام 1961، والموقعون من الدول التي كانت مشتركة في مشروع (السنة الجيوفيزيائية الدولية 1957 – 1958) وكان لها مصالح كبيرة في القارة القطبية الجنوبية في ذلك الوقت، وتطالب بملكية حصة من القارة وهي (الأرجنتين وأستراليا وبلجيكا وشيلي وفرنسا واليابان ونيوزيلندا والنرويج وجنوب إفريقيا والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة).
وتعهدت هذه الدول بالالتزام ببنود المعاهدة من أجل السماح بإقامة الأبحاث العلمية التي تعود بالفائدة على الجميع