بعد صعود معسكر الفاشية الدينية فى إسرائيل.. خبيران يحذران من تفجر الأوضاع
كتبت: شيماء وائل
قال إسلام كمال الخبير في الشئون الاسرائيلية بعد نتيجة الانتخابات الإسرائيلية التي تعطي اليمين المتطرف بكل أنواعه الأسبقية الكبيرة في الكنيست، إن المفاجأة في هذه الانتخابات تكمن في أنها تكشف تحول اسرائيل صراحة إلى هوية الدولة الفاشية رغم ترويجاتهم المغالطة، فالفائز الحقيقي هو معسكر الفاشية الدينية الصهيونية بقيادة بتسلئيل سموطرتيش وإيتمار بن جفير، مؤكداً أن هذه الأسماء ستتردد على أسماعنا كثيراً الفترة القادمة لأنها تقلق العالم والدول العربية بمخططاتها الفاشية الصهيونية.
وأضاف “كمال” خلال نقاش عبر الهاتف على قناة “MedI 1 TV” المغربية في برنامج “موضوع اليوم” أن من مخططاتهم الخطيرة إقامة معبد يهودي داخل الأقصى حيث قاد مسيرات المستوطنين المقتحمين للأقصي، وسط هتافات الموت للعرب، وكل هذه المخططات المتطرفة ستشعل المنطقة أكثر وأكثر خلال الفترة القليلة المقبلة، ويمثل حزب الصهيونية الدينية بالتحالف بين بن جفير و سموطرتيش القوة الثالثة في المشهد السياسي الإسرائيلي، ب١٤ مقعدا في دورة الكنيست الـ 25 القادمة، ويريد أن يكون بن جفير وزير الأمن الداخلي، وسموطرتيش وزير العدل أو الداخلية أو الدفاع .
طلال عتريسى
وباتصال عبر سكايب مع طلال عتريسي الباحث في القضايا الاستراتيجية، أوضح أن التيار الديني الصهيوني لا يؤمن بأي تسويات ولا مفاوضات أو تعايش مع الفلسطينيين ولا بأي قرارات دولية، مشيرا إلى وجود أطروحة قوية عند هذه التيارات باليهودية الكاملة لدولة اسرائيل وبعدم القبول حل دولتين أو ما شابه ذلك.
وأوضح عتريسى أن المجتمع الإسرائيلي ينتخب قوى (سياسية، دينية، عقائدية) ستقود العملية السياسية في المرحلة المقبلة، وهذا يعني أن الكيان نفسه سيواجه مشكلة مع هذه المجموعات ومع المطالب التى طرحتها قبل الانتخابات وتريد أن تحققها بعد الانتخابات.
وبطرح سؤال هل تغادر إسرائيل مسألة الأزمة السياسية الداخلية نحو إطار أزمة إقليمي ؟
إسلام كمال
أجاب إسلام كمال أنه كان هناك انتخابات إسرائيلية كل 7 أشهر تقريباً على مدار الأربع سنوات الفائتة، والناخب الإسرائيلي مل من ذهابه إلى صناديق الاقتراع كل فترة، وحسم أمره بالاحتماء بالقوي الصهيونية الدينية حتى لا يذهب مرة قريبة للصناديق، مشيراً إلى أنه بتحقيق شاس 12 مقعدا فهو رقم قياسي لم يتحقق منذ 23 عام، يعنى مدى تطرف الناخب الإسرائيلي، والقوة التصويتية الطبيعية لليكود، هي 32، لكن صعود الصهيونية الدينية نحو 14 مقعد هو الأمر المفاجئ، ويؤكد أن هناك تحرك للهوية الإسرائيلية الفاشية من الأجيال الجديدة وبالأخص ميولهم للصهيونية الدينية؛ رفضاً لأي نوع من السلام.
وأضاف كمال أننا سنشهد توتراً في المنطقة وأعتقد أن نتنياهو ليس كما هو سابقا ولكنه الآن ملاحق قضائيا وليست القوة الرقمية لديه ،وبالتالي لن تكون له السيطرة القوية على الباقين من حلفائه اليمنيين المتطرفين، لافتاً أن الحديث الآن يدور حول أن بن جفير هو وريث نتنياهو، وأن يكون وريث نتنياهو بهذه الهوية الصهيونية الفاشية اعتقد (والكلام لكمال) أننا نتجه إلى حالة خطيرة علينا أن نترقبها جميعاً في المنطقة.
طلال عتريسي
وعن وجود تباينات يمكنها أن توصف بأنها جوهرية فيما يتصل برؤية التشكيلات اليمينية المتطرفة، أم سيكون هناك انسجام وسياسات أكثر تطرفاً قال طلال عتريسي:
” إن هناك بعض المجموعات التي صعدت متحالفة مع الليكود ونتنياهو، وهناك تقريبا انسجام أيديولوجي وعقائدي فيما بينهم ومن المؤكد أن هذا الأمر يختلف عن مجموعات أخرى في اتجاه أخر، وبالرغم من اتفاقهم جميعا على يهودية الدولة وعلى عدم إعطاء الفلسطينيين أي حقوق لكن المشكلة تكمن في أن هذه الجماعات المتجانسة من حيث المبدأ عقائديا وأيديولوجيا ستواجه مشكلة في إدارة الحكومة وتوزيع المناصب؛ لأن بعض هذه الجماعات بدأت تطالب بتوليها الوزارات الأساسية.
وتابع “عتريسي” لا ننسى أن إسرائيل منذ سنوات طويلة تعتبر أن التفاوض مع الفلسطينيين يجب أن يستمر حتى لو لم يعطى أي شيء للفلسطينيين، لأن الجماعات اليمنية العقائدية المتجانسة أيديولوجيا أيضا ترفض أي تفاوض مع الفلسطينيين بل أنها تفكر في تهجيرهم وهذا يختلف مع سياسة الليكود المعلنة في الخطاب العلني التي تقول أنهم يريدون التفاوض مع السلطة الفلسطينية ولا يريدون تهجير الفلسطينيين.
واستكمل أنه سيكون هناك مرحلة مواجهة قوية بين هذه الاتجاهات من جهه وبين التصعيد الذي سيحدث داخل فلسطين من جهه أخرى.
إسلام كمال
وفى الإجابة على سؤال: هل ستنضبط التشكيلات الأخرى لأجندة نتنياهو.. وهل سيحدث عنف داخل المنطقة نتيجة هذا الأمر؟.. أوضح إسلام كمال أن هناك معلومة من داخل الليكود تشير إلى أن نتنياهو إذا لم يحقق مصالحهم بشكل أو بأخر سينقلبوا عليه داخل الليكود وخارجه في بلوك اليمين، وبالتالي فإن نتنياهو سيعمل على تنفيذ كل المطالب المطروحة من الليكود والصهيونية الدينية؛ لأنه في حالة ضعف ومن الممكن أن يتولوا الوزارات المهمة، مشيراً إلى أن نتنياهو لن يتركها بسهولة.
وأكد كمال أنه حدث بالفعل عند أحد أبواب الأقصى عملية دهس أصاب خلالها شهيد ثلاثة ضباط إسرائيليين، وهذا يمثل رسالة من الفلسطينيين إلى هذه الحكومة الجديدة المرتقبة بإنهم سيستمرون في انتفاضاتهم الجديدة غير التقليدية وتستمر حالة العنف بشكل أو بأخر لأن نتنياهو يريد أن يثبت أنه أقوى وأكثر عنفاً.
ومن هذا الجانب أشار كمال أن الفلسطينيين يرتقبون هذا المشهد، ولو لم تتدخل الأطراف الدولية للسيطرة على نتنياهو واختياراته سنتجه لمسار أكثر خطورة.
وحمّل كمال فلسطينى الداخل فى فلسطين المحتلة، والأحزاب العربية التي انقسمت على نفسها مسئولية ما وصلنا له الآن، فبسبب حالة الإحباط والانقسامات تراجعت نسب التصويت في مقابل نسبة كبيرة من التصويت لم تتكرر منذ 1999 في الانتخابات بين الإسرائيليين.
طلال عتريسى
وقال عتريسي باعتقاد الكثير أن مجئ اليمين المتطرف سيصعد الانتفاضات وحركة الشعب الفلسطيني، بالإضافة لمواجهة اليمين المتطرف أزمة قوية في إدارة الحكومات وهذا الأمر لا علاقة له بالليكود ولكنه مرتبط بالرؤية الاستراتيجية عند مجمل الأطراف الإسرائيلية.
وعن المخاوف التي توجد عند فئات من المجتمع الفلسطيني، أوضح عتريسي أن مشاعر الخوف وعدم الاستقرار وعدم الشعور بالأمن ازدادت كثيراً في السنوات الأخيرة داخل الكيان الإسرائيلي وعند المستوطنين؛ لذلك السبب هم لا يريدون وجود المزيد من المواجهات في الداخل، وصعود اليمين المتطرف يزيد من هذه المخاوف لأنه يزيد من المواجهات مع الشعب الفلسطيني.
الختام لكمال
واختتم كمال الحوار قائلا إن اسرائيل تظهر لنا وجهها الحقيقي وهو رفضها لأي نوع من أنواع السلام، منوهاً أنه لابد من وجود موقف واضح من العرب، وأنه كان يتمنى أن يتضمن بيان قمة الجزائر موقف داعم في مواجهة هذه الحكومة.
طالع المزيد:
-
وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأمريكي أزمات المنطقة والانتخابات الإسرائيلية
-
ترقبوا كارثة.. النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية وتفاصيل الفشل اليسارى والعربي