خاص | فرنسا تدخل على خط أزمة إيطاليا والمهاجرين.. بينهم مصريين (فيديو)
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
بوادر وإشارات أزمة إيطالية فرنسبة، تفجرت إزاء بعض الملفات، وتم التعبير عنها خلال الأيام والساعات القليلة الماضية عبر كبار مسؤولي البلدين صراحة، وفي الكواليس، وعبر القنوات الثنائية ومتعددة الأطراف.
جاءت هذه الأزمة على أثر رفض إيطاليا بقيادة الحكومة اليمينية – التى تولت زمام الحكم فى إيطاليا قبل أيام – استقبال سفينة “أوشن فايكينج” الإنسانية لإنقاذ المهاجرين، وكان يوجد على متنها 234 مهاجرًا من جنسيات مختلفة، وتتبع السفينة المنظمة غير الحكومية “إس أو إس متوسط”.
وكانت إيطاليا قد رفضت استقبال السفينة العالقة في البحر المتوسط، ما دفع بعض المهاجرين إلى الدخول في إضراب عن الطعام، ولم يُسمح بنزول إلا من هم في حالة صحية سيئة بشكل واضح، رغم أن القانون الدولي والاتفاقيات الأوروبية تنص على ضرورة استقبال السفن الإنسانية.
شاهد الفيديو بصوت الإعلامى إكرامى هاشم
مازالت أزمة سفن المهاجرين العالقة أمام الموانئ الإيطالية مستمرة لليوم الثامن مابين إصرار وزارة الداخلية الإيطالية علي عدم السماح بإنزال المهاجرين علي أراضيها و إستغاثات المهاجرين و ضغوط منظمات المجتمع المدني من أجل السماح بإنزالهم .
وبعد إنتظار دام لعدة أيام، وبعد قرار وزير الداخلية الإيطالية ماتيو بينتيدوسي بالسماح فقط بإستقبال القصر والنساء الحوامل شهد ميناء كاتانيا الإثنين الماضى والذي ترسو فيه إحدي أكبر السفن المحملة بالمهاجرين الذين تم إنقاذهم في البحر المتوسط؛ شهد الميناء حالة من التذمر و الفوضي من قبل المهاجرين العالقين علي متن السفينة حيث قاموا بالتظاهر فوق سطح السفينة رافعين لافتات طالبين فيها المساعدة،و مكتوب عليها بالإنجليزية ” help US”، بينما قام بعضا منهم بإلقاء أنفسهم في مياه البحر في محاولة للوصول إلى البر الرئيسى للميناء ولكن قوات الأمن المتواجدة قامت بإعادتهم إلي متن السفينة مرة أخرى.
في الوقت نفسه تحرك العشرات من النشطاء و المتعاطفين مع المهاجرين من المجتمع الإيطالي إلي ميناء كاتانيا و قاموا بالتظاهر علي رصيف الميناء مطالبين وزير الداخلية الإيطالي بالسماح بإنزال جميع المهاجرين رافعين شعار ” إنقاذ الإنسانية” كما دخلت أيضا الأحزاب اليسارية و المعارضة للحكومة الإيطالية ذات التوجه اليميني علي الخط وقام بعض من نواب البرلمان عن تلك الأحزاب بالتواجد في قلب الأحداث من أجل اللعب بورقة المهاجرين ضد الحكومة الحالية متهمين إياه بالتهاون بأرواح البشر .
من جانبه قال وزير الداخلية الإيطالى، ماتيو بينتيدوسي، “أننا نتابع الوضع في ميناء كاتانيا: نحن نتصرف بإنسانية ولكن بحزم على مبادئنا، مضيفا: “أننا نرحب أيضًا بالسفن الأخرى التي تصل مع أحداث البحث والإنقاذ، ولا نجعل أي شخص يفتقر إلى المساعدة الإنسانية كما هو معترف به دوليًا”. أما بالنسبة للمهاجرين المتبقين على متن السفن، فإنهم “يخضعون للمراقبة المستمرة من قبل الجهات المختصة و لن يتم السماح العشوائي بدخول أراضينا .
ومن جانبها فقد علقت المفوضية الأوروبية، على لسان المتحدث باسمها على القصة، مؤكدة أن هناك “واجبًا أخلاقيًا وقانونيًا لإنقاذ الأشخاص في البحر، وفقًا للقانون الدولي”.
اقرأ أيضا:
-
وسائل الإعلام الإيطالية تبرز لقاء الرئيس السيسي وميلوني.. وأهم مادار بين الطرفين
-
حصرى: معارك الحكومة اليمينية في إيطاليا ضد المهاجرين واليسار انطلقت
وردا على سؤال حول ما إذا كان يتماشى مع قوانين اللجنة وإرشاداتها للسماح بهبوط “انتقائي” (كما حدث مساء الأحد) ، أكد المتحدث أنه بموجب القانون الدولي “نحتاج إلى تقليل الوقت الذي يقضيه الناس في البحر. كل حالة مختلفة – أشار – لكننا نشجع كل السلطات على التعاون من أجل تسهيل الإنزال.
أما سفينة أوشن فايكينج التى أنقذت المهاجرين قبالة سواحل ليبيا، فقد توجهت إلى الساحل الفرنسى، وعلى متنها 230 مهاجرا ورست، أول من أمس الجمعة، في ميناء تولون العسكري جنوب فرنسا، بعد نحو 18 يوما قضتها في عرض البحر.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) سوف تضع فرنسا المهاجرين في ”مركز انتظار“ في منطقة “هيرييس” لتسوية أوضاعهم.
وكانت السفينة أنقذت المهاجرين قبالة سواحل ليبيا. وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية وجود 57 طفلا بين الناجين، مضيفة أن المهاجرين من بنجلاديش وأريتريا وسوريا ومصر وباكستان.
وفى الداخل الإيطالى لم تنته الأزمة، فمازالت سياسة شد الحبل بين الحكومة الإيطالية من جهه ومنظمات الإنقاذ وقوي اليسار من جهه أخري مستمرة.
فهل ستنجح الحكومة الايطالية الجديدة في فرض سياستها وغلق شواطئها أمام المهاجرين.. أم سترضخ للضغوط الدولية والداخلية وتترك أبوابها مفتوحة علي مصراعيها للهجرة الغير منظمة؟!.