القاهرة سحرت فنان إيطالى فراح ينثر الورود على مبانيها.. شاهد لوحاته
كتب: عاطف عبد الغنى
جاء الفنان التشكيلى الإيطالي كارمينه كارتولانو، إلى مصر منذ أكثر من 20 عامًا، لم يكن ينوي أبدًا البقاء، ولكنه لم يستطع المغادرة، بعد أن فتنته مصر، وانجذب إليها، وفيها.
أيضا لم يكن كارتولانو ينوي أن يصبح فنانًا للوسائط المتعددة، ولكن كان القدر رأى أخر، بعد أن أيقظت الطبيعة الحيوية لمصر شيئًا ما فيه.
وفى مقابلة صحفية للفنان الإيطالى، فى صحيفة “جرازيا GRAZIA قال كارتولانو: “في البداية ، في السنوات الست الأولى ، كنت أخطط دائمًا للمغادرة”. “لكن مصر جذابة للغاية، لدرجة أنك لا تعرف أن تغادرها”.
وأضاف: “أقول دائمًا أن هناك نوعًا من السحر في مصر “.
طالع المزيد:
-
أول فنان عربى يحصل عليها: حيثيات فوز محمد عبلة علي وسام جوتة
-
نشوى مصطفى للأجيال الجديدة: «ركزوا على التريند وانسوا كلامنا العبيط»
وواصل الفنان الذي يستخدم الجواهر المعمارية في القاهرة كخامة فنية تجسد الأمل: “أنا أنثر الزهور”.
جاء كارتولانو في البداية إلى القاهرة للانغماس في دراسة اللغة العربية، وقام بترجمة عدد من الأعمال، وتأليف كتابين باللغة العربية، ورسم لنفسه أحلاما كثيرة لمستقبل يأمل أن يراه في المدينة الكبرى وعلى جدران مبانيها.
أحد مشاريعه الأخيرة، نثر الزهور على مبانى القاهرة التاريخية، كما يرها الفنان وينفذها من خلال “الفوتوشوب” ليخلّد رؤى القاهرة التي يتوق لرؤيتها؛ مدينة مليئة بالألوان وصفوف من الزهور تزين واجهات المباني ، التى يعود تاريخ العديد منها إلى القرن التاسع عشر.
وبهدف تشجيع حركة عالمية مستدامة داخل المدينة، انتشرت الزهور – والتي تم تصميمها في أغسطس من عام 2020 – خلال فترة عزل “كورونا”.
وفي هذه السلسلة، صوَّر الفنان مباني اختارها من وسط مدينة القاهرة الخديوية، أقيمت بروح باريس في القرن التاسع عشر، بأزهار تعج بكوكتيل من الألوان التي تذكرنا بالربيع في إزهاره الكامل.
وللوهلة الأولى ، تبدو الصور وكأنها حقيقة لمباني القاهرة ، لكن كارتولانو يؤكد: “أردت أن أقول ، هذه الصور تمت معالجتها بـ “الفوتوشوب”، إنها ليست حقيقية ولكن يمكن أن نفعل ذلك، ويمكننا تحقيقه”.
ليس هذا هو المشروع الأول الذي يستخدم فيه المواطن الإيطالي مباني القاهرة كلوحة فنية لفنه.
وألهم فن “الجرافيتي”، الذي حظي فى مصر باهتمام قومي، فنان الوسائط المتعددة “فوتوشوب” ليستدعى مشاهير ونجوم من العصر الذهبي للسينما والذي امتد خلال الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وكان يُعتبر، في ذلك الوقت، قوة إبداعية لا يستهان بها في الشرق الأوسط، ويرسمهم على واجهات المباني الشهيرة في جميع أنحاء المدينة.
استدعى على سبيل المثال سعاد حسني، وعمر الشريف، وفاتن حمامة، وكلهم من النجوم المحبوبين من الجميع فى مصر.
وقال الفنان إيطالى الجنسية: ” بالنسبة للمشاهير كنت أفكر مؤخرًا في وسائل التواصل الاجتماعي، ولقد تابعت أحمد مكي، على سبيل المثال، وسوف أعرف كل شيء عنه، أين يأكل ، وأين ينام ، وما إلى ذلك. يصبحون أكثر إنسانية ، أقرب إلينا.
والفن بالنسبة لـ كارتولانو، أكثر من مجرد بيان أو توق لإحياء العناصر المصرية الجوهرية التي صنعت واستمرت في جعل المدينة حية فى شكل من أشكال السحر، ولكن كما يقول: “الفن وسيلة للبقاء”.
وأجاب كارتولانو عن سؤال حول قوة الفن في عالم كان مثقلًا بالقلق والتعب والألم أثناء وباء كورونا، وبدون جمال وبدون ألوان.، فقال: “الزهور التي نشرتها صُنعت في المراحل الأولى من الجائحة”.
وأضاف: “ليس من قبيل المصادفة أن المشهد الفني استمر في الازدهار خلال واحدة من أكثر السنوات اضطرابًا في التاريخ الحديث”.
وببلاغة أضاف: “الناس منغلقون جدًا لدرجة أنهم بحاجة إلى مخرج ، والفن، والألوان، هي المخرج”.