الحياة الزوجية بنظرة غربية
سردية تكتبها: أسماء خليل
غالبًا ما يستقي العالم وجهة نظره عن الشعوب، من الصور والتصورات التي تطفو على السطح، ربما من خلال ما يسمعونه من أحد المسافرين، أو من خلال مشاهدة أحداث تمثيلية في أحد وسائل الإعلام، أو قراءة بعض سطور كتاب، أو الاعتقاد بأن مُختلفي العقيدة حتمًا سيمتلكون تردي فكري.
ومن بين تلك الثوابت الفكرية، الحياة الزوجية لدى الغرب، وقد بات راسخًا بالأذهان أنها حياة تتسم بالانحلال والتسيب وعدم القيم واللا حب بين أفراد الحياة الزوجية، والخيانة الزوجية المؤكد حدوثها وعدم الوفاء للزوج أو الزوجة، وعدم رعاية الأبناء كما ينبغي، والشجار بسبب توزيع المهام داخل الأسرة،،
الخطير في الأمر أن دعاة التحرر بلا قيود، ربما يتخذون من تلك الثقافات قدوة لكونهم مالكي الحرية من وجهة نظرهم.
طالع المزيد:
-
د. محمد ابراهيم بسيوني: مسؤولية الزواج والإنجاب مسؤولية كبيرة وليست سهلة
-
أسماء خليل تكتب: رسائل الشات وتعبيرات الوجوه
فهل تلك المُنطلقات الفكرية صحيحة أم لا ؟.. وهل الغرب يعيشون الفوضى التربوية الاجتماعية؟.. وهل بحق الحرية هي قمة المسؤولية؟!.. وإلى أي مدى يُمثل المواطن بدول الغرب واحدًا من أبطال لأفلام الممنوع من العرض ؟!..
من وسط سطور حياتهم، كانت تلك المُقتطفات التي توضح ما عليه تلك الشعوب.
الزوجة الداعمة
“S. G” زوجة ثلاثينية تعيش بـ“لوس أنجلوس” الأمريكية، تقول بمناقشات نسائية في أحد الصحف الأمريكية، إن الزوجة الداعمة تساعد زوجها على تخطي همومه والعقبات الحياتية التي يواجهها، وتكن بجواره حتى يحقق أحلامه وينجح في الحياة.
ثم تسألها صديقة.. ما إذن دور الزوجة في حياة الرجل بالتحديد؟.. فتجيب الزوجة، بأن المرأة الصالحة تجلب تغييرات إيجابية في الرجل، تؤازره للوصول إلى الطريق الصحيح وتكن بجانبه في السراء والضراء، إنها ترعى الأطفال وتدير كل شيء في المنزل تقريبًا بمفردها. إنها السيدة متعددة المهام التي تعمل خارج المنزل لتجلب مُساندة مادية كمشاركة في النفقات، وتصنع كل شيء داخل المنزل..
وضع مجتمعي مسؤول
وفي استبيان قامت به أحد الجهات فى العاصمة البريطانية، لندن، لمعرفة الوضع المجتمعي للأسرة فى هذا البلد؛ كانت الآراء كالتالي:
تقول إحدى الزوجات، إن ذلك الزواج يغير حياة المرأة؛ فتتحول من فتاة مدللة وهادئة الطباع، إلى إنسانة مسؤولة عن حياة جديدة بها أرواح يحتاجون لرعايتها.
بينما قالت أخرى، إنني أحافظ على شرف زوجي وكرامته، فالحفاظ على شرف وكرامة زوجكِ يجعلانه في قمة السعادة.. ولابد عدم التحدث بشكل سلبي عن الزوج وخاصة أمام العائلة والأصدقاء والأقارب، وتنصح أي زوجة بعدم التشاجر مع زوجها أو توجيه انتقاد له بشكل مستمر، وتؤكد على الامتناع التام عن الخوض في النميمة الزوجية الخاصة بالشريك.
وتنصح هذه الأخيرة الأزواج قائلة: “إذا كانت لديكما أي مشاكل فقوما بحلها بينكما بشكل سري، فأهم شيء بالحياة الزوجية أن تقف الزوجة إلى جانب زوجها وتعمل هي وهو معًا كفريق، سواء كان ذلك بشكل خطط يومية أو تحقيق أهداف طويلة المدى”، مضيفة “ولابد أن تعرف أي زوجة أنها بحاجة إلى دعم زوجها في جميع مشاريعه ومساعيه، وبالطبع سيكون سعيدًا بوجودها بجانبه في كل خطوة يخطوها”.
كما ذكرت إحداهن قائلة: “إنَّني أحب زوجي دون قيود أو شروط، فالزوج يرغب أن يكون محبوبًا ومحبوبًا أكثر، ومحل تقدير من زوجته محبوبته، لابد من منح الزوج حبًا غير مشروط جسديًا وعاطفيًا.. إنه طفل كبير، قدمي له الرعاية بكرم وسخاء دون انتظار مقابل”.
الصبر ثم الصبر
وتنشر “l.Y ” زوجة بمدينة بريست الفرنسية في “الجروب” الذي قامت بتأسيسه، ويضم عددًا كبيرًا من الزوجات، الكثير من الآراء والمناقشات حول الحياة الزوجية.
وكانت أحد تلك الآراء لزوجة في العقد الرابع من عمرها، تقول إن المفتاح الحقيقي للسعادة الزوجية هو الصبر ثم الصبر، وحتمًا لا يأتي الصبر بسهولة، فعندما تقوم المرأة بمهام متعددة كل يوم بالإضافة إلى المسؤوليات المنزلية، تكرار تلك الأعمال يكسب الصبر تدريجيا، وتخبر صديقاتها قائلة: “الصبر لا يأتي كما يُخطط المرء، ولكن لابد من المحاولة ولن تندمي”.
وتضزب الزوجة مثلا قائلة: “تخيلي أنكِ في عجلة من أمركِ للاندفاع إلى العمل ، فطلب منكِ زوجكِ شيئًا سخيفًا وأنتِ متأففة، وحاولتِ إظهار ذلك الشعور؛ لتدركين أنه كان يحاول فقط أن يكون مرحًا معكِ، لو كنتِ أكثر صبرًا في الصباح وصبرتِ في ذلك الموقف، لكان اليوم أفضل لك ولزوجكِ”.
وتقول أخرى: “علمي أطفالكِ الأبوة والأمومة، فمسؤولية كل أم أن تلعب دورًا مهمًا في تربية أطفالها، فهي تفهمهم من الداخل ومن الخارج، ولديها الصبر والوقت للجلوس معهم، ولابد أن تحمي منزلكِ من الغرباء والأشخاص الذين يحاولون حقن الأفكار السامة في أفراد عائلتك، كما يجب الابتعاد عن الأفراد الذين لديهم الكثير من السلبية؛ حتى لا يؤثرون على أولادكِ.
كُن مُتاحًا
وتطرح مجموعة من الزوجات بصحيفة “ليجو” الإيطالية مناقشات حول شأن المرأة، وإرضاءها لزوجها لنجاح العلاقات الزوجية، فتقول:
“لابد أن يكون كلا الشريكين متاحًا، فتحتاج الزوجة إلى شراكة زوجها، وكذلك الزوج بحاجة دائمة إلى شراكة زوجته، فلابد أن يكن كل شريك متواجدًا من أجل الآخر عندما يريد التحدث معه، لابد أن يستمع إليه ونصحه إذا لزم الأمر، وعليه الاعتناء باحتياجاته وإظهار الحب له”.
وتقول أخرى: “لابد من الاحترام المتبادل وتقدير آراء الزوج واحترامه لما هو عليه، وإذا كنتِ عزيزتي لا تتفقين معه، فلا تقللي من احترامكِ له، بل عبّري عن وجهة نظركِ بلطف، هنا ستكتسبين احترامه.
وتذكر إحداهن، أنه لابد من تلبية احتياجات الزوج وأن تطبخ له شريكته وتعتني به، فعندما يكون على ما يرام ستكونين أنتِ وكل أسرتكِ على ما يرام، وعندما يكون متوترًا؛ ستتوتر كل البيئة الزوجية، ولا تعطي زوجكِ مجالًا للتشكيك في وفائكِ، لكي تنتظري منه نفس الشيء.
زوجة من باريس
هكذا كان اعتقاد الكثير؛ بأن الزوجة الغربية هي زوجة من باريس، كناية عن الترفيه واللا مسؤولية الزوجية التي تتصف بها، ولكن بالاقتراب أكثر من تلك البيئات؛ تجد الزوجة تسعى لسعادة أسرتها وإرضاء زوجها والاعتناء به، فلم يقف التحرر حائلا بينها وبين آداء دورها بالمجتمع.. إنهن يرفعن شعار “الحرية هي قمة المسؤولية”.