د. إيمان عبدالله لـ «بيان» : كيف نعلم الطفل ضبط مشاعره
كتبت: أسماء خليل
الطفل بطبيعته لديه قصور فكري بحكم عدم اكتمال نموه العقلي، وبالتالي لن يستطيع ضبط مشاعره وحذو السلوك الأمثل تجاه المواقف الحياتية المُختلفة.
وإذا كان العالم باستطاعته معاملة الطفل ارتكازًا على خلفية البراءة التي تحملها نفسه فلا بأس، ولكنه يتعامل معه على أنه شخصًا كبيرًا سويًّا.
وبشكل يومي يتعامل الطفل مع أُناس مُختلفي الأطوار والتربية، فكيف يسيطرون على مشاعرهم ويضبطونها تجاههم؟!.
إن الطفل لا يعرف هل مَن يتعامل معه حزينا أو مهموما في تلك اللحظة، بل إنه يريد التحدث والتعبير عما بداخله مهما كان الأمر ومهما كانت العواقب، إنهم لا يعرفون فكيف يسيرون على الطرق التربوية الصحيحة،،
المرونة الفكرية
وفي هذا الصدد، تستهل دكتورة “إيمان عبدالله”، أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى حديثها ل“بيان”، بسؤال للآباء هل أولادنا لديهم فهم للمشاعر الخاصة بهم ومشاعر الآخرين؟!..وتؤكد أنه لابد علينا محاولة إيضاح للطفل أن الآخر ليس آلة مثل التلفاز والهاتف، إنه روح له مشاعر.. ربما يكون حزينَا في بعض المرات التي تحكي له أنت وتريده أن يتهلل في وجهك، فأول خطوة أن نعلم الطفل “المرونة الفكرية”، كأن يضع نفسه مكان الآخر وبديلًا له، بذلك نجعله إنسانًا متعاطفًا، يستطيع السيطرة على مشاعره ولا ينجرف حولها، لأنك علمته كيف يكون مكان الآخر..
طالع المزيد:
تستكمل أستاذ علم النفس، بأن الأم أو القائم على العملية التربوية عليه توضيح للطفل، كيف أن بني البشر ليسوا دُمى متحركة، فتحاول بشكل مُبسط شرح له أن هذا الوجه يعني أن من أمامك غاضبًا فخفف من أسألتك له وتحاورك الضاغط عليه، وذلك الوجه – وتذكره ببعض المواقف مع أبيه مثلَا – يعني أنه كان حزينًا ربما مهمومًا من عمله، فعليك ألا تخاطبه إلا بما هو جيد..
إيجابية العلاقات
تُشير د. إيمان، إلى أن الطفل حين توجيهه بذلك الشكل، تجعله يحافظ على إيجابية العلاقات، والمساحة بينه و من حوله، والبعد عن الجفاف العاطفي، فبشكل دائم لابد أن يعطي الآباء الأبناء المشاعر الطيبة التي تجعل لديهم حصيلة عاطفية يستطيعون التحكم فيها وقتما يشاؤون، لابد أن يستطيع الطفل التعبير عن نفسه بمنحه مساحة جيدة ليقل ما يشاء دون نهره أو توبيخه وجعله يفهم نفسه ومن حوله فلن يكون مُنقادًا إلى أي أفكار سلبية أو أشخاص غير جيدين مسيطرين، وقد اكتسب ذاك من خلال سيطرته على مشاعره، لأن الفهم الجيد يقوده إلى معرفة ما يدور داخل مشاعر الآخر وبالتالي يفهم من حوله..
دائرة فهم الآخر
تقول خبيرة الإرشاد الأسرى، إن التشجيع والاستقلالية وإشباع الحاجات وفهم أن الآخر له احتياجات أيضا، أهم الخطوات العملية لجعل الطفل يضبط مشاعره ويحس بالآخر، ومن أهم الخطوات التي تجعل الطفل يضبط مشاعره، هي إشراكهِ في حل المشكلات العائلية، فتحاول الأم سرد مشكلة لأخيه أمامه وإشراكه في إيجاد خطوات لحلها، أو مشكلة للأب في العمل، من هنا سيدخل الطفل دائرة فهم الآخر كما سيشعر بقيمته..وتُردف بأن هناك أهمية بالغة لجعل الطفل يعبر عن أحزانه بالدموع، فلا تمنعيه كأم من ذلك؛ بحجة أنه أصبح رجلًا، هنا ستكبتين مشاعره ولا تجعلينه يشعر بالآخر حينما يبكي، وكأن الرسالة الصادرة من العالم له : أن كل الأشخاص أقوياء وليس هناك أوقات للضعف فلا داعي لضبط مشاعرك فكل الأحاسيس سواء، وبذلك لن يكون الطفل متعاطفًا أبدًا..
وتوضح د. إيمان قائلة، أنه باتباع تلك التوصيات يستطيع الطفل ضبط مشاعره تجاه الآخر، إذ لابد للطفل معرفة أن الشخص السوي يفرح ويبكي ويبتهج ويحزن، ولديه الكثير الذي لا يعبر عنه ولكن على من أمامه قراءته ومراعاة مشاعره، فسيطرة الطفل على مشاعره في تلك الفترة العمرية من الطفولة، ستجعله في المستقبل مراهقًا سويًّا من الناحية العاطفية والفكرية ويسيطر على انفعالاته، ولا يرتكب جريمة قتل لأي سبب تافه، أو يطلق زوجته ويفكك أسرته لأسباب واهية فيفقد كل ما أنجزه بحياته في لحظة غضب.