عبد الغني: القدس ليست شأنا فلسطينيا فقط ولكن عربى إسلامى ومسيحى | فيديو
كتبت: شيماء وائل
خلال الساعات القليلة الماضية أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت وسط مدينة جنين، بالضفة الغربية، وداهمت عدة مبان، ونشرت قناصتها على أسطحها؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات، أطلق خلالها جنود الاحتلال الإسرائيلى الرصاص الحى، ما أدى إلى إصابة أربعة فلسطينيين، واستشهد شاب منهم متأثراً بإصابته في الرقبة.
جاء هذا فى تصعيد إجرامى جديد لقوات الاحتلال الإسرائيلى، لترتفع حصيلة الشهداء الفلسطنيين خلال العام الحالى إلى 175 شهيدا، منهم 124 فى الضفة الغربية، و 51 فى قطاع غزة.
كما يواصل المستوطنون وأتباع اليمين الدينى اليهودى المتطرف اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى، بشكل تجاوز الاستفزازات إلى محاولة إقرار أمر واقع ينتهك المقدسات الإسلامية فى القدس، وباقى الأراضى الفلسطنية المحتلة.
وفى هذا الصدد أكد الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني أن التصعيد الإسرائيلي في جنين والقدس والاستخدام المفرط للقوة، وجرائم الإعدامات الميدانية المتصاعدة، وهدم المنازل والمنشآت، والسلوك الذى تمارسه قوة الجيش الإسرائيلي، في تحديها لإرادة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية والقوانين والمواثيق الدولية، تستهدف إسرائيل من ورائه فرض أمر واقع، وفرض الأفكار التلمودية التوراتية التي اتسعت مساحتها فيما يخص القدس، للوصول إلى الهدف النهائي، وهو التهويد الكامل للمدينة، وطرد العرب والمسلمين منها، بشكل أخير ونهائى لإقرار الأمر بأن تصبح القدس عاصمة للدولة اليهودية المزعومة.
وأضاف عبد الغنى فى مداخلة لبرنامج “النيل مباشر” المذاع على قناة النيل للأخبار، من تقديم الإعلامى محمد بشير؛ أن مسألة تهويد القدس هو الموضوع الذى يحوز على اهتمام الساسة الإسرائليين، مع اقتراب انتخابات البرلمان الإسرائيلى (الكنيست).
طالع المزيد:
-
عاطف عبد الغنى يكتب: «القاهرة السينمائى» يكرّم عبقرى الدراما الصهيونية
-
عاطف عبد الغنى يكتب: نزيف العراق لم يتوقف
-
عبد الغنى يجيب عن سؤال: متى ينتهى الصراع فى العراق؟! | شاهد
وفى الرد على سؤال: هل الحكومة الإسرائيلية الحالية حكومة هشة وتقوم بهذه الإجراءات ضد الشعب الفلسطينى على الأراضى الفلسطنية، كموضوع للمتاجرة به فى الانتخابات القادمة ؟.
أوضح عبد الغنى أنه ليس فقط موضوع حكومة هشة ولكن الموضوع فى حد ذاته (القدس ) أصبح موضوعا مركزيا في فكر الصهيونية الدينية، اليهودية، هذا الفكر الذي تحول من مجرد إنشاء كيان سياسي أو دولة قومية إلى إنشاء كيان قومي ديني، مؤكدا أن الفكرة التلمودية بأن تصبح القدس عاصمة أبدية للدولة اليهودية العنصرية المزمع إنشاءها، أصبحت مركزية فى الفكر الصهيونى اليهودى.
ولفت عبد الغني أن ما يقارب من 60% من الجمهور الاسرائيلي يقبل بهذه الفكرة ويدفع بها، وبالتالي هم يمثلون كتل انتخابية كبيرة جدا.
وفى الإجابة على سؤال هل معنى ذلك تحويل إسرائيل من دولة علمانية إلى دولة دينية ؟!.
أجاب عبد الغنى أن إسرائيل قامت بالأساس على الترويج لهذه الأفكار، موضحا أن الذى أنشأ إسرائيل علمانيون بامتياز، ولا دينيين، لكنهم استغلوا أرث تاريخى، وأفكار من تاريخهم، موضحا أنهم دائما يجمعون اليهود حول أفكار دينية ومنها فكرة العودة إلى صهيون، وهذه الفكرة قديمة جدا منذ أيام سبيهم البابلى وعودتهم من بابل (العراق)، وجاء الصهاينة فى العصر الحديث فى القرن الـ 19 الذين روجوا لإنشاء الدولة الإسرائيلية، أو وطن قومى لليهود استغلوا هذه الفكرة بامتياز (فكرة العودة إلى صهيون)، والآن يأتى وقت استكمال هذه الأفكار الأسطورية التلمودية حول إنشاء المعبد الثالث، وإنشاء الدولة اليهودية العنصرية التى لا تقبل بعنصر أخر غير اليهود.
منوهاً أن اليهودية على هذا الأساس جنسية قبل أن تكون ديانة، حيث تأتي كفكرة دينية في المقام الثاني بالنسبة لليهود والسياسيين على مستوى العالم.
وإذا كان هدف الاحتلال الإسرائيلى من التصعيد، والإجرام هو تغييب البديل من الحلول السياسية للصراع، واستبدالها بالمعالجات العسكرية والعدوان الذى تقوم فيه إسرائيل من قتل واستباحة للدم الفلسطينى على الأراضى الفلسطينية.. كيف نواجه هذا التسويف الإسرائيلى والمغالطات، ونضع له حدا؟.. كان هذا سؤال من مقدم الحلقة، وأجاب عبد الغنى بالتالى:
فيما يخص التسويف الإسرائيلي فهو يتعلق بأمرين، أمر يخصنا كعرب، وفلسطينيين، وأمر يخص العالم .
الأمر الذي يخصنا هو أننا كعرب، وفلسطنيين لابد أن نوحد مواقفنا، وفى هذا الشأن دعنى أقول إنه كان هناك اجتماعا منذ فترة قريبة في الجزائر؛ للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وخرج بيان من اجتماع الجزائر يدعو للمصالحة، ويعتبر هذا بداية جيدة لمصالحة يمكن أن نبنى على أساسه، والبناء على مخرجات هذا المؤتمر.
واستكمل قائلا: على العرب تصعيد هذا الشأن في هذا الوقت إعلاميا من أجل الحقوق الفلسطينية واستغلال الموقف الدولي المتعاطف في السنوات الأخيرة بشكل نسبي مع القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق أوضح الكاتب الصحفى أن هناك الكثير من الأصوات الداعمة والمتعاطفة بشكل ملحوظ في الدخل الأمريكي، وخاصة في صفوف الحزب الديمقراطي، سواء السياسيين المنخرطين فى الحزب، أو المؤيدين له،حيث ما يقرب من 25% من الديمقراطيين متعاطفة مع الحقوق الفلسطينية وهذا تحول خطير لا بد من أن نبني عليه سياستنا.
وأضاف أن قرار عودة الحكومة الأسترالية بالتراجع عن قرارها السابق بالاعتراف أن القدس عاصمة لإسرائيل، هذا أيضا مهم جدا يمكن البناء عليه، ونستغله، موجها بضرورة المناداة بإقرار الشرعية الدولية في هذا الأمر.
وشدد عبد الغنى على أهمية خطوة الاتفاق التي تمت بين الفصائل الفلسطينية في الجزائر، مؤكدا أنها تعتبر خطوة ايجابية لخدمة القضية الفلسطينية والضغط على الأمم المتحدة في تطبيق القوانين الدولية على الحكومة الإسرائيلية وان لم تحدث هذه المصالحة فستنتهي القضية الفلسطينية.
وانتهى عبد الغنى بالتأكيد على أكد أن مسألة القدس تحديدا ليست شأن فلسطيني فقط، فالقدس لا تعني الفلسطينيين وحدهم، مشيراً أن الفلسطينيين لا يستطيعوا اتخاذ قرار بمفردهم بشأن هذه القضية؛ لكونها قضية عربية إسلامية، ومسيحية أيضا.